أول توصيف كامل لميكروبيوم الكلى.. هل يساعد في منع تكون الحصوات؟
توصل باحثو كليفلاند كلينك إلى دليل قاطع على وجود ميكروبيوم الكلى الذي يؤثر على صحة الكلى وتكوين حصوات الكلى، ما يدل على أن المسالك البولية ليست معقمة وأن المستويات المنخفضة من البكتيريا أمر طبيعي.
يصف منشور Nature Communications النهج الدقيق المتعدد الجوانب الذي استخدمه فريق بقيادة الدكتور آرون ميلر والدكتور خوسيه أجوديلو لتحديد ووصف مجتمع البكتيريا الصغيرة من خلال الجمع بين الدراسات ما قبل السريرية والبشرية ودراسات الأطباق.
كما حددوا أيضًا بعض البكتيريا داخل الميكروبيوم والتي يمكن أن تعزز أو تمنع تطور حصوات الكلى وأظهروا أن سوء استخدام المضادات الحيوية (المرتبط عادة بتطور حصوات الكلى في المستشفيات) أدى إلى انحراف الميكروبيوم نحو البكتيريا المسببة للحصوات.
خيارات أفضل للوقاية والعلاج
وحسب موقع ميديكال إكسبريس، يأمل الدكتور ميلر أن تساعد النتائج التي توصل إليها فريقه في قلب مفهوم المسالك البولية المعقمة وتؤدي إلى خيارات أفضل للوقاية أو العلاج لحالة لم تشهد تقدمًا طبيًا كبيرًا منذ أكثر من ثلاثة عقود.
ويقول: "تؤثر أمراض المسالك البولية مثل حصوات الكلى على 63% من السكان البالغين وتزداد سوءًا، وتشير البيانات باستمرار إلى البكتيريا، وإذا لم نتمكن من التغلب على افتراض العقم، فلن نتمكن من تطوير علاجات أكثر فعالية وخيارات وقائية".
إن مستويات البكتيريا الطبيعية في البول منخفضة للغاية، ولكنها نادرًا ما تكون صفرًا.
وعلى الرغم من ذلك، فإن البكتيريا الموجودة في البول ــ الميكروبيوم الموجود في الأعضاء المختلفة في المسالك البولية بما في ذلك المثانة والكلى ــ كانت موضوعًا مثيرًا للجدال منذ اكتشافها في البول البشري قبل أقل من 15 عامًا.
يوضح المؤلف الأول وطبيب المسالك البولية الدكتور خوسيه أجوديلو، الذي يتمتع بخبرة واسعة في مرض حصوات المسالك البولية، أن النتائج غير المباشرة السابقة لميكروبيوم الكلى قدمت أدلة دامغة لكنها تركت مجالًا للشك.
يجب أن تلبي المجتمعات البكتيرية ثلاثة معايير حتى يتم اعتبارها ميكروبيومًا حقيقيًا: الاستقرار والاتساق والقدرة على التكاثر والنشاط الأيضي.
وقد أثبتت أساليب الفريق كل هذه الجوانب فيما يتصل بالبكتيريا الموجودة في المسالك البولية.
كما أظهرت أبحاثهم أن البكتيريا التي تعيش في المسالك البولية لم تكن موجودة بسبب المرض فحسب، بل وجدوها في المسالك البولية لأشخاص لا يوجد لديهم دليل على إصابتهم بأمراض المسالك البولية.
وقد أظهرت دراسات أخرى أن نوعين من البكتيريا حددهما الدكتوران ميللر وأجوديلو ـ الإشريكية القولونية واللاكتوباسيلوس كريسباتوس ـ كانا مرتبطين بوجود حصوات الكلى وغيابها على التوالي. وتساءل الباحثون عما إذا كان النشاط الأيضي لمجتمع الميكروبات الذي اكتشفوه حديثًا يلعب دورًا في تكوين حصوات الكلى.
ولمعرفة ما إذا كان ميكروبيوم الكلى يمكن أن يؤثر على تكوين الحصى، قام الباحثون بزراعة البكتيريا باستخدام حجرة خاصة تحاكي حركة البول في الكلى، ثم أضافوا "المكونات الخام" لحصى الكلى، الأكسالات والكالسيوم، لمعرفة ما يحدث.
تشكلت عدة هياكل بلورية كبيرة تشبه الحجارة في غرف نمو البكتيريا الإشريكية القولونية. وكشفت التحليلات الكيميائية والأشعة السينية أن هذه الهياكل لا يمكن تمييزها عن حصوات الكلى البشرية، ولم تتكون أي حصوات في الغرف التي تنمو فيها البكتيريا اللاكتوباسيلوس بهذه الطريقة.
أدى نمو البكتيرياتين معًا إلى تكوين هياكل بلورية صغيرة جدًا مختلفة هيكليًا وكيميائيًا عن حصوات الكلى، مما يشير إلى أن Lactobacillus يمنع بطريقة ما قدرة E. coli على تكوين حصوات الكلى.
وفي النماذج السريرية الأولية، لاحظ الفريق أيضًا أن الإفراط في استخدام المضادات الحيوية أدى إلى تحول توازن ميكروبيوم الكلى بعيدًا عن البكتيريا اللاكتوباسيلوس الصحية نحو البكتيريا الإشريكية القولونية المكونة للحصوات.
ويعتقدون أن نتائجهم، مجتمعة، قد تفسر سبب كون الأفراد الذين يتناولون المضادات الحيوية لفترات طويلة أكثر عرضة للإصابة بحصوات الكلى.
يقول الدكتور أجوديلو إن النتائج التي توصل إليها فريقه تشير إلى أن البكتيريا المختلفة تنتج جزيئات مؤيدة ومضادة لحصوات الكلى، وهو ما يريد استخدامه في تقنيات علاجية وتشخيصية جديدة، وهو يعمل بالفعل على فهم أي من المستقلبات البكتيرية تؤثر على تكوين الحصوات، وكيف.
ويضيف الدكتور ميلر: " إذا كان بإمكان ميكروبيوم الكلى التأثير على حصوات الكلى، فمن المحتمل أن يؤثر أيضًا على أمراض الكلى الأخرى".