هل يمكن منع الإجهاض المتكرر؟.. دراسة تكشف أن السر في هذه الخلايا المناعية
إن الإجهاض المتكرر قد يكون مدمرًا ويخلف تأثيرًا كبيرًا على النساء وشركائهن والمجتمع على نطاق أوسع، ولكن حاليًا هناك خيارات قليلة للعلاجات الفعالة.
على مدى عدة سنوات، كانت هناك أدلة متزايدة على أن نقص الخلايا المناعية الخاصة التي تسمى الخلايا التنظيمية التائية (Treg)، والتي تعد ضرورية لإعداد الرحم لزرع الجنين المتقبل، هي عامل في فقدان الحمل المبكر.
تعزيز هذه الخلايا يحسن من فرصة الحمل الصحي
توضح دراسة جديدة في المجلة الأمريكية لعلم الأمراض أدلة في نموذج حيواني ما قبل السريرية على أن تعزيز هذه الخلايا يحسن من فرصة الحمل الصحي.
يثير العمل احتمال تقييم هذا التدخل لدى النساء المعرضات لتجربة فقدان الحمل المبكر، وهي حالة شائعة تؤثر على الحمل الطبيعي والنساء الخاضعات للتخصيب في المختبر (IVF).
تشرح الباحثة الرئيسية الدكتورة سارة أ. روبرتسون، من معهد روبنسون للأبحاث وكلية الطب الحيوي بجامعة أديلايد في أستراليا، "لقد وجدت دراسات سابقة أعدادًا منخفضة من الخلايا التنظيمية التائية لدى النساء اللاتي تعرضن لفقدان مبكر للحمل، فضلًا عن التغيرات التي تؤدي إلى إصابة الخلايا التنظيمية التائية بمشاكل وظيفية تذكرنا بأمراض المناعة الذاتية.
وأضافت: يمكن أن يضعف هذا عملية الزرع ويمنع نمو المشيمة المبكرة، لذلك توفر الخلايا التنظيمية هدفًا جذابًا للتدخلات لتحسين تحمل المناعة لدى الأم والحماية من اضطرابات الحمل الناجمة عن اختلال التوازن المناعي لدى النساء المعرضات للخطر.
استخدم الباحثون نموذجًا للفأر لفقدان الحمل المبكر لاختبار تدخل علاجي جديد مرشح يتم فيه الجمع بين السيتوكين إنترلوكين-2 (IL-2) مع أجسام مضادة محددة لاستهداف الخلايا التنظيمية.
مثل البشر الذين يعانون من فقدان الحمل المتكرر، تعاني الفئران من خلل مناعي ينشأ عند الحمل ويؤدي إلى فقدان الجنين لاحقًا.
أعطى الباحثون مجمع الأجسام المضادة IL-2 (المسمى IL-2 / JES6-1) في الوقت بين الحمل وزرع الجنين للفئران المعرضة للإجهاض وأيضًا للفئران التي كان لديها حمل صحي.
لاحظوا تغييرات كبيرة في عدد ونمط الخلايا التنظيمية في الرحم والدم والأنسجة الأخرى في كلتا المجموعتين من الفئران.
أظهرت المجموعة الموسعة من الخلايا التنظيمية سمات مميزة لتحمل الحمل القوي وكانت فعالة في منع تكوين خلايا T المؤثرة الضارة التي تهدد نجاح الحمل.
ومن المهم أن الفئران المعرضة للإجهاض أظهرت تحسنًا ملحوظًا في نتائج الحمل بعد العلاج، وانخفض معدل الإجهاض لديها باستمرار من 30% إلى 11%، وهو ما يقع ضمن النطاق الطبيعي للفئران.
ويضيف البروفيسور روبرتسون: "تُظهر النتائج أن فعالية علاج IL-2/JES6-1 يمكن تحقيقها بجرعات أقل، وهو ما سيكون مهمًا على الأرجح عندما نفكر في كيفية ترجمة النتائج إلى التطبيق البشري.
وأَاف، أن الملاحظة الأخرى الجديرة بالملاحظة هي أن العلاج في وقت مبكر جدًا من الحمل، حتى قبل أن تبدأ الأجنة في الانغراس، له تأثير عميق على تقدم الحمل مع فائدة دائمة حتى أواخر الحمل، وهذا يتفق مع الأدلة المتزايدة التي تشير إلى أن انغراس الجنين وتطور المشيمة المبكر هو نقطة التحول لنجاح الحمل.
توضح الدراسة إمكانية استهداف خلايا Treg وتقدم أدلة محورية لتبرير الدراسات البشرية؛ ومع ذلك، سيكون من المهم إجراء التجارب السريرية لتجميع أدلة السلامة والفائدة لدى البشر قبل التوصية بالعلاج.