كيف يمكن تخفيف أعراض القلق لدى مرضى باركنسون؟
أظهر التحفيز العميق للدماغ أن نوعًا معينًا من نشاط الموجات الدماغية يرتبط بمستويات القلق لدى الأشخاص الذين يعانون من مرض باركنسون.
جاء ذلك وفقًا لبحث أجراه علماء في مدينة سانت جورج وجامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو.
وتفتح النتائج، التي نشرت في مجلة Brain، الباب أمام استخدام التحفيز العميق للدماغ لتخفيف أعراض القلق لدى الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة العصبية التقدمية.
مرضى باركنسون والقلق
وبحسب موقع ميديكال إكسبريس، يعاني واحد من كل 3 أشخاص مصابين بمرض باركنسون من قلق مزعج يؤثر على حياتهم اليومية.
ولكن على الرغم من هذا، كانت هناك فجوة كبيرة في فهم الأسباب البيولوجية الكامنة والطرق التي يمكن لعلماء الأعصاب من خلالها قياس أعراض القلق بدقة، مع خيارات علاجية غير فعالة في كثير من الأحيان.
إن التحفيز العميق للدماغ يستخدم بالفعل لعلاج الأعراض الجسدية ـ مثل الرعشة ـ لدى الأشخاص الذين يعانون من مرض باركنسون، ولكن حتى الآن لم يتم إثبات قدرته على المساعدة في تخفيف الأعراض غير الحركية مثل القلق.
تم تجنيد 33 شخصًا مصابين بمرض باركنسون الشديد والذين خضعوا لجراحة تحفيز الدماغ العميق للمساعدة في تنظيم أعراض حركتهم للدراسة.
قام جراحو الأعصاب بزرع أقطاب كهربائية دقيقة في جزء من الدماغ يسمى العقد القاعدية، والذي يرتبط بأنماط الحركة والوظائف غير الطبيعية في مرض باركنسون.
تتبع نشاط الموجات الدماغية
استخدم الباحثون الأقطاب الكهربائية لتتبع نشاط أنواع مختلفة من الموجات الدماغية في 3 أوضاع مختلفة باستخدام أجهزة مختلفة.
وفي مستشفى سيتي سانت جورج، جامعة لندن، تم قياس نشاط أدمغة 12 مريضًا أثناء استراحتهم بعد العملية باستخدام أقطاب كهربائية خارجية من الرأس متصلة بجهاز كمبيوتر.
وفي جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، باستخدام أجهزة تحفيز عصبية مزروعة بشكل دائم، تم قياس النشاط لدى 13 شخصًا في المنزل أثناء الراحة ولدى ثمانية أشخاص أثناء قيامهم بمهام سلوكية في المنزل، وتم قياس مستويات القلق لدى جميع المرضى في وقت قياس نشاط الموجات الدماغية باستخدام المقاييس السريرية.
وفي جميع المشاركين في الإعدادات الثلاثة، حدد الباحثون أن نوعًا معينًا من نشاط موجات الدماغ، يسمى نشاط موجة ثيتا، كان مرتبطًا بالقلق "السمة" - المستوى العام للقلق لدى الفرد على مدى فترة طويلة من الزمن.
أمل للمصابين بمرض باركنسون
قال الباحثون: "تم الاعتراف بالقلق باعتباره حاجة علاجية رئيسية لم يتم تلبيتها في مرض باركنسون، والآن تقدم نتائجنا الأمل. والآن بعد أن أثبتنا وجود صلة بين القلق ومستويات موجات ثيتا الدماغية، نخطط لاستخدام نشاط موجات ثيتا كعلامة لتتبع كيفية تغيرها على مدار مسار المرض".
تقول الدكتورة لوسيا ريتشياردي، المؤلفة المشاركة في الدراسة: "نظهر أن التحفيز العميق للدماغ لديه القدرة على تحقيق فوائد أوسع نطاقًا للأشخاص الذين يعيشون مع مرض باركنسون مما كنا نعتقد سابقًا، إنه يفتح الباب أمامنا لاستكشاف علاجات تعديل عصبي جديدة ومتقدمة مصممة خصيصًا لتلبية احتياجات المريض الفردية لتخفيف القلق ومجموعة من الأعراض الأخرى".