لتقليل خطر الإصابة بالاكتئاب ما بعد الولادة.. دراسة تنصح بالعلاج السلوكي للأرق
النوم الجيد ضروري للصحة العقلية لكل إنسان، وفي حين أنه من الصعب ضمان النوم الجيد أثناء الحمل، فإن الحصول على علاج سلوكي للأرق لا يمكن أن يحل مشاكل النوم فحسب، بل يمكن أن يقلل أيضًا من خطر الإصابة بـ اكتئاب ما بعد الولادة، كما كشفت دراسة حديثة.
أعراض اكتئاب ما بعد الولادة
الاكتئاب بعد الولادة هو حالة صحية عقلية تؤثر على حوالي 10٪ من النساء بعد الولادة، وتشمل الأعراض اضطراب المزاج الشديد، والتعب المستمر، وصعوبة النوم في الليل مع النعاس أثناء النهار، وصعوبة رعاية الذات أو الطفل، والانسحاب من الاتصال الاجتماعي، وصعوبة التركيز واتخاذ القرارات، والأفكار المزعجة، مثل مخاوف إيذاء الطفل.
يُنصح المرضى بالحصول على النوم والراحة وممارسة الرياضة، والبحث عن العلاج أو الأدوية للتخفيف، اعتمادًا على شدة الأعراض.
تفاصيل الدراسة
وفقًا لأحدث دراسة نُشرت في مجلة اضطرابات عاطفية، فإن الحصول على العلاج السلوكي المعرفي للأرق (CBTi) قد يكون بمثابة عامل وقائي ضد اكتئاب ما بعد الولادة.
قالت الدكتورة إليزابيث كيز، المؤلفة المشاركة للدراسة، في بيان صحفي، إن التدخل المبكر أمر بالغ الأهمية للصحة العقلية للرضع والآباء، يستكشف بحثنا كيف يمكن لمعالجة مشاكل النوم مثل الأرق أن تؤدي إلى نتائج أفضل للصحة العقلية للأسر، مما يساعد الآباء وأطفالهم على الازدهار.
يبدأ العلاج بتحديد أفكار المريض وسلوكياته وأنماط نومه التي تساهم في الأرق، ثم يتم تحدي المفاهيم الخاطئة أو العادات التي تعطل النوم وإعادة صياغتها لتحسين جودة النوم.
وذكرت الدكتورة كيز، أن العلاج السلوكي المعرفي يعتبر هو المعيار الذهبي لعلاج الأرق وقد ثبت باستمرار أنه يحسن أعراض الاكتئاب، تأثيرات العلاج مماثلة لأدوية مضادات الاكتئاب بين البالغين، ولكن مع آثار جانبية أقل، وبالتالي يفضلها الأفراد الحوامل غالبًا.
خلال التجربة، قام الباحثون بتقييم 62 امرأة تعاني من الأرق، خضعن لتدخل CBT-I لمدة خمسة أسابيع تم تعديله خصيصًا للحمل. تم اختبار أعراض الأرق والاكتئاب لدى المشاركات قبل التدخل، وبعده مباشرة، ومرة أخرى بعد ستة أشهر من الولادة.
وكشفت النتائج عن تحسن كبير في النوم بين المشاركات وانخفاض أعراض الاكتئاب بعد ستة أشهر من الولادة.
وأضافت الدكتورة كيز: "هذه نتائج مشجعة للغاية لأي شخص عانى في تلك الأسابيع والأشهر الأولى مع أطفاله حديثي الولادة. وتضيف دراستنا إلى الأدلة المتزايدة على أن علاج الأرق أثناء الحمل مفيد لنتائج مختلفة.
واستكملت: لقد حان الوقت لاستكشاف كيف يمكننا جعل هذا العلاج أكثر سهولة في الوصول إليه للأفراد الحوامل في جميع أنحاء البلاد لتحسين المساواة في صحة النوم.