احذر تراكم بروتين الأميلويد في الدماغ.. قد يؤدي للإصابة بالخرف
يعد الخرف حاليًا السبب الرئيسي السابع للوفاة، وأحد الأسباب الرئيسية للإعاقة والتبعية بين كبار السن على مستوى العالم، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية.
والخرف ليس مرضًا محددًا ولكنه مجموعة من الأعراض التي تؤثر على الوظائف الإدراكية بما في ذلك الذاكرة والتفكير والاستدلال والقدرات الاجتماعية، ويمكن أن تنشأ من مجموعة متنوعة من الأمراض والإصابات، بما في ذلك مرض الزهايمر.
العلامات العصبية محددات مبكرة للخرف
الخرف هو حالة تصيب الدماغ عادة، أي أن لها تأثير عصبي على الجسم، مما يزيد من خطر التدهور المعرفي، وفي حين أنه لا توجد طريقة لمنعه، يعتقد الخبراء أنه يمكن اكتشافه في وقت مبكر من الحياة.
كما تعتقد الدكتورة سارة إيماريسيو، رئيسة قسم البحوث في منظمة الزهايمر بالمملكة المتحدة أن التغيرات الدماغية المرتبطة بالأمراض التي تسبب الخرف، يمكن أن تبدأ في الدماغ حتى 20 عامًا قبل ظهور أعراض مثل فقدان الذاكرة.
تراكم بروتين الأميلويد
وأحد التغييرات الرئيسية في الدماغ المبكرة في مرض الزهايمر هو تراكم بروتين الأميلويد، كما يمكننا اكتشاف مستويات هذا البروتين من خلال فحوصات الدماغ باهظة الثمن والاختبارات البيولوجية الأخرى، لن يستمر كل شخص لديه مستويات عالية من الأميلويد في تطوير أعراض مرض الزهايمر.
الأعراض العصبية
ومن ثم فإن بعض الأعراض العصبية تشمل: فقدان الذاكرة، وصعوبة التواصل أو العثور على الكلمات، ونقص التفكير وقدرات حل المشكلات، وصعوبة القيام بالمهام المعقدة، والتخطيط، والتنظيم، وأكثر من ذلك.
تغييرات في أسلوب المشي
لكن الأداء البدني مثل التغييرات في أسلوب المشي يمكن أن يساعد في التشخيص المبكر إلى جانب المحددات العصبية، ويعتقد الخبراء أن الأداء البدني يمكن أن يكون أيضًا مؤشرًا قويًا على المرض.
ويمكن أن تظهر الأعراض بشكل مختلف لكل حالة من حالات الخرف، ولكن في بعض الأحيان يمكن أن تظهر التغييرات الجسدية قبل فقدان الذاكرة.
وفي إحدى الدراسات، كان الأشخاص الذين يمشون ببطء أو يعانون من ضعف التوازن أكثر عرضة للإصابة بمرض الزهايمر، وتشير هذه التغيرات الجسدية إلى التدهور البطيء لخلايا الدماغ والتواصل العصبي.
وإذا تُركت دون علاج، يُقال إن هذه التدهورات تؤثر تمامًا على قدرة الشخص على المشي ومعالجة المعلومات بحرية، وقد تنشأ مشكلات التوازن أيضًا بسبب صعوبة القدرات البصرية والمكانية.
خطر الإصابة بمرض الزهايمر والخرف الوعائي
يمكن أن يُعزى فقدان التوازن إلى الخَرَف الوعائي في مراحله المبكرة، بدلًا من كونه علامة على الخرف في مراحله المتأخرة
وتجدر الإشارة إلى أن المخيخ، الذي يقع بالقرب من قاعدة الجمجمة، هو جزء من الدماغ يتحكم في حركات الجسم.
ومع ذلك، فإن الأمراض التي تؤثر على هذا الجزء من الدماغ، مثل الخرف، من المرجح أن تؤثر على التوازن في وقت مبكر.
ويوضح مركز رعاية الخرف: في المراحل المبكرة، أو حتى قبل ظهور أعراض الخرف الأخرى، يمكن أن يشير فقدان التوازن أثناء الوقوف أو المشي إلى زيادة احتمالية الإصابة بمرض الزهايمر.
وأضاف: قد تكون أيضًا علامة جيدة على أن أحد أفراد أسرتك يعاني نوعًا من الخرف غير مرض الزهايمر.
كيف يختلف الخرف الوعائي عن مرض الزهايمر؟
يختلف عن مرض الزهايمر لأن المرض ناجم عن نقص تدفق الدم الذي يحمل الأكسجين إلى المخيخ، ويعاني بعض الأشخاص المصابين بالخرف الوعائي في الواقع من الشعور بالدوار قبل أن يواجهوا مشكلة في التفكير والذاكرة، وتختلف أعراض الخرف الوعائي، اعتمادًا على جزء الدماغ الذي يعاني من ضعف تدفق الدم.
غالبًا ما تتداخل الأعراض مع أعراض أنواع أخرى من الخرف، وخاصة مرض الزهايمر، ولكن على عكس مرض الزهايمر، فإن أهم أعراض الخرف الوعائي تميل إلى إشراك سرعة التفكير وحل المشكلات بدلًا من فقدان الذاكرة، كما يوضح الجسم السليم أكثر.
فقدان التوازن
بالنظر إلى أن فقدان التوازن يمكن أن يكون علامة على الخرف في مراحله المتأخرة، يمكن للمرضى التكيف عن طريق تغيير مشيتهم، أو طريقة مشيهم، ويتضمن هذا في بعض الأحيان الخلط، بدلًا من رفع كل قدم لاتخاذ خطوة، مما يزيد من احتمالية السقوط.
لا تتجاهل مخاطر تراكم الأميلويد في الدماغ
تراكم بروتين الأميلويد (مادة بروتينية تتراكم بصورة مَرَضيّة بين الخلايا، تنتمي إلى مجموعة من الأمراض التي تظهر من الناحية الشكلية) ويكون مؤشرا قويا على الإصابة بالخرف الناتج عن مرض الزهايمر، ووفقًا لمجلة الجمعية الأمريكية لطب الشيخوخة في عام 2016، فإن الشعور بالدوخة وفقدان التوازن في وقت مبكر من الحياة قد يعني أن الشخص أكثر عرضة للإصابة بمرض الزهايمر مع تقدمه في السن.
وأشارت دراسة أخرى، إلى أن الأشخاص المعرضين للسقوط، هم أكثر عرضة للمعاناة من تراكم الأميلويد في الدماغ وتاو في السائل الشوكي.
ومن المعروف أن هذا التراكم يسبب أضرارًا جسيمة لأجزاء الدماغ المرتبطة بالذاكرة والتعلم، وعلى الرغم من عدم وجود طريقة مثبتة لتجنب تراكم هذه البروتينات، يوصي الخبراء باتباع نظام غذائي غني بأحماض أوميجا 3 الدهنية والحصول على نوم مناسب.