تحديد العوامل الوراثية المسببة لمرض السكري بين سكان جنوب آسيا
إن الاستعداد الوراثي لانخفاض إنتاج الأنسولين وتوزيع الدهون بشكل أقل صحة من الأسباب الرئيسية للإصابة المبكرة بمرض السكري من النوع 2 بين البريطانيين الآسيويين.
ووفقًا لبحث جديد من جامعة كوين ماري في لندن، فإن هذه العوامل الوراثية تؤدي أيضًا إلى تطور أسرع للمضاعفات الصحية، والحاجة المبكرة لعلاج الأنسولين، واستجابة أضعف لبعض الأدوية، بحسب ما ذكره موقع ميديكال إكسبريس..
وتعزز النتائج، التي نشرت في مجلة Nature Medicine، الحاجة إلى فهم كيف يمكن للاختلاف الجيني عبر مجموعات سكانية مختلفة أن يؤثر على ظهور الأمراض واستجابات العلاج وتطور المرض.
تفاصيل الدراسة
استخدم باحثو كوين ماري بيانات من مجموعة الجينات والصحة، وهي دراسة مجتمعية لأكثر من 60 ألف متطوع بريطاني من أصل بنجلاديشي وبريطاني من أصل باكستاني قدموا بسخاء حمضهم النووي للبحث الجيني.
قام الباحثون بربط المعلومات الجينية بشكل آمن بسجلات الصحة في هيئة الخدمات الصحية الوطنية في 9771 متطوعًا من متطوعي Genes & Health مصابين بمرض السكري من النوع 2 و34073 شخصًا خاليًا من مرض السكري لفهم سبب إصابة جنوب آسيا بمرض السكري من النوع 2 في سن أصغر وغالبًا مع مؤشر كتلة الجسم الطبيعي، مقارنة بالأوروبيين البيض.
وعلى النقيض من الدراسات السابقة التي شملت عددًا قليلًا جدًا من الأشخاص من أصول جنوب آسيا، استخدم هذا البحث درجات متعددة الجينات مقسمة (pPS) للكشف عن التوقيعات الجينية الأساسية المسببة لمرض السكري من النوع 2 على وجه التحديد لدى الأشخاص من أصول جنوب آسيا.
تتضمن الاكتشافات الرئيسية من الدراسة ما يلي:
التوقيعات الجينية لدى سكان جنوب آسيا
يرتبط سن الإصابة الأصغر لدى سكان جنوب آسيا ارتباطًا وثيقًا بالتوقيعات الجينية التي تؤدي إلى انخفاض إنتاج الأنسولين وأنماط غير مواتية لتوزيع الدهون في الجسم والسمنة. والتوقيع الجيني الأكثر أهمية الذي يؤثر على ما إذا كان الشخص من جنوب آسيا سيصاب بمرض السكري من النوع 2، وفي سن مبكرة، هو انخفاض قدرة خلايا بيتا البنكرياسية على إنتاج الأنسولين.
كما يزيد هذا التوقيع الجيني من خطر الإصابة بسكري الحمل وتطور سكري الحمل إلى مرض السكري من النوع 2 بعد الحمل.
استجابات العلاج
توفر التوقيعات الجينية التي تم تحديدها في الدراسة أدلة حيوية حول كيفية استجابة الأشخاص المختلفين لعلاجات مرض السكري من النوع 2.
على سبيل المثال، كان الأفراد الذين لديهم مخاطر وراثية عالية لإنتاج الأنسولين المنخفض أقل عرضة للاستجابة للأدوية الشائعة مثل مثبطات الناقل المشترك للصوديوم والجلوكوز 2 وكانوا أكثر عرضة لاحتياجهم إلى العلاج بالأنسولين.
تحديد المجموعة ذات المخاطر الجينية العالية
حددت الدراسة مجموعة فرعية من الأشخاص الذين لديهم علامات جينية متطرفة لكل من انخفاض إنتاج الأنسولين وتوزيع الدهون غير المواتي.
وقد وجد أن هؤلاء الأفراد يصابون بمرض السكري من النوع 2 قبل ثماني سنوات في المتوسط وبمؤشر كتلة جسم أقل. وبمرور الوقت، كان هؤلاء الأفراد أكثر عرضة للاحتياج إلى علاج الأنسولين وكانوا أكثر عرضة لمضاعفات مرض السكري مثل أمراض العين والكلى.
قالت سارة فينر، الأستاذة السريرية في مرض السكري والمستشارة الفخرية في مرض السكري بجامعة كوين ماري في لندن: "بفضل مشاركة العديد من المتطوعين البريطانيين من أصل بنجلاديشي وباكستاني في Genes & Health، وجدنا أدلة مهمة حول سبب تطور مرض السكري من النوع 2 لدى الأفراد الشباب النحيفين".
وأضاف: "يخبرنا هذا العمل أيضًا عن مدى أهمية الابتعاد عن نهج واحد يناسب الجميع لإدارة مرض السكري من النوع 2، ونأمل أن يسمح لنا هذا بإيجاد طرق لتقديم علاجات أكثر دقة تعالج الحالة بشكل أكثر فعالية وتقلل من تطور مضاعفات مرض السكري".
وقالت الدكتورة مونيزا ك. صديقي، المحاضرة في علم الأوبئة الوراثية بجامعة كوين ماري في لندن: "نحن لا نعرف حتى الآن ما إذا كانت هناك حاجة إلى أدوات وراثية لتقديم دواء دقيق لمرض السكري في سكان جنوب آسيا، أو ما إذا كان بإمكاننا استخدام الاختبارات المعملية الموجودة بشكل أفضل وعلى نطاق أوسع مثل الببتيد C والذي يمكن قياسه في اختبار دم بسيط".
وأضافت: "سوف يساهم كتاب Genes & Health في الجهود المستقبلية لضمان تطوير أساليب الطب الدقيق وتحقيق فوائد حقيقية للمجتمعات في جنوب آسيا التي تعيش مع مرض السكري من النوع 2 والمعرضة لخطر الإصابة به".