نتائج جديدة بخصوص لقاح وقائي ضد سرطان الثدي
يعد السرطان بمختلف انواعه واحدا من أكثر الأمراض انتشارا وفتكا خلال الفترة الأخيرة، إذ يصيب السرطان الكثير من الناس حول العالم، وينتهي الأمر بالكثير منهم إلى الوفاة نتيجة المرض.
ومع ذلك، يحاول العلماء إيجاد علاجات جديدة من شأنها أن تحسن نتائج المرضى، بل إن الأمر امتد إلى محاولات عدة تهدف إلى التوصل إلى لقاح فعال يقي من الإصابة بالسرطان.
وفي هذا السياق، يقدم باحثو كليفلاند كلينك نتائج محدثة من دراستهم الجديدة للقاح يهدف إلى الوقاية من سرطان الثدي الثلاثي السلبي، وهو الشكل الأكثر عدوانية وفتكًا من هذا المرض.
وبحسب موقع ميديكال إكسبريس، وجد فريق الدراسة أن اللقاح التجريبي كان جيد التحمل بشكل عام وأنتج استجابة مناعية لدى معظم المرضى.
ووصف الفريق الآثار الجانبية للقاح، وأظهر أعلى جرعة متحملة حتى الآن، وقدم التأثيرات المناعية للقاح.
تم إطلاق التجربة السريرية الجارية في عام 2021 لتقييم السلامة ومراقبة الاستجابة المناعية للقاح.
شملت الدراسة في المرحلة الأولى، التي أجريت في الحرم الجامعي الرئيسي لعيادة كليفلاند بالشراكة مع شركة Anixa Biosciences، Inc، 26 مريضًا حتى الآن من ثلاث مجموعات:
المرحلة 1أ - المرضى الذين أكملوا العلاج من سرطان الثدي الثلاثي السلبي في مرحلة مبكرة خلال السنوات الثلاث الماضية وهم حاليًا خاليون من الورم ولكنهم معرضون لخطر كبير للتكرار.
المرحلة 1ب - الأفراد الذين لا يعانون من السرطان والذين هم معرضون لخطر الإصابة بسرطان الثدي والذين اختاروا طوعًا إجراء استئصال الثدي الوقائي لتقليل خطر الإصابة، وفي المقام الأول، هؤلاء هم النساء اللاتي لديهن طفرات في BRCA1 وBRCA2 وPALB2.
المرحلة 1ج - المرضى المصابون بسرطان الثدي الثلاثي السلبي في مرحلة مبكرة والذين تلقوا العلاج الكيميائي المناعي قبل الجراحة والجراحة، ويتلقون العلاج باستخدام عقار بيمبروليزوماب بعد الجراحة، وهؤلاء المرضى لديهم سرطان متبقي في أنسجة الثدي، مما يجعلهم معرضين لخطر تكرار المرض.
وتخطط شركة أنيكسا لإجراء دراسة للمرحلة الثانية لتقييم فعالية اللقاح، ومن المتوقع أن تبدأ التجربة في عام 2025 ومن المتوقع أن تستمر لمدة تتراوح بين عامين وثلاثة أعوام تقريبًا.
لقاح وقائي ضد السرطان
قال الدكتور جي توماس بود، من معهد السرطان التابع لعيادة كليفلاند والمحقق الرئيسي في الدراسة في المرحلة الأولى: "سرطان الثدي الثلاثي السلبي هو الشكل من المرض الذي لا نملك له علاجات فعالة، وعلى المدى الطويل، نأمل أن يكون هذا لقاحًا وقائيًا حقيقيًا يمكن إعطاؤه للأفراد غير المصابين بالسرطان لمنعهم من الإصابة بهذا المرض شديد العدوانية".
وبحسب الدكتور بود، هناك حاجة ماسة لتحسين العلاجات لسرطان الثدي الثلاثي السلبي، والذي لا يمتلك خصائص بيولوجية تستجيب عادة للعلاجات الهرمونية أو المستهدفة.
على الرغم من أن سرطان الثدي الثلاثي السلبي لا يمثل سوى حوالي 10% إلى 15% من جميع سرطانات الثدي، إلا أنه يشكل نسبة أعلى بشكل غير متناسب من وفيات سرطان الثدي، وفقًا للجمعية الأمريكية للسرطان، وهو أكثر عرضة للإصابة به بمرتين لدى النساء السود، وحوالي 70% إلى 80% من أورام الثدي التي تحدث لدى النساء المصابات بطفرات في جين BRCA1 هي سرطان الثدي الثلاثي السلبي.
يعتمد اللقاح التجريبي على أبحاث ما قبل السريرية التي قادها الدكتور الراحل فينسنت توهي، الذي كان رئيسًا متميزًا لمؤسسة مورت وإيريس نوفمبر في أبحاث سرطان الثدي المبتكرة في معهد ليرنر للأبحاث التابع لعيادة كليفلاند. أدت عقود من الأبحاث الرائدة التي أجراها الدكتور توهي إلى تطوير هذا اللقاح التجريبي.
استهداف بروتين الإرضاع
يستهدف اللقاح بروتين الإرضاع، ألفا لاكتالبومين، الذي لم يعد موجودًا بعد الإرضاع في أنسجة الثدي الطبيعية المتقدمة في السن، ولكنه موجود في معظم سرطانات الثدي الثلاثية السلبية. إذا تطور سرطان الثدي، فإن اللقاح مصمم لتحفيز الجهاز المناعي على مهاجمة الورم ومنعه من النمو.
وتستند الدراسة إلى بحث الدكتور توهي الذي أظهر أن تنشيط الجهاز المناعي ضد ألفا لاكتالبومين كان آمنًا وفعالًا في منع أورام الثدي لدى الفئران. وقد نُشر البحث في الأصل في مجلة Nature Medicine.
وقال الدكتور بود: "كان الدكتور توهي يأمل أن يثبت هذا اللقاح إمكانات التحصين كطريقة جديدة للسيطرة على سرطان الثدي، وأن يتم تطبيق نهج مماثل في يوم من الأيام على أنواع أخرى من الأورام الخبيثة".