الخميس 26 ديسمبر 2024 الموافق 25 جمادى الثانية 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

الكشف عن نوعين من مرض الكبد الدهني

الأربعاء 11/ديسمبر/2024 - 08:00 ص
مرض الكبد الدهني
مرض الكبد الدهني


تمكن باحثون في معهد كارولينسكا وجامعة جوتنبرج من تحديد نوعين من مرض الكبد الدهني المرتبط بالتمثيل الغذائي، نوع خاص بالكبد ونوع جهازي يؤثر على أعضاء وأنسجة أخرى.

وقد يؤدي هذا الاكتشاف إلى تحسين التشخيص والعلاج لهذه المجموعة المتنامية من المرضى.

تم نشر الدراستين معًا في مجلة Nature Medicine.

مرض الكبد الدهني

يتميز مرض الكبد الدهني المرتبط بخلل التمثيل الغذائي (MASLD) بتراكم مفرط للدهون في الكبد، مما قد يؤدي إلى تلف الكبد الشديد مثل تليف الكبد وسرطان الكبد.

يحدث مرض الكبد الدهني المرتبط بخلل التمثيل الغذائي بسبب زيادة الوزن والسمنة وهو عبء كبير ومتزايد على مستوى العالم.

وتشير التقديرات إلى أن واحدًا من كل أربعة بالغين في جميع أنحاء العالم يعيش مع مرض الكبد الدهني المرتبط بخلل التمثيل الغذائي، لكن معظم الناس لا يدركون ذلك لأنه لا تظهر أعراضه إلا في مرحلة متقدمة.

تحليلات شاملة

تمكن باحثون في معهد كارولينسكا وجامعة جوتنبرج في السويد من تحديد نوعين مختلفين من مرض الكبد الدهني المرتبط بخلل التمثيل الغذائي من خلال تحليل البيانات من أكثر من 36000 مشارك من البنك الحيوي البريطاني ومن دراسات أخرى.

يقول ستيفانو روميو، أستاذ في قسم الطب بمعهد هودينجي كارولينسكا، والذي قاد البحث: "لقد اكتشفنا أن هناك نوعين على الأقل من مرض الكبد الدهني مع مسارات سريرية مختلفة، أحدهما أكثر عدوانية ويؤثر بشكل رئيسي على الكبد، بينما يرتبط الآخر بمتلازمة القلب والكلى والتمثيل الغذائي".

التنبؤ بتطور المرض

استخدم الباحثون الاختبارات الجينية لتحديد 27 متغيرًا وراثيًا جديدًا مرتبطًا بـ مرض الكبد الدهني المرتبط بخلل التمثيل الغذائي، ومن خلال تحليل هذه الجينات، تمكنوا من تحديد درجتين مختلفتين للمخاطر المتعلقة بالنوعين من MASLD.

النوع الخاص بالكبد أكثر عدوانية ويمكن أن يؤدي إلى تلف الكبد الشديد ولكنه يحمي من أمراض القلب والأوعية الدموية، بينما يرتبط النوع الجهازي بارتفاع خطر الإصابة بمرض السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية وفشل القلب والكلى.

ويوضح ستيفانو روميو قائلًا: "يعد هذا الاكتشاف مهمًا لأنه يساعدنا على فهم سبب إصابة بعض الأفراد بأمراض الكبد الأكثر شدة بينما يعاني آخرون من أمراض القلب والكلى، وسيسمح لنا هذا بالتنبؤ بشكل أفضل بتطور هذه الأمراض وتصميم العلاج بما يتناسب مع الاحتياجات المحددة للمريض".

وأظهرت الدراسة التي قادها البروفيسور روميو بالاشتراك مع باحثين من جامعة ليل في فرنسا نتائج مماثلة باستخدام طريقة أخرى، تسمى التجميع غير الخاضع للإشراف.

ويقول روميو: "إن هذا العمل على التجميع باستخدام المتغيرات السريرية البسيطة له أهمية قصوى لأنه يسمح لنا بالتمييز على المستوى الفردي بين من يعاني من MASLD وسيصاب بأمراض القلب والأوعية الدموية ومن لن يصاب بها".

يمكن الحصول على تنبؤ المجموعة باستخدام حاسبة بسيطة.

وتسلط الدراسة الضوء أيضًا على أهمية البحث الجيني في فهم الأمراض المعقدة مثل مرض الكبد الدهني المرتبط بخلل التمثيل الغذائي والآليات التي تسبب متلازمة القلب الكلوية الأيضية.

ويقول روميو: "يمثل هذا البحث خطوة إلى الأمام نحو الطب الدقيق، حيث يتم تصميم العلاجات لتناسب الاحتياجات الفردية بناءً على المعلومات الجينية والسريرية، كما يمكن أن يزيد من الوعي بكيفية تأثير العوامل الوراثية والبيئية على صحتنا ويؤكد على أهمية الاستمرار في البحث في هذا المجال".