الأحد 20 أبريل 2025 الموافق 22 شوال 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

ما دور الخلايا البلعمية في تليف الرئة؟

السبت 28/ديسمبر/2024 - 11:00 م
الرئة
الرئة


أكمل باحثون أول دراسة تقارن بين الخلايا البلعمية الرئوية في نماذج متعددة لإصابات الرئة، إذ تشير الدراسة إلى أن الخلايا البلعمية التي سبق وصفها بأنها "مسببة للتليف" غير كافية للتسبب في التليف بمفردها.

يفتح هذا الأمر الباب أمام البحوث التي يمكن أن تساعد في تعزيز فهم كيف يمكن لبرمجة الخلايا البلعمية أن تساعد أو تعوق إصلاح الرئة.

ما هي الخلايا البلعمية؟

الخلايا البلعمية هي خلايا مناعية توجد في الرئتين وتحميها، كما يتم تجنيدها إلى الرئتين بأعداد كبيرة أثناء الإصابة أو المرض.

هذه الخلايا أساسية لبدء وعلاج أنواع مختلفة من إصابات الرئة، لكنها تشارك أيضًا في المسارات التي تؤدي إلى تندب الرئة (التليف).

من غير الواضح حاليًا ما هي الآليات التي تميز الخلايا البلعمية التي تؤدي إلى الإصلاح الصحي عن تلك التي تؤدي إلى التليف.

سعى هذا البحث إلى استكشاف ما إذا كانت مجموعات جينية مختلفة من الخلايا البلعمية تشارك في هذه النتائج المختلفة.

قال الدكتور ويليام جانسن، المؤلف المشارك الرئيسي للبحث: "نعلم الآن أن دور الخلايا البلعمية كان مفهومًا بشكل خاطئ، يساعد هذا البحث في تعزيز هدف مجتمع الرئة لتسخير الخلايا البلعمية في السعي لتحقيق إصلاح الرئة".

قام الباحثون في البداية بمقارنة نشاط الخلايا البلعمية في نموذجين للمرض، أحدهما معروف أنه يتبع مسار إصلاح صحي والآخر أدى إلى التليف، مع مرور الوقت لتحديد ما إذا كانت هناك اختلافات في مجموعات الخلايا البلعمية.

ساعدت النتائج الأولية في تحديد مجموعات الخلايا البلعمية المستجيبة التي تم تجنيدها إلى الرئتين في جميع أنواع إصابات الرئة. ثم قام الباحثون بتحليل الجينات المنقولة في مجموعات الخلايا البلعمية هذه في نقاط زمنية متعددة لفهم الاختلافات الموجودة بشكل أفضل.

ووجد الباحثون أن الخلايا البلعمية المعبرة عن جينات Gpnmb، والتي وصفت تاريخيا بأنها خلايا بلعمية "مؤيدة للتليف"، وجدت في كلا النوعين من إصابات الرئة، مما يشير إلى أنها قد لا تكون مرتبطة ارتباطا وثيقا بالتليف كما كان يعتقد سابقا.

ووجد تحليل آخر أن هذه الخلايا البلعمية موجودة في عينات أنسجة الرئة من أمراض متعددة، بما في ذلك الربو وكوفيد-19، مع مجموعة واسعة من نتائج الشفاء.

دفع هذا الاكتشاف إلى إجراء تحقيقات متابعة حول ما أدى إلى خلل في الشفاء والتليف في بعض أمراض الرئة وليس في غيرها.

قالت الدكتورة ألكسندرا ماكوبري، المؤلفة المشاركة الرئيسية للدراسة: "عندما تتراجع خطوة إلى الوراء وتنظر إلى البيانات السريرية بشكل مختلف، تبدأ في رؤية شيء جديد".

وقد أظهرت الأبحاث الإضافية التي أجريت على نماذج الإصابات المختلفة في نقاط زمنية مختلفة أن البيئة المحيطة بالرئة تسببت في حدوث تغييرات طفيفة في التعبير البروتيني وبقاء الخلايا البلعمية، وقد تسببت هذه التغييرات، في نموذج الإصابة التليفية، في تنشيط مسارات مميزة قادت الخلايا نحو إصلاح أقل فعالية، استجابة للبيئة والإشارات الخارجية.

وبعد تحديد مجموعة من الخلايا البلعمية التي تظهر في جميع أنواع إصابات الرئة، والعديد من المسارات المتميزة التي تساهم في كل من التليف والإصلاح الصحي، يخطط الباحثون الآن لمواصلة التحقيق في ما الذي يحفز بالضبط هذه الاختلافات في التعبير، وما إذا كان من الممكن إعادة توجيه الخلايا البلعمية التي قد تساهم في التليف للمساعدة بدلًا من ذلك في إصلاح الصحة.

قال الدكتور جانسن: "هدفنا هو معرفة كيفية إعادة بناء الرئة المصابة". ويهدف بحثه المستمر إلى فهم أفضل للبرامج التي تنشط الخلايا البلعمية وتحديد ما إذا كان من الممكن تسخيرها لتشجيع الإصلاح الصحي حتى في الأمراض الليفية السابقة.