يسرع التدهور المعرفي.. تحذير عاجل من عقار ديفيريبرون
توصلت دراسة إلى أن عقار ديفيريبرون الذي يعمل على تقليل مستويات الحديد في الدماغ يسرع من التدهور المعرفي لدى مرضى الزهايمر في مراحله المبكرة.
ويُظهِر هذا الاكتشاف غير المتوقع أن تقليل مستويات الحديد في الدماغ باستخدام عقار ديفيريبرون ضار بالأفراد المصابين بالزهايمر.
مرض الزهايمر
يعد مرض الزهايمر تحديًا صحيًا عالميًا كبيرًا، حيث تقدم العلاجات الحالية فوائد متواضعة فقط.
وقد ارتبط تراكم الحديد في الدماغ بأمراض الزهايمر، مما دفع إلى استكشاف جزيئات تقليل الحديد كاستراتيجية علاجية محتملة.
وقد افترض أن ديفيريبرون، وهو عقار مخلب للحديد عن طريق الفم قادر على عبور حاجز الدم في الدماغ، يبطئ التنكس العصبي عن طريق تقليل مستويات الحديد في الدماغ، وفق ما نشره موقع ميديكال إكسبريس.
في الدراسة التي نشرت في مجلة JAMA Neurology بعنوان "ديفيريبرون في مرض الزهايمر: تجربة سريرية عشوائية"، يشرح الباحثون بالتفصيل نتائج المرحلة الثانية من التجربة السريرية العشوائية مزدوجة التعمية التي يتم التحكم فيها باستخدام الدواء الوهمي لتقييم آثار ديفيريبرون على التدهور المعرفي ومستويات الحديد في الدماغ لدى المرضى الذين يعانون من ضعف إدراكي خفيف مؤكد بالأميلويد أو مرض الزهايمر المبكر.
تم توزيع المشاركين عشوائيًا بنسبة 2:1 لتلقي إما ديفيريبرون بجرعة 15 مجم/كجم مرتين يوميًا أو دواء وهمي لمدة 12 شهرًا، وتم قياس الأداء الإدراكي باستخدام مجموعة اختبارات عصبية نفسية شملت تقييمات الذاكرة والوظيفة التنفيذية والانتباه.
تم تقييم النتائج الثانوية للتغيرات في مستويات الحديد في الدماغ باستخدام رسم الخرائط الكمية للرنين المغناطيسي (QSM MRI)، وتغيرات حجم الدماغ، والأحداث السلبية.
نتائج الدراسة
أشارت النتائج إلى أن المشاركين الذين تلقوا ديفيريبرون شهدوا تسارعًا كبيرًا في التدهور المعرفي مقارنة بمجموعة الدواء الوهمي، وقد لوحظ التدهور في المقام الأول في اختبارات الوظائف التنفيذية.
وقد نجح علاج ديفيريبرون في خفض مستويات الحديد في الحُصين، كما أكدته تقنية التصوير بالرنين المغناطيسي QSM.
وعلى عكس التوقعات، لم يؤثر خفض مستويات الحديد على فقدان حجم الحُصين، وكان مرتبطًا بزيادة فقدان الحجم في مناطق الدماغ الأمامية.
كان معدل حدوث نقص العدلات، الذي يتسم بانخفاض مستويات العدلات، أعلى في مجموعة ديفيريبرون مقارنة بالدراسات المماثلة، وهذا يثير المخاوف بشأن ملف السلامة الخاص بديفيريبرون في هذه الفئة من المرضى.
تتحدى هذه النتائج فكرة أن علاج مرض الزهايمر بالحديد مفيد، وتشير إلى أن الحديد قد يلعب دورًا أكثر تعقيدًا في التنكس العصبي مما كان يُعتقد سابقًا، لكن هناك حاجة إلى مزيد من البحث لفهم آثار تعديل الحديد في مرض الزهايمر واستكشاف استراتيجيات علاجية بديلة.