للحوامل.. هل هناك علاقة بين تلوث الهواء وزيادة خطر الولادة المبكرة؟
ربطت دراسة جديدة أجراها علماء وباحثون من جامعة كاليفورنيا في إيرفين، بين تلوث الهواء وزيادة خطر الولادة المبكرة التلقائية،
وتوصلت الدراسة الجديدة التي أجرتها جامعة كاليفورنيا إلى أن التعرض للجسيمات الدقيقة التي يبلغ قطرها 2.5 ميكرومتر أو أقل، والمعروفة باسم PM 2.5 والعناصر ذات الصلة، مثل الكربون الأسود والنترات، أثناء الحمل يزيد بشكل كبير من احتمالات الولادة المبكرة العفوية، وهو تهديد كبير لصحة الأم والجنين.
تعاون المؤلف المراسل، جون وو، مع باحثين في مؤسسة كايزر بيرمانينتي في جنوب كاليفورنيا ومؤسسات أخرى لنشر نتائجهم في JAMA Network Open.
تلوث الهواء والولادة المبكرة
وقال وو: "بالرغم من أن أسباب الولادة المبكرة العفوية معقدة وغير مفهومة بالكامل، فإن دراستنا تحدد تلوث الهواء كعامل مساهم، مما يسلط الضوء على الحاجة إلى تدخلات مستهدفة".
وتابع: "يضيف بحثنا إلى الأدلة الواسعة النطاق أن المجتمعات التي تواجه تحديات اجتماعية واقتصادية، ومساحات خضراء محدودة، وضغوط بيئية متزايدة، مثل دخان حرائق الغابات والحرارة الشديدة، معرضة بشكل خاص لتأثيرات صحة الأم".
قامت هذه الدراسة القائمة على السكان بتحليل البيانات من أكثر من 400 ألف ولادة حية لطفل واحد تم إجراؤها بين عامي 2008 و2018 ضمن نظام الرعاية الصحية Kaiser Permanente في جنوب كاليفورنيا.
قام الباحثون بفحص الارتباطات بين الولادة المبكرة العفوية والتعرض للجسيمات PM2.5 بالإضافة إلى خمسة من مكوناتها: الكبريتات، والنترات، والأمونيوم، والمواد العضوية، والكربون الأسود، وقد تم تحسين التحليل بشكل أكبر من خلال النظر في عوامل تعديل التأثير الأخرى مثل المساحات الخضراء، والتعرض المرتبط بحرائق الغابات، ودرجة الحرارة اليومية القصوى أثناء الحمل.
توصلت الدراسة إلى أن ما يقرب من 19300 حالة من حالات الولادة المبكرة التلقائية (4.73% من إجمالي الولادات) حدثت بين عينة الدراسة.
ارتبط التعرض للجسيمات PM2.5 ومكوناتها، وخاصة الكربون الأسود والنترات والكبريتات، بشكل كبير بزيادة خطر الولادة المبكرة التلقائية، وخاصة في الثلث الثاني من الحمل.
ارتبطت كل زيادة في النطاق الربعي في التعرض للجسيمات PM2.5 أثناء الحمل بزيادة احتمالات الولادة المبكرة التلقائية بنسبة 15%.
كان الأفراد المتأثرون بالمحددات الاجتماعية للصحة مثل انخفاض التحصيل التعليمي أو الدخل، أو أولئك الذين يعيشون في مناطق ذات مساحات خضراء محدودة، أو أولئك المعرضون لمزيد من دخان حرائق الغابات أو الحرارة الشديدة، معرضين لخطر أعلى بكثير للولادة المبكرة التلقائية المرتبطة بالتعرض للجسيمات PM2.5.
قال المؤلف الأول، أنكي جياو: "يُظهر بحثنا وجود صلة قوية بين تلوث الهواء والولادة المبكرة العفوية، ولكن الأهم من ذلك، أنه يسلط الضوء على التأثير غير المتناسب على المجتمعات الضعيفة".
وأضاف: "يوفر هذا الدليل توجيهًا واضحًا لصناع السياسات ومسؤولي الصحة العامة للتركيز على الحد من المخاطر البيئية لأولئك الأكثر تضررًا".
وتشير نتائج الدراسة إلى الحاجة الملحة إلى تدخلات الصحة العامة المستهدفة لمعالجة جودة الهواء، وخاصة بالنسبة للنساء الحوامل في المجتمعات ذات الدخل المنخفض أو المحرومة بيئيًا، ومن خلال تحديد فترات الضعف الرئيسية، مثل الثلث الثاني من الحمل، والملوثات المحددة، يقدم هذا البحث رؤى عملية للحد من حالات الولادة المبكرة من خلال السياسة البيئية وممارسات الرعاية الصحية.