أداة طبية جديدة لتشخيص الورم الميلانيني
أظهرت دراسة جديدة أن جمع صور لأورام جلدية مشبوهة وإرسالها خارج الموقع حتى يتمكن المتخصصون من تحليلها يعد دقيقا في تحديد سرطانات الجلد، مثل فحصها من قبل طبيب الأمراض الجلدية شخصيا.
وحسب مؤلفي الدراسة، فإن النتائج تضيف إلى الأدلة التي تشير إلى أن مثل هذه التكنولوجيا قد تساعد في معالجة التفاوتات في التشخيص والعلاج بشكل موثوق بين السكان من ذوي الدخل المنخفض الذين لديهم وصول محدود إلى أطباء الجلدية.
وقد تساعد أيضًا أطباء الجلدية في اكتشاف حالات الورم الميلانيني بسرعة، وهو شكل خطير من سرطان الجلد يقتل أكثر من 8000 أمريكي سنويًا.
ما هو نظام SpotCheck؟
يتيح النظام الجديد، الذي أطلق عليه الباحثون اسم SpotCheck، لأخصائيي سرطان الجلد فحص الآفات الجلدية عن بعد باستخدام تقنية راسخة تسمى Dermoscopy، حيث يستخدم الخبراء كاميرا متصلة بعدسة مكبرة متخصصة للنظر تحت سطح الجلد.
في حين استكشفت الأبحاث السابقة خيارات الطب عن بعد لتسريع تشخيص الورم الميلانيني وقارنت بين التقييم الشخصي والتقييم عن بعد لصور التنظير الجلدي، يقول المؤلفون إن عملهم من بين أول الأعمال التي تستهدف نمو الجلد الذي يتم تحديده أولًا من قبل المرضى المعنيين وليس من قبل أطباء الرعاية الأولية.
يقول فريق البحث إن هذا مهم، لأن معظم حالات الورم الميلانيني يتم اكتشافها في البداية من قبل المرضى أو أصدقائهم وعائلاتهم.
بقيادة فريق من مركز NYU Langone Health ومركز Perlmutter للسرطان التابع له، استخدم التحليل الجديد SpotCheck لتقييم الصور الجلدية لـ 375 آفة جلدية من متطوعين كانوا قلقين من أن تكون عيوب الجلد لديهم سرطانية.
وفقًا للنتائج التي نُشرت في مجلة الأكاديمية الأمريكية للأمراض الجلدية، كان خبراء فحص الجلد الذين راجعوا جميع العينات عن بُعد دقيقين بنسبة 91% في تشخيصاتهم، استنادًا إلى خزعات لاحقة.
أما أطباء الجلد الذين أجروا بدلًا من ذلك تقييمًا لجميع المتطوعين في عيادة الطبيب، فكانت دقة تشخيصهم 93%.
وقال الدكتور ديفيد بولسكي، المؤلف الرئيسي للدراسة: "تشير نتائجنا إلى أن هذه الطريقة من التنظير الجلدي قد لا تساعد مقدمي الرعاية الصحية في اكتشاف سرطانات الجلد الخطيرة المحتملة في وقت مبكر فحسب، بل قد تقلل أيضًا من الإحالات المكلفة والمسببة للقلق إلى المتخصصين في الآفات الحميدة".
الورم الميلانيني
وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة، فإن الورم الميلانيني هو الشكل الأكثر شيوعًا للسرطان في البلاد ومن الصعب علاجه بعد انتشار الأورام في جميع أنحاء الجسم.
أظهرت الدراسات السابقة أن المرض غالبًا ما لا يتم اكتشافه لدى الأشخاص من الأحياء ذات الدخل المنخفض، والذين قد يواجهون صعوبة في العثور على أطباء الأمراض الجلدية في منطقتهم أو قد يكافحون للحصول على إجازة من العمل لحضور المواعيد.
ولإجراء البحث، أجرى الفريق استبيانات على 147 رجلًا وامرأة استجابوا لإعلانات الصحف بعد تحديد آفات مشبوهة على جلدهم.
قيمت الاستبيانات التاريخ الشخصي والعائلي لسرطان الجلد، وعوامل خطر الإصابة بسرطان الجلد، وتاريخ كل بقعة جلدية مثيرة للقلق، من بين عوامل أخرى.
بعد ذلك، يقوم طبيب الأمراض الجلدية العام بإجراء فحص جسدي باستخدام المظهر المرئي للعيوب ومنظار الجلد لتشخيص الحالة، وإذا لزم الأمر، يقوم بإجراء خزعة.
بعد ذلك، قام منسق الدراسة بالتقاط صور سريرية وصور جلدية، والتي تم إرسالها إلى خادم مركزي للمراجعة عن بعد بواسطة فريق منفصل من المتخصصين في سرطان الجلد ذوي الخبرة في استخدام التصوير الجلدي. وقد قاموا بمراجعة الاستبيانات والصور من أجل إجراء تشخيصاتهم الخاصة.
لم يتم إخطار هذه المجموعة من أطباء الجلد بنتائج التقييم الشخصي. كما أجرى الباحثون استطلاعًا عبر الهاتف بعد أسبوع واحد من مواعيد المرضى لتقييم مدى رضاهم.
ومن بين النتائج التي توصلت إليها الدراسة، أن 97% من الآفات التي تم تقييمها تم تحديدها لاحقًا عن طريق الخزعة على أنها حميدة.
الجدير بالذكر أن أطباء الجلد الذين فحصوا المشاركين شخصيًا وأولئك الذين اعتمدوا بدلًا من ذلك على الصور السريرية وفحص الجلد فقط اكتشفوا 11 حالة من أصل 13 حالة من سرطان الجلد، بما في ذلك حالتان من الورم الميلانيني.
وكشفت النتائج أيضًا أن ما يقرب من 90% من المرضى كانوا راضين عن تجربة الطب عن بعد، حيث أفاد خمسهم أنهم يفضلون هذه الطريقة في الفحص على موعد شخصي مع أخصائي.
قال بولسكي، أستاذ الأورام الجلدية في كلية جروسمان للطب بجامعة نيويورك، ألفريد دبليو كوبف: "إن الميزة الرئيسية لمنصات التنظير الجلدي هي أنه يمكن تدريب العاملين الصحيين المجتمعيين على جمع الصور وإرسالها للمراجعة من قبل الخبراء".
وأضاف: "يمكن استخدام هذه التكنولوجيا في المستقبل لتقديم خدمات الفرز الافتراضي في العيادات الخارجية والصيدليات والمراكز المجتمعية".