تطور علمي جديد.. نموذج مختبري لمنع الحمل بلا هرمونات
طور باحثون في جامعة أوريجون للصحة والعلوم، نموذجا مختبريا جديدا لدراسة كيف تساعد التغيرات في مخاط عنق الرحم أثناء الدورة الشهرية في تنظيم الخصوبة، ويمكن أن يساعد هذا النموذج في تطوير طرق جديدة غير هرمونية لـ منع الحمل للنساء.
في هذه الدراسة، حلل فريق بحثي النشاط الجيني في خلايا عنق الرحم المزروعة في المختبر، وتحديد مئات الجينات المختلفة التي يمكن أن تكون أهدافًا للأدوية لمنع الحمل باستخدام طرق جديدة مبتكرة، لمنع الحيوانات المنوية.
هناك الكثير من الأشخاص الذين لا يريدون الحمل، ولكنهم لا يريدون أو لا يستطيعون تناول وسائل منع الحمل الهرمونية، ويعتبر عنق الرحم البوابة إلى الخصوبة، حيث يجب أن يمر الحيوان المنوي عبر عنق الرحم للوصول إلى الرحم، ثم إلى قناتي فالوب حيث يحدث الإخصاب، لذلك هناك نقطة اختناق طبيعية، إذا جاز التعبير، حيث يمكنك إنشاء حاجز في عنق الرحم أو داخله.
أداة جديدة قوية
يلعب المخاط في عنق الرحم دورًا حيويًا من خلال السماح للحيوانات المنوية بدخول الجهاز التناسلي فقط أثناء فترة الخصوبة لدى المرأة، حول التبويض.
خلال هذا الوقت، تجعل المستويات العالية من هرمون الاستروجين المخاط أرق وأقل لزوجة، مما يسمح بدخول الحيوانات المنوية.
بعد التبويض، عندما لا يكون الحمل مرجحًا، يعمل البروجسترون على تكثيف المخاط لمنع الحيوانات المنوية ومسببات الأمراض الضارة من دخول الجهاز التناسلي العلوي.
أثناء التبويض، يصبح المخاط مائيًا ويكثر. وهذا يسهل دخول الحيوانات المنوية، على عكس الأوقات الأخرى التي يكون فيها المخاط قوامه مثل الأسمنت المطاطي أو العسل السميك للغاية.
في هذه الدراسة، يحاول الباحثون فهم كيفية إنتاج الخلايا للمخاط بشكل مختلف خلال تلك النقاط الزمنية المختلفة."
هذا التغيير الدوري في المخاط هو جزء طبيعي من الدورة الشهرية، يتم إنتاج مخاط عنق الرحم بواسطة طبقة من الخلايا التي تبطن عنق الرحم تسمى الخلايا الظهارية العمودية.
تنتج هذه الخلايا مزيجًا من الماء والبروتينات والمخاط، وهي بروتينات كبيرة تعطي المخاط قوامه الهلامي.
أحد البروتينات الرئيسية في مخاط عنق الرحم هو MUC5B، والذي يساعد في تكوين الهلام الذي يتغير طوال الدورة.
تلعب عوامل أخرى، مثل القنوات الأيونية، دورًا أيضًا في كيفية تصرف المخاط، وتغيير الترطيب ومساعدة المخاط على تغيير قوامه.
ويمكن أن تؤدي التشوهات في هذه القنوات الأيونية إلى مشاكل في إنتاج المخاط، مما قد يؤثر على الخصوبة أو يزيد من خطر الإصابة بالعدوى.
لدراسة هذه العملية بمزيد من التفصيل، طور العلماء نموذجًا في المختبر باستخدام خلايا من قرود المكاك الريسوس، والتي لها عنق رحم مشابه للبشر. قاموا بزراعة تلك الخلايا ثم عالجوا بعضها بالهرمونات.
استخدم الباحثون تسلسل الحمض النووي الريبي لتحليل النشاط الجيني في خلايا عنق الرحم المزروعة، سمح لهم هذا بتحديد الجينات والمسارات التي تنظم إنتاج المخاط أثناء الدورة الشهرية.
ركزوا على كيفية تأثير الهرمونات على تخليق المخاط، وترطيب المخاط، واستقرار بنية المخاط، وغيرها من العمليات المهمة.
يقدم هذا النموذج الجديد في المختبر أداة قوية لدراسة مخاط عنق الرحم في بيئة خاضعة للرقابة، مما يساعد الباحثين على اكتشاف الآليات الجزيئية التي تنظم الخصوبة وكيف تؤثر الهرمونات المختلفة على الصحة الإنجابية.
يقوم فريق البحث بعد ذلك باختبار مثبطات غير هرمونية، لإنتاج المخاط الخصيب في الرئيسيات غير البشرية.