كيف يحمي فيروس كورونا نفسه من الجهاز المناعي للإنسان؟.. معلومات مهمة
في بعض الحالات، يستطيع فيروس كورونا (كوفيد-19) حماية نفسه من الجهاز المناعي للإنسان، مما يوفر له الحماية اللازمة، والتي تظهر من خلال تدهور صحة المرضى والمصابين بكورونا.
وفي هذا السياق، اكتشف باحثون في الجامعة الطبية في فيينا والجامعة الطبية في إنسبروك أن فيروس SARS-CoV-2 يختطف ثلاثة بروتينات مضيفة مهمة تعمل على تثبيط نشاط نظام المكمل، وهو عنصر رئيسي في المناعة المضادة للفيروسات المبكرة.
ويؤدي هذا إلى إضعاف التصفية الفيروسية بشكل كبير، مما قد يؤثر على مسار كل من عدوى كوفيد-19 الحادة والعواقب التي تلي الإصابة بالمرض.
نُشرت الدراسة في مجلة Emerging Microbes & Infections.
الاستجابة المناعية المبكرة
وبحسب ما نشره موقع ميديكال إكسبريس، فإن الاستجابة المناعية المبكرة والفعّالة تشكل أهمية بالغة في علاج العدوى الفيروسية ومنع المضاعفات التي قد تلي العدوى.
ويشكل نظام المكمل الغذائي، وهو عنصر محوري في المناعة المضادة للفيروسات، سلسلة من البروتينات الموجودة في مجرى الدم وفي المواقع المخاطية، مثل الجهاز التنفسي.
يتم تنشيط المكمل من خلال ثلاثة مسارات مختلفة، حيث يسهل عملية إزالة جزيئات الفيروس عن طريق تحفيز تدميرها (تحللها) بشكل مباشر، ولمنع الضرر الذي قد يلحق بخلايا المضيف من قبل المتفرجين، يتم تعطيل المكمل بسرعة بواسطة مجموعة من جزيئات المضيف يشار إليها باسم بروتينات تنظيم المكمل.
تُظهر الدراسة التي أجرتها آنا أورادانوفا-ريبيك وزملاؤها من مركز علم الأمراض والعدوى والمناعة في الجامعة الطبية في فيينا بالتعاون مع فريق هيربرت ستويبر من معهد علم الفيروسات في الجامعة الطبية في إنسبروك أن فيروس سارس-كوف-2 يختطف ثلاثة من هذه البروتينات التنظيمية، CD55 وCD59 والعامل H، وبالتالي يحمي نفسه بنجاح من التحلل بوساطة المكمل.
مقاومة فعالة
ومن خلال انتشار فيروس سارس-كوف-2 في الخلايا البشرية، اكتشف الباحثون أن جزيئات الفيروس تكتسب البروتينات الخلوية CD55 وCD59.
وأظهرت تجارب أخرى أن فيروس سارس-كوف-2 يرتبط أيضًا بعامل H، وهو بروتين تنظيمي آخر للمكملات يوجد بشكل أساسي في مجرى الدم.
وقد كشف مواجهة جزيئات الفيروس بالمكمل النشط أنها مقاومة جزئيًا للتحلل بوساطة المكمل.
ومن خلال إزالة CD55 وCD59 والعامل H من سطح الفيروس أو تثبيط وظائفها البيولوجية، تمكن الباحثون من استعادة التطهير بوساطة المكمل لفيروس سارس-كوف-2 بنجاح.
وتوضح آنا أورادانوفا-ريبيك، قائدة الدراسة، "من خلال اختطاف هذه البروتينات الثلاثة، يمكن لفيروس SARS-CoV-2 التهرب من جميع مسارات المكملات الثلاثة، مما يؤدي إلى تقليل أو تأخير إزالة الفيروس من قبل المضيف المصاب".
نظرًا لأن المتمم مرتبط ارتباطًا وثيقًا بمكونات أخرى في الجهاز المناعي، فإن هذا لا يؤثر فقط على القضاء على الفيروس، بل يمكن أن يسبب أيضًا التهابًا كبيرًا، وهي سمة أساسية لكل من كوفيد-19 الشديد وكوفيد الطويل.
وتقول المؤلفة الأولى للدراسة لورا جيبيتسبرجر: "إن اكتشاف آليات التهرب المناعي التي تسمح للفيروس بالبقاء داخل المضيف لفترة أطول، يعمق فهمنا للتأثيرات الحادة وطويلة الأمد لعدوى فيروس SARS-CoV-2".