السبت 11 يناير 2025 الموافق 11 رجب 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

الخلايا التائية كلمة السر.. نتائج واعدة لتطوير اللقاحات

السبت 11/يناير/2025 - 09:30 م
تطوير اللقاحات
تطوير اللقاحات


اكتشف علماء أن الخلايا التائية، وهي خلايا الدم البيضاء التي يمكنها تدمير مسببات الأمراض الضارة، يمكنها منع العدوى الفيروسية تماما، إلى حد كان يُعتقد سابقا أنه ممكن فقط بفضل الأجسام المضادة المحايدة.

تساهم النتائج التي تم إثباتها تجريبيا لأول مرة في الدراسات البشرية، في إعادة تشكيل فهمنا لكيفية عمل جهاز المناعة لدينا، مما يمهد الطريق لتصميم لقاحات أكثر فعالية.

تقليديا، اعتبر العلماء أن الأجسام المضادة المحايدة (البروتينات التي تمنع الفيروسات من دخول الخلايا) هي الشكل النهائي للحماية ضد الأمراض الفيروسية.

ترتبط هذه الأجسام المضادة بالفيروسات لمنعها من إصابة الخلايا، بحيث لا تجد التحقيقات السريرية والمخبرية أي أثر للعدوى، وفق ما نشره موقع ميديكال إكسبريس.

الخلايا التائية كلمة السر.. نتائج واعدة لتطوير اللقاحات

يشار إلى هذا المستوى من الحماية باسم المناعة المعقمة، ولكن هذه النتائج الأخيرة، التي نشرت في مجلة Nature Microbiology، تتحدى هذا الرأي، حيث توضح أن الخلايا التائية قادرة أيضًا على التحكم في العدوى الفيروسية بالكامل إلى حد لا يمكن تتبعه، حتى بدون أي أجسام مضادة محايدة.

تفاصيل الدراسة

وفي الدراسة التي شملت 33 متطوعًا بالغًا سليمًا تتراوح أعمارهم بين 21 و45 عامًا، استخدم العلماء نهج التطعيم المتبادل من خلال إعطاء لقاح الحمى الصفراء الحي المضعف، يليه التحدي بعد 28 يومًا باستخدام فيروس التهاب الدماغ الياباني الضعيف، والعكس صحيح.

الحمى الصفراء والتهاب الدماغ الياباني فيروسات مرتبطة وراثيا، لم تكن السلالات الضعيفة قادرة على التسبب في المرض لدى المتطوعين، ولكنها كانت كافية لإحداث أعراض خفيفة ومستويات قابلة للقياس من الفيروس في الدم، فضلًا عن الاستجابة المناعية اللازمة للحماية.

تم إجراء الدراسة في وحدة الطب الاستقصائي SingHealth في سنغافورة في الفترة من 30 مارس إلى 31 أكتوبر 2023.

وبما أن لقاح التهاب الدماغ الياباني تم تصنيعه باستخدام العمود الفقري للقاح الحمى الصفراء، فإن التطعيم بأي من اللقاحين يولد خلايا T فعالة ضد كلا الفيروسين، لكنه يحفز إنتاج أجسام مضادة محايدة غير فعالة ضد الفيروس المستخدم في دراسة التحدي البشري.

وقد سمح هذا للعلماء بتقييم مدى قدرة الخلايا T، بغض النظر عن الأجسام المضادة المحايدة، على السيطرة على العدوى.

أظهرت النتائج أن الخلايا التائية من لقاح الحمى الصفراء تتحكم في عدوى فيروس التحدي للقاح التهاب الدماغ الياباني، مما يقلل من الأحمال الفيروسية والأجسام المضادة المنتجة.

علاوة على ذلك، عندما تكون موجودة بمستويات عالية بما يكفي بعد التطعيم، فإن الخلايا التائية تتحكم في عدوى التحدي إلى مستويات غير قابلة للكشف في 15٪ من المشاركين في الدراسة، إلى الحد الذي لم يتم فيه تكوين أجسام مضادة جديدة بعد الإصابة.

وقال البروفيسور أوي إنج إيونج، من برنامج الأمراض المعدية الناشئة في جامعة ديوك-NUS والمؤلف الرئيسي للدراسة: "لقد وجدنا أن الخلايا التائية يمكن أن تعمل كخط دفاع أول، وليس فقط كعنصر داعم لحمايتنا من الأمراض الفيروسية الحادة".

وأضاف: "إن هذه النتائج تتحدى النموذج الحالي القائل بأن الأجسام المضادة ضرورية للغاية للحماية من العدوى الفيروسية الحادة. إن قياس الأجسام المضادة وحدها دون مراعاة الخلايا التائية قد يقلل من تقدير مناعة القطيع - عندما يكون عدد كافٍ من الأفراد في مجموعة سكانية محميين بالفعل ضد فيروسات معينة إما من خلال التطعيم أو العدوى السابقة - وهو أحد الاعتبارات في تطوير السياسات المتعلقة بجرعات اللقاح وتكراره".

تاريخيا، كان تطوير اللقاحات يعطي الأولوية لتوليد مستويات مرتفعة من الأجسام المضادة. وقد لا يحد هذا النهج من فعالية اللقاحات فحسب، بل قد يعيق أيضًا قدرتنا على مكافحة المتغيرات التي تفلت من الأجسام المضادة ولكن ليس الخلايا التائية.

وقالت المرلفة الأولى للدراسة، شيرين كليم الدين: "نحن بحاجة إلى إعادة التفكير في كيفية تصميم وتطوير اللقاحات. اللقاحات التي تولد مستويات عالية من الأجسام المضادة لا تولد بالضرورة مستويات عالية من الخلايا التائية".

وأضافت: "إن تطوير اللقاحات لابد وأن يتضمن المكونات الفيروسية التي تتعرف عليها الخلايا التائية وتتفاعل ضدها. والواقع أن النتائج التي توصلنا إليها قد تفسر لماذا توفر بعض اللقاحات حماية أفضل ضد الفيروسات عندما تكون قادرة على تحفيز استجابة أوسع نطاقًا من جانب الخلايا التائية".

بعد ذلك، يهدف العلماء إلى دراسة سبب قيام بعض الأفراد بتطوير استجابات الخلايا التائية للتطعيم أعلى من غيرهم.