الأربعاء 30 أكتوبر 2024 الموافق 27 ربيع الثاني 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

تطوير أداة للتنبؤ بتسمم الدم لدى الأطفال حديثي الولادة

الأربعاء 30/أكتوبر/2024 - 02:30 ص
الإنتان
الإنتان


أظهرت دراسة جديدة أن التوقيع الجيني لدى الأطفال حديثي الولادة يمكن أن يتنبأ بـتسمم الدم لدى الأطفال حديثي الولادة قبل أن تبدأ الأعراض في الظهور.

الدراسة، التي أجراها باحثون من جامعة كولومبيا البريطانية وجامعة سيمون فريزر بالتعاون مع وحدة جامبيا التابعة لمجلس البحوث الطبية، لديها القدرة على مساعدة العاملين في مجال الرعاية الصحية في تشخيص الأطفال في وقت مبكر، بما في ذلك في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط ​​حيث يشكل الإنتان الوليدي مصدر قلق خاص. تم نشر البحث في eBioMedicine.

الإنتان عند حديثي الولادة

بحسب موقع ميديكال إكسبريس، قال المؤلف الأول أندي آن: "يحدث الإنتان عند الأطفال حديثي الولادة نتيجة استجابة الجسم غير المنتظمة لعدوى شديدة تحدث خلال أول 28 يومًا من الحياة.

وأضاف أنه "على مستوى العالم، يؤثر هذا على حوالي 1.3 مليون طفل سنويًا، ومن المؤسف أن هذه المعدلات أعلى في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط".

وأشار إلى أنه "حتى عندما يكون العلاج ناجحًا، يمكن أن يكون للإنتان آثار مدى الحياة لأنه يمكن أن يؤدي إلى تأخير النمو لدى الأطفال، وفرض عجز إدراكي ومشاكل صحية طويلة الأمد، ومن خلال التعرف عليه في أقرب وقت ممكن، يمكننا علاج الرضع على الفور وبشكل مثالي، وتجنب هذه الأضرار".

يتسبب الإنتان الوليدي في وفاة ما يقدر بنحو 200 ألف شخص في جميع أنحاء العالم كل عام، مع أعلى المعدلات في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل. وفي كندا، يكون الخطر أقل بنحو واحد من كل 200 ولادة حية، ولكنه أعلى بين الأطفال المولودين قبل الأوان.

المخاطرة بالصحة

إن تشخيص الإنتان يشكل تحديًا كبيرًا للأطباء والأسر، فقد تبدو الأعراض مشابهة للعديد من الأمراض الأخرى، وقد تستغرق الاختبارات التي يتم إجراؤها للتحقق من وجود الإنتان عدة أيام، كما أنها ليست دقيقة دائمًا، ولا تتوفر إلا في المستشفيات. وقد يؤدي عدم اليقين إلى تأخير العلاج العاجل بالمضادات الحيوية.

قال الدكتور بوب هانكوك، المؤلف المشارك الرئيسي للدراسة والأستاذ في قسم علم الأحياء الدقيقة والمناعة بجامعة كولومبيا البريطانية: "إن معرفة أن الإنتان وشيك الحدوث من شأنه أن يمنح الأطباء المزيد من الوقت لتحديد العلاج المناسب للاستخدا،.وإن عواقب الإنتان عند الأطفال حديثي الولادة شديدة للغاية في الأفراد الأكثر ضعفًا لدرجة أن توفير التشخيص المبكر لمساعدة الأطباء وتوجيههم قد ينقذ الأرواح".

شارك الباحثون في دراسة كبيرة في جامبيا حيث تم أخذ عينات دم من 720 رضيعًا عند الولادة. ومن بين هذه المجموعة، أصيب 15 طفلًا بتسمم الدم المبكر.

استخدم الباحثون التعلم الآلي لرسم خريطة التعبير عن الجينات النشطة عند الولادة، بحثًا عن علامات بيولوجية يمكنها التنبؤ بالإنتان.

قالت الدكتورة إيمي لي، الأستاذة المساعدة في قسم الأحياء الجزيئية والكيمياء الحيوية في جامعة سيمون فريزر، والمؤلفة المشاركة في الدراسة: "لقد وجدنا أربعة جينات يمكنها عند دمجها في توقيع أن تتنبأ بدقة بتسمم الدم لدى الأطفال حديثي الولادة تسع مرات من أصل 10، كانت هذه فرصة فريدة حيث كانت العينات متاحة من جميع الأطفال في هذه المجموعة في يوم الولادة، مما يعني أنه يمكننا دراسة الجينات المعبر عنها في الأطفال المصابين بتسمم الدم قبل أن يمرضوا، ولم تنشر معظم الدراسات الأخرى سوى العلامات التي كانت موجودة عندما كان الأطفال مرضى بالفعل، وبالتالي لن يكون هذا توقيعًا تنبؤيًا".

وقالت الدكتورة بيت كامبمان، التي قادت المكون السريري للدراسة في وحدة مجلس البحوث الطبية في جامبيا، "إن التعرف المبكر على الإنتان أمر حيوي لبقاء الرضع، وتحديد العلامات التي قد تسمح لنا بالتنبؤ بالأطفال المعرضين لخطر معين سيكون ميزة هائلة، حيث يمكننا بعد ذلك استهداف المراقبة والعلاج المحددين لمثل هؤلاء الرضع".

ويأمل الباحثون أن يتم دمج التوقيع يومًا ما ليس فقط في اختبارات تفاعل البوليميراز المتسلسل في المستشفيات، ولكن أيضًا في الأجهزة المحمولة المستخدمة في نقاط الرعاية.

وقال الدكتور هانكوك: "تتوفر أجهزة متاحة في مراكز الرعاية الصحية يمكنها اختبار التعبير الجيني، على سبيل المثال، كوفيد-19 والإنفلونزا، بقطرة دم واحدة، ويمكن تشغيلها في أي مكان بمصدر طاقة بما في ذلك البطاريات ويمكن لأي شخص استخدامها، وليس فقط مقدمي الرعاية الصحية المدربين".

وأضاف: "يمكن إعادة تجهيز هذه الأجهزة المحمولة للتعرف على هذا "التوقيع" بسهولة نسبية وبتكلفة زهيدة".

تتضمن الخطوة التالية في البحث إجراء دراسة مستقبلية واسعة النطاق لإظهار نجاح التوقيع في التنبؤ بالإنتان في مجموعات سكانية أخرى وإثبات منهجيته، ثم تطوير أدوات الرعاية الصحية للحصول على موافقة الهيئات الحكومية ذات الصلة.