المشي طويلا وانقطاع النفس خلال النوم.. كيف يؤديان لانخفاض الخصوبة لدى الذكور؟
تشير دراسة جديدة، إلى أن الحالات الطