الأحد 29 ديسمبر 2024 الموافق 28 جمادى الثانية 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

أمل كبير للمرضى.. اكتشاف طفرة جينية جديدة لقمع نمو السرطان

الأحد 29/ديسمبر/2024 - 12:00 ص
السرطان
السرطان


تمكن باحثون في المركز الطبي بجامعة تكساس ساوث ويسترن من تحديد طفرة جينية تعمل على إبطاء نمو الورم الميلانيني وربما أنواع أخرى من السرطان من خلال تسخير قوة الجهاز المناعي.

قد تؤدي هذه النتائج، التي نُشرت في مجلة الطب التجريبي، إلى علاجات جديدة تعمل على تحسين النتائج من علاجات المناعة السرطانية الحالية.

وبحسب موقع ميديكال إكسبريس، قال الدكتور هيكسين شي، الأستاذ المساعد في مركز علم الوراثة في جامعة تكساس ساوث ويسترن: "تشير نتائجنا إلى نوع جديد تمامًا من الهدف العلاجي الذي يمكن استخدامه يومًا ما لقمع مجموعة واسعة من أنواع السرطان".

شارك الدكتور شي في قيادة الدراسة مع الدكتور بروس بويتلر، مدير مركز علم الوراثة للدفاع عن الجسم وأستاذ علم المناعة والطب الباطني.

وقد حصل الدكتور بويتلر على جائزة نوبل في الفسيولوجيا أو الطب لعام 2011 لاكتشافه عائلة مهمة من المستقبلات التي تسمح للثدييات بالاستشعار السريع للعدوى وتحفيز الاستجابة الالتهابية، وهو أيضًا عضو في برنامج الشبكات الخلوية في أبحاث السرطان في مركز هارولد سي سيمونز الشامل للسرطان في جامعة تكساس ساوث ويست.

تحديد الجينات السرطانية

وقد حدد الباحثون العديد من الجينات المعروفة باسم الجينات السرطانية التي تسبب السرطان وتحفزه عندما تتحور.

ورغم أن العلماء تكهنوا منذ فترة طويلة بأن الطفرات التي تحمي من السرطان موجودة أيضًا في الجينوم البشري، إلا أن الدكتور شي أوضح أن العثور عليها من خلال دراسة البشر كان صعبًا لأن الأشخاص الذين يحملون هذه المتغيرات الجينية لا يظهرون أي اختلافات واضحة مقارنة بالآخرين.

وللبحث عن الجينات التي تمنح مقاومة الأورام، قام الدكتور شي وبوتلر وزملاؤه من جامعة تكساس ساوث ويست بإنشاء نماذج فئران تحتوي على طفرات جينية مختلفة، ثم بحثوا عن الفئران التي لم تصب بأورام أو كان نمو السرطان فيها محدودًا.

بعد ذلك، استخدموا طريقة تم تطويرها مؤخرًا في مختبر بوتلر تسمى رسم الخرائط الانقسامية الآلية (AMM)، والتي تتبع السمات غير العادية المثيرة للاهتمام في الفئران المتحولة إلى الطفرات المسببة.

وركز الباحثون بسرعة على جين يسمى H2-Aa، فالفئران التي تحمل نسختين متحورتين من هذا الجين، مما يجعلها تفتقر تمامًا إلى بروتين H2-Aa، غالبًا ما لا تظهر أي نمو للورم بعد التعرض لخلايا الورم الميلانيني، أما الفئران التي تحمل نسخة متحولة واحدة فقد انخفض نموها بشكل ملحوظ مقارنة بالفئران التي تحمل الشكل "البري" للجين.

الجين H2-Aa مسؤول عن إنتاج جزء من بروتين مناعي يسمى MHC class II، والذي يساعد الجهاز المناعي على التمييز بين البروتينات الذاتية والبروتينات غير الذاتية، مما يجعله جاهزًا لمهاجمة الغزاة المحتملين.

وباستخدام الهندسة الوراثية، حدد الباحثون وظيفة H2-Aa الداعمة للسرطان في وجودها على سطح فئة فرعية من الخلايا المناعية تسمى الخلايا الشجيرية، وكان القضاء على H2-Aa في هذه الخلايا فقط كافيًا لمحاكاة غياب H2-Aa في جميع أنحاء الجسم.

عندما قارن الباحثون الأورام التي تطورت في الفئران البرية وتلك الموجودة في الفئران التي تفتقر إلى H2-Aa، كانت الأورام في الفئران المتحولة مخترقة بخلايا شجيرية أكثر بالإضافة إلى المزيد من خلايا CD8 T المقاومة للأورام، وعدد أقل بكثير من الخلايا التنظيمية T التي تقمع النشاط المناعي المضاد للسرطان.

وفي محاولة لإيجاد دواء قادر على إحداث نفس التأثيرات التي يحدثها البروتين المتحور H2-Aa، قام الباحثون بتطوير جسم مضاد وحيد النسيلة ـ وهو بروتين يمنع تأثيرات البروتينات الأخرى ـ ضد البروتين H2-Aa.

ورغم أن الجسم المضاد كان له تأثير كبير في مكافحة السرطان عندما تم إعطاؤه للفئران المصابة بأورام الميلانوما، فإن تأثيره تعزز إلى حد كبير عندما عالج الباحثون نفس الفئران أيضًا بدواء مثبط لنقطة التفتيش، وهو نوع من العلاج المناعي.

من ناحية أخرى، في غياب الأجسام المضادة وحيدة النسيلة ضد البروتين H2-Aa، لم يكن لمثبطات نقطة التفتيش أي تأثير على نمو السرطان.

واقترح الدكتور بوتلر أن الأجسام المضادة وحيدة النسيلة التي تستهدف الشكل البشري لهذا البروتين وغيره من البروتينات ذات الصلة الوثيقة قد يكون لها تأثير مماثل، حيث تعمل كعلاج فعال للسرطان بمفردها أو كداعم لعلاجات العلاج المناعي، وقال إن هذه الفكرة قد يتم اختبارها في نهاية المطاف في التجارب السريرية.

وقال الدكتور بوتلر: "لا يستجيب ما بين نصف إلى ثلثي مرضى الورم الميلانيني لمثبطات نقاط التفتيش. وقد تكون هذه النتائج مفيدة للغاية إذا تمكنا من مساعدة الجميع على الاستجابة لها".