8 خرافات شائعة حول مرض السكر والنظام الغذائي

يؤثر مرض السكري على أكثر من ملايين الأشخاص حول العالم، وبالرغم من إصابة العديد من الناس بهذه الحالة، لا يزال هناك الكثير من الارتباك حول أسبابها وما ينبغي لمرضى السكري تناوله وما لا ينبغي لهم تناوله.

يوضح دوجلاس توينيفور، اختصاصي التغذية أن "معرفة المزيد عن مرض السكري هي الخطوة الأولى للمساعدة في الوقاية منه وإدارته".

وحسب صحيفة ديلي إكسبريس، قام دوجلاس بدحض بعض الأساطير الشائعة على النحو التالي:

مرض السكري ناتج عن تناول الكثير من السكر

نظرًا لأن مرض السكري يتميز بمستويات عالية من السكر (الجلوكوز) في الدم، فليس من المستغرب أن يعتقد الكثير من الناس أن السبب في ذلك هو تناول كميات كبيرة من السكر. لكن العلم يقول غير ذلك.

تقول اللجنة الاستشارية العلمية للتغذية إنه لا يوجد دليل على أن السكر نفسه يسبب النوع الثاني من مرض السكري، على الرغم من أن تناول كميات أكبر من المشروبات السكرية قد يزيد من خطر الإصابة.

يقول دوجلاس: "ما زلنا لا نعرف حقًا ما الذي يسبب مرض السكري من النوع الأول، لكن جهاز المناعة لدينا متورط في ذلك، يبدو أن جسمنا ينقلب على نفسه ويدمر الخلايا الموجودة في البنكرياس التي تنتج الأنسولين".

وأضاف: "لكن النوع الثاني أكثر شيوعًا مع تقدمنا ​​في العمر وإذا كان لدينا تاريخ عائلي أو كنا من مجموعات عرقية معينة، ويلعب وزننا أيضًا دورًا، فحوالي 9 من كل 10 أشخاص تم تشخيصهم حديثًا بالنوع الثاني يعيشون مع السمنة أو يعانون من زيادة الوزن".

وهنا يلعب السكر دورًا كبيرًا على الأرجح، إذ يرتبط تناول كميات كبيرة من السكر بتناول كميات أكبر من السعرات الحرارية، كما أن الإفراط في تناول السعرات الحرارية يؤدي إلى زيادة الوزن.

توقف عن تناول السكر تمامًا

النصيحة الغذائية الرئيسية للأشخاص الذين يعانون من مرض السكري من النوع الثاني هي اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن يحتوي على نسبة منخفضة من الدهون المشبعة والملح والسكر.

لكن هذا لا يعني الامتناع عن تناول السكر تمامًا.

يقول دوجلاس: "لا بأس من تناول كميات صغيرة من الأطعمة التي تحتوي على السكر عندما تكون مصابًا بمرض السكري - ولكن من المهم تناولها بشكل أقل تكرارًا وبكميات صغيرة، لأن الإفراط في تناولها قد يجعل من الصعب التحكم في مستويات السكر في الدم والوزن".

السكر هو المكون الوحيد الذي يجب أن تقلق بشأنه

من السهل الوقوع في فخ التفكير بهذه الطريقة. لكن مرض السكري يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية، لذا فإن اتباع نظام غذائي صحي أكثر أهمية من الحد من تناول السكر للحفاظ على مستويات الكوليسترول في الدم وضغط الدم تحت السيطرة.

ولا تتوقف الفوائد عند هذا الحد، ويقول دوجلاس: "إن تناول الأطعمة المغذية التي تزودنا بكل البروتينات والألياف والدهون الصحية والفيتامينات والمعادن التي نحتاجها، يساعد في الحفاظ على صحة كل جزء من أجسامنا، من المخ والعظام إلى الجلد والأمعاء".

تحتوي الفاكهة على كمية كبيرة من السكر بالنسبة لمرضى السكر

إن النصيحة الصحية للجميع، بما في ذلك المصابين بمرض السكري، هي تناول خمس حصص من الفاكهة والخضراوات يوميًا.

فمعظم الفاكهة والخضراوات تحتوي على سعرات حرارية أقل وتوفر الألياف، مما يجعلها رائعة لملء المعدة والتحكم في الوزن. كما تحتوي على الفيتامينات والمعادن والمواد الكيميائية النباتية، وكلها ضرورية للصحة الجيدة.

وقال دوجلاس: "يعتقد كثير من الناس أنهم بحاجة إلى تجنب الموز أو العنب أو الفواكه الأخرى، ولكن لا يوجد سبب لذلك طالما أنك تراقب الحصص".

