أمل جديد لمرضى التهاب الكبد الوبائي سي.. ما التفاصيل؟
شكل تطوير لقاح فعال ضد فيروس التهاب الكبد الوبائي سي تحديًا كبيرًا لعقود من الزمن بسبب التنوع الجيني العالي للفيروس.
وقد حقق فريق بحثي الآن نتائج واعدة.
فباستخدام المستضدات التي تركز على النمط الظاهري، تمكنوا من تحفيز الأجسام المضادة المحايدة على نطاق واسع (bnAbs) في النماذج المعملية لأول مرة، وفق ما نشره موقع ميديكال إكسبريس.
نُشرت دراستهم في مجلة Science Advances.
قاد الباحثون البروفيسور الدكتور توماس كري من معهد الكيمياء الحيوية ومركز البيولوجيا البنيوية والخلوية في الطب بجامعة لوبيك، بالتعاون مع شركاء دوليين.
على مستوى العالم، هناك ما يقرب من 58 مليون شخص مصابين بفيروس التهاب الكبد الوبائي سي بشكل مزمن، مما يؤدي إلى 290 ألف حالة وفاة سنويًا بسبب المضاعفات مثل تليف الكبد وسرطان الكبد.
وعلى الرغم من أن العلاجات المضادة للفيروسات الحديثة تحقق معدلات شفاء عالية، إلا أن القضاء على فيروس التهاب الكبد الوبائي سي على مستوى العالم يظل هدفًا صعبًا بسبب عدم كفاية الكشف المبكر وخيارات العلاج المحدودة.
في الواقع، تم تحديد فيروس التهاب الكبد سي باعتباره أحد مسببات الأمراض المتوطنة ذات الأولوية العالمية في أبحاث وتطوير اللقاحات في "أجندة التحصين 2030" لمنظمة الصحة العالمية، وهو من بين مسببات الأمراض التي هناك حاجة ملحة للقاحات لها، لأنها تسبب عبئًا مرضيًا كبيرًا.
يمكن للقاح فعال أن يسد هذه الفجوة ويحد من انتشار الفيروس.
ويوضح البروفيسور كري قائلًا: "إن أبحاثنا تضع الأساس لجيل جديد من اللقاحات، ونحن نركز على التغلب على التحديات التي يفرضها التنوع الفيروسي والتهرب المناعي لفيروس التهاب الكبد الوبائي سي".
استخدم الفريق تصميمات بروتينية حاسوبية جديدة لمحاكاة مناطق معينة من جليكوبروتينات الفيروس E1 وE2، والمعروفة باسم نقيضات التحييد.
تم نقل هذه البروتينات إلى حاملات بروتينية اصطناعية ودمجها في الجسيمات النانوية لإثارة الاستجابة المناعية الأكثر فعالية ممكنة.
وقد أظهرت الدراسة أن هذه المستضدات التي تركز على النمط الظاهري في نماذج الفئران التي تحتوي على مجموعة من الأجسام المضادة البشرية قد أثارت استجابة مناعية قوية.
كانت الأجسام المضادة المنتجة قادرة على تحييد سلالات متعددة من فيروس التهاب الكبد الوبائي سي وراثيًا بنجاح.
إمكانات تطوير اللقاح
وتقدم نتائج هذه الدراسة نهجًا واعدًا للتغلب على الإخفاقات السابقة في تطوير لقاح فعال لفيروس التهاب الكبد الوبائي سي.
يقول الدكتور كومار ناجاراثينام، المؤلف الرئيسي للدراسة: "إن هذا النهج القائم على إثبات المفهوم لا يقربنا من لقاح فعال لفيروس التهاب الكبد الوبائي سي فحسب، بل قد يضع أيضًا معايير جديدة في تطوير اللقاحات ضد هذا الفيروس وغيره من الفيروسات ذات الأهمية الطبية".
تمثل الدراسة إنجازًا مهمًا في أبحاث اللقاحات ويمكن أن تساهم في الحد من انتشار التهاب الكبد الوبائي سي على مستوى العالم على المدى الطويل.
تهدف الأبحاث المستقبلية إلى تعزيز فعالية المستضدات المناعية بشكل أكبر.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن تطبيق الأفكار المكتسبة على فيروسات أخرى تشكل تحديات مماثلة لتطوير اللقاحات.