الأحد 19 يناير 2025 الموافق 19 رجب 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

تغيرات في الجهاز المناعي مرتبطة بالفصام ومقاومة العلاج.. ما هي؟

الأحد 19/يناير/2025 - 12:00 ص
 انفصام الشخصية
انفصام الشخصية


حقق باحثون خطوات واسعة في فهم العلاقة بين الجهاز المناعي ومقاومة الأدوية المضادة للذهان في مرض انفصام الشخصية.

جاء ذلك باستخدام التغيرات في مجموعات الخلايا المناعية للتنبؤ بمقاومة العلاج المحتملة وبدء العلاج المناسب في وقت أقرب.

تضيف ورقتهم البحثية، التي تحمل عنوان "تصنيف النمط المناعي للأنواع الفرعية للفصام حسب الاستجابة لمضادات الذهان"، والتي نشرت في مجلة Brain، Behaviour and Immunity، إلى مجموعة متنامية من الأبحاث التي تشير إلى أن خلل تنظيم الجهاز المناعي قد يكون أساسًا لتطور الاضطراب العقلي.

الفصام وأسبابه

لا يزال السبب الدقيق للفصام، وهو اضطراب ذهاني يصيب نحو 24 مليون شخص في مختلف أنحاء العالم وواحد من كل 116 فردًا في سنغافورة، غير واضح حتى اليوم.

في حين يُلاحَظ اختلال التوازن في مستويات الدوبامين في الدماغ بشكل شائع لدى المصابين بالفصام، فإن ليس كل مرضى الفصام يستجيبون للأدوية المضادة للذهان القياسية التي تستهدف مسار الدوبامين.

في السنوات الأخيرة، برزت الدراسات العلمية حول التغيرات في الجهاز المناعي وارتباطها بتطور حالات الصحة العقلية كمجال واعد للبحث.

على مستوى العالم، يعاني حوالي 30% من الأفراد الذين تم تشخيص إصابتهم بالفصام من مقاومة العلاج، وهذا يعني أنهم لا يحققون شفاءً من الأعراض، مثل الهلوسة والأوهام، على الرغم من العلاج.

تؤثر هذه الحالة المنهكة على الأفراد (الذين يعانون أيضًا من صعوبات في مهاراتهم الإدراكية أو التفكيرية ويواجهون مخاطر أعلى من ضعف الصحة وسوء نوعية الحياة)، وأسرهم من حيث عبء الرعاية.

حاليًا، يعد الكلوزابين الدواء النفسي الوحيد الموصوف لعلاج الفصام المقاوم للعلاج.

وقال الدكتور لي يانهوي، المؤلف الرئيسي للورقة البحثية: "من خلال هذه الدراسة، كنا نهدف إلى استكشاف العلاقة بين الجهاز المناعي والفصام ومقاومة العلاج، وكان هدفنا هو تحديد التغيرات في الخلايا المناعية التي يمكن استخدامها للتنبؤ بمقاومة العلاج، مما يسمح بالتدخلات المبكرة والأكثر استهدافًا مثل بدء علاج الكلوزابين في وقت أقرب للحصول على نتائج سريرية أفضل"ز

وأضاف: "يمكن أن يساعد الفهم الأفضل لكيفية مشاركة الجهاز المناعي في تطوير علاجات تستهدف المناعة كخيارات علاجية إضافية للفصام في المستقبل".

في هذه الدراسة، تم جمع عينات دم من 196 مشاركًا سليمًا وأفرادًا مصابين بالفصام بدرجات متفاوتة من مقاومة العلاج، وتمت مقارنة نسب أنواع مختلفة من الخلايا المناعية عبر هذه المجموعات، لتحديد المؤشرات الحيوية المحتملة (المؤشرات المرتبطة بحالة معينة وقد تتنبأ بها) للفصام أو مقاومة العلاج.

قام الباحثون بتحديد ومقارنة 66 مجموعة من الخلايا المناعية في دم 147 شخصًا مصابًا بالفصام و49 شخصًا سليمًا لاستكشاف مجموعات الخلايا المناعية المرتبطة بالاضطراب ومقاومة العلاج، ووجدوا اختلافات كبيرة في مجموعات معينة من الخلايا المناعية بين الأفراد الأصحاء والأشخاص المصابين بالفصام.

علاوة على ذلك، ترتبط هذه التغيرات في أعداد الخلايا المناعية أيضًا بمدى مقاومة المريض المصاب بالفصام للعلاج.

على وجه التحديد، وجد الباحثون أن نسبة الخلايا التائية CD4 إلى CD8 كانت أعلى بكثير، في حين كانت مستويات الخلايا التائية الثابتة المرتبطة بالغشاء المخاطي (MAIT) أقل بكثير لدى الأفراد المصابين بالفصام، وخاصة أولئك الذين لديهم مقاومة أكبر للعلاج.

ومن ثم، ظهرت نسبة CD4/CD8 كمؤشر حيوي محتمل للتنبؤ بمدى استجابة شخص مصاب بالفصام للعلاج؛ في حين أن خلايا MAIT، التي توجد بشكل أساسي في الأمعاء حيث تساهم في الدفاع المناعي وترتبط ارتباطًا وثيقًا بالعمليات المناعية الذاتية، قد تشير أعدادها المنخفضة إلى خلل في المناعة في مرض الفصام.

وقال جيمي لي، الذي قاد الدراسة: "إن النتائج تدعم دور خلل المناعة في مرض انفصام الشخصية ومقاومة العلاج، كما أنها ذات صلة بإحراز تقدم في الطب الدقيق، مع إمكانية استخدام بعض العلامات المناعية كمؤشرات لمقاومة العلاج في المستقبل، وهذا يوفر الأمل في التعرف المبكر على المرضى الذين من المرجح أن يقاوموا العلاج، ويرشد الأطباء في اختيار استراتيجيات علاج أكثر فعالية لتحقيق نتائج أفضل".