وأضاف: "كل هذه الفواكه تُحسب أيضًا ضمن الحصص الخمس التي نتناولها يوميًا، لذا يجب الاستمتاع بها. التنوع هو المفتاح، لذا حاول تناول قوس قزح من الألوان المختلفة كل يوم".

يمكنك علاج مرض السكري باتباع النظام الغذائي الصحيح

قال دوجلاس: "من غير الممكن علاج مرض السكري أو عكس مساره، ولكن فقدان الوزن يمكن أن يؤدي إلى شفاء النوع الثاني من المرض، وخاصة إذا حدث هذا بعد وقت قصير من التشخيص".

وأضاف: "وجد الباحثون أن نحو 7%من الذين فقدوا أقل من خمسة كيلوجرامات تحسنت حالتهم مقارنة بنحو 90% من الذين فقدوا خمسة عشر كيلوجرامًا على الأقل، كما وجد الباحثون أنه بعد مرور عامين، ظل أكثر من ثلث الأشخاص في حالة تحسن ولم يحتاجوا إلى أدوية لعلاج مرض السكري".

نظام غذائي منخفض الكربوهيدرات

تظل النصيحة الرئيسية هي اتباع نظام غذائي متوازن مع وجبات تعتمد على اختيارات غذائية صحية.

يقول دو\جلاس: "الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والبقوليات مهمة لاتباع نظام غذائي صحي. والمفتاح هو اختيار الكربوهيدرات التي تحتوي على أكبر قدر من الألياف من أجل أمعاء صحية ومراقبة الحصص للتحكم في مستويات الجلوكوز في الدم".

قد تكون الأنظمة الغذائية منخفضة الكربوهيدرات مفيدة لبعض المصابين بالنوع الثاني من السكري.

وتؤكد نصيحة اللجنة الاستشارية العلمية للتغذية أنه في الأمد القريب (حتى ستة أشهر)، قد يؤدي اتباع نظام غذائي منخفض الكربوهيدرات مع تناول 50-130 جرامًا من الكربوهيدرات يوميًا إلى تحسين التحكم في نسبة الجلوكوز في الدم وخفض الدهون الثلاثية، وهو نوع من الدهون في الدم يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب.

قد تسمح الأنظمة الغذائية منخفضة الكربوهيدرات أيضًا بتقليل تناول الأدوية، ولكن يجب تقييم ذلك على أساس فردي، ولكن من الأفضل تجنب الأنظمة الغذائية الكيتونية التي تحد من تناول الكربوهيدرات إلى أقل من 50 جرامًا في اليوم وتعني عادةً تجنب الحليب والفواكه وبعض الخضروات.

لا داعي للقلق بشأن نظامك الغذائي

يقول دوجلاس: "يعتقد بعض الناس أن مرض السكري من النوع 2 هو شكل خفيف من المرض، لكن هذا غير صحيح. سواء كنت مصابًا بالنوع الأول أو الثاني، إذا لم يتم تشخيصه أو إدارته، يبدأ الجلوكوز في التراكم في الدم".

وأضاف: "يؤدي هذا إلى ظهور أعراض مثل الشعور بالتعب والعطش، والحاجة إلى التبول كثيرًا (خاصة في الليل)، وعدم وضوح الرؤية، وبطء الشفاء، وزيادة خطر الإصابة بعدوى المسالك البولية والقلاع، وعلى المدى الطويل، تلف الأعصاب والعينين والكلى والقدمين".

وتابع: "هناك أيضًا زيادة في خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية، لذا فإن الحصول على الدعم لإدارة مستويات الجلوكوز في الدم من خلال الجمع بين النظام الغذائي وممارسة الرياضة والأدوية أمر بالغ الأهمية لأي شخص مصاب بالسكري".

تناول المكملات الغذائية للتحكم بمستويات السكر في الدم

تمتلئ شبكة الإنترنت بالمكملات الغذائية والمنتجات، مثل الجينسنج، والصبار، والقرفة، وخل التفاح، والتي تدعي أنها تساعد في التحكم في نسبة السكر في الدم، ولكن هناك نقص في العلم لدعم ذلك.

يلعب الكروم الموجود في اللحوم والبقول والحبوب الكاملة والمكسرات والفواكه والخضروات دورًا في تحقيق مستويات طبيعية من سكر الدم، لكن لا يوجد دليل كافٍ يدعم تناول المكملات الغذائية لعلاج مرض السكري.

يقول دوجلاس: "من الأفضل تناول نظام غذائي متنوع للحصول على جميع العناصر الغذائية التي تحتاجها، لا تستبدل أدوية مرض السكري بالمكملات الغذائية، وأخبر طبيبك قبل البدء في تناول أي مكمل غذائي لأن بعضها قد يتداخل مع الأدوية أو حتى يزيد من مضاعفات مرض السكري".