الأربعاء 13 نوفمبر 2024 الموافق 11 جمادى الأولى 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

دراسة جديدة تربط التواصل بين الكبد والدماغ وأنماط الأكل اليومية

السبت 09/نوفمبر/2024 - 11:00 م
الدماغ
الدماغ


يعد الأشخاص الذين يعملون في نوبات ليلية أو في ساعات غير منتظمة ويتناولون الطعام في أوقات غير منتظمة أكثر عرضة لزيادة الوزن والإصابة بمرض السكري.

يرجع هذا على الأرجح إلى أنماط الأكل التي لا تتوافق مع ضوء النهار الطبيعي وفي الأوقات التي يتناول فيها الناس طعامهم عادة.

لكن هل من الممكن تجنب الآثار الضارة لتناول الطعام في هذه الأوقات "غير العادية" على الرغم من أنها ليست مفضلة بيولوجيًا؟

وفقا لموقع ميديكال إكسبريس، تقول دراسة جديدة من كلية بيرلمان للطب بجامعة بنسلفانيا "نعم"، وتسلط الضوء على كيفية معرفة الجسم لموعد تناول الطعام.

تشرح الدراسة، التي نُشرت في مجلة ساينس، كيف اكتشف الباحثون وجود صلة بين الساعة الداخلية للكبد ومراكز التغذية في الدماغ.

وتظهر أبحاث الفريق أن الكبد يرسل إشارات إلى المخ عبر العصب المبهم، مما يجعل المخ يعرف ما إذا كان تناول الطعام يحدث في وقت يتبع إيقاع الساعة البيولوجية للجسم.

ويمكن أن تتعطل هذه الإشارات بسبب العمل لساعات غير معتادة. ثم يقوم المخ بالتعويض بشكل مفرط، مما يؤدي إلى الإفراط في تناول الطعام في أوقات خاطئة.

وقال المؤلف الرئيسي للدراسة، الدكتور ميتشل لازار، مدير معهد بنسلفانيا للطب لمرض السكري والسمنة والتمثيل الغذائي، وأستاذ السكري والأمراض الأيضية في جامعة وير: "يتناول كل من الفئران والبشر الطعام عادة في الأوقات التي يكونون فيها مستيقظين ومنتبهين، وتوفر هذه الدائرة تغذية راجعة من الكبد إلى الساعة المركزية في الدماغ التي تحافظ على تشغيل النظام بسلاسة".

وأضاف: "تتم هذه التغذية الراجعة من خلال اتصال عصبي من الكبد إلى الدماغ."

استهدف الباحثون بشكل خاص جينات تسمى REV-ERBs في خلايا الكبد لدى الفئران.

تعد REV-ERBs بروتينات مهمة تساعد في تنظيم إيقاع الجسم اليومي. إيقاع الجسم اليومي هو دورة داخلية مدتها 24 ساعة تنظم أنشطة مختلفة بما في ذلك دورات النوم والاستيقاظ، وإطلاق الهرمونات، وعادات الأكل.

وعندما تم إيقاف تشغيل جينات REV-ERB في الفئران - ما أدى إلى إصابة الكبد بساعة معيبة - تغيرت أنماط الأكل بشكل كبير، مع استهلاك المزيد من الطعام خلال الأوقات الأقل نشاطًا.

كانت التأثيرات قابلة للعكس. فقد أدى قطع الاتصال العصبي في الفئران البدينات إلى استعادة أنماط الأكل الطبيعية وتقليل تناول الطعام.

وقالت الدكتورة لورين ن. وودي: "يشير هذا إلى أن استهداف مسار الاتصال بين الكبد والدماغ يمكن أن يكون نهجًا واعدًا لإدارة الوزن لدى الأفراد الذين يعانون من اضطرابات في الساعة البيولوجية ".

ويشير فريق البحث إلى أن استهداف أجزاء معينة من العصب المبهم قد يساعد الأشخاص الذين يعملون في نوبات ليلية أو يعانون من اضطراب الرحلات الجوية الطويلة من خلال معالجة الإفراط في تناول الطعام الناجم عن اختلال الساعات البيولوجية.

وقال الباحثون: "إن هذه النتائج تفتح الباب أمام علاجات مستقبلية يمكنها استهداف مسارات عصبية محددة لمساعدة أولئك الذين يعانون من اضطرابات التمثيل الغذائي الناجمة عن جداول الأكل غير المنتظمة، وينبغي أن تركز الأبحاث المستقبلية على نوع الإشارات الكيميائية التي يرسلها الكبد إلى العصب المبهم، لمساعدتنا على فهم كيفية تأثير الكبد على الدماغ والجسم من خلال هذا الاتصال".