نهج جديد يساعد في مقاومة نمو الأورام السرطانية
تتصرف الأنسجة المجاورة للورم بشكل مختلف عن المناطق الأبعد، فالخلايا السرطانية للورم تؤثر على محيطها، فتعوق دفاعات الجسم المناعية وتخلق ملاذا آمنا يمكن للورم أن ينمو فيه.
العلاجات التي تستهدف بعض هذه الأفعال المؤيدة للورم فعالة في عدد من أنواع السرطان، ولكن فقط بالنسبة لبعض المرضى؛ وفي حالات أخرى، لا يكون لهذه العلاجات تأثير يذكر.
وحسب موقع ميديكال إكسبريس، قام باحثو جامعة ييل بتطوير نهج جديد يستهدف في وقت واحد العديد من هذه الإجراءات المؤيدة للأورام، وقد أثبتوا أن هذا النهج يمكن أن يقلل بشكل فعال من نمو الورم في عدة أنواع من السرطان.
وتشير النتائج الجديدة، التي نشرت في مجلة Nature Biotechnology، إلى علاج جديد محتمل قد يفيد عددًا أكبر من المرضى مقارنة بالخيارات العلاجية الحالية.
قالت سيدي تشين، المؤلفة الرئيسية للدراسة: "تستهدف العلاجات التقليدية جزيئًا واحدًا في البيئة المحيطة بالورم، لكن البيئة المحيطة معقدة للغاية، لذا فإن استهداف شيء واحد لا ينجح دائمًا، على سبيل المثال، لا تفيد أشهر هذه العلاجات المناعية سوى 20 إلى 30% من المرضى".
عندما لا تنجح هذه العلاجات، فقد يكون ذلك لأن الجزيء الذي تستهدفه لا يلعب دورًا رئيسيًا في ورم الفرد، أو لأن هناك جزيئًا آخر له تأثير مماثل ويعوض عن فقدان الجزيء المستهدف بالعلاج.
وقالت تشين: "قد يكون الأمر أكثر تعقيدًا مع وجود شبكة كبيرة من المسارات داخل البيئة المحيطة بالورم تعمل جميعها على قمع الاستجابة المناعية للجسم".
إذن كيف يمكنك ضرب أهداف متعددة في نفس الوقت؟
في إطار نهجهم، استخدمت تشين وزملاؤها جزيئًا لتحرير الجينات يسمى Cas13، والذي يستهدف الحمض النووي الريبي ويحلله.
ومن بين فوائد Cas13 قدرته على استهداف جينات متعددة بحزمة جزيئية واحدة.
وقد حدد الباحثون العديد من الجينات التي يمكنها قمع الاستجابات المناعية وطوروا نظام Cas13 الذي يستهدف كل منها.
وعندما أدخلوا حزمة كاس 13 إلى بيئات الورم في الفئران، وجدوا أنها أسكتت جينات تثبيط المناعة (بمعنى آخر، أعادت تنشيط الجهاز المناعي )، وأعادت تشكيل البيئة، وعززت الاستجابات المناعية المضادة للأورام. وكانت النتيجة انخفاض نمو الورم في أربعة أنواع من السرطان: سرطان الثدي، وسرطان الجلد، وسرطان البنكرياس، وسرطان القولون.
وفي حين ستكون هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث لتحسين هذا النهج بشكل أكبر من حيث الفعالية والسلامة، يقول الباحثون إن هذه التكنولوجيا واعدة كعلاج "جاهز للاستخدام" للاستخدام العام، وعلاج يمكن تصميمه لأفراد محددين عن طريق تبديل أهداف الجينات حسب الضرورة.
ويواصل الباحثون هذا الخط من البحث بهدف العمل على الترجمة والتجارب السريرية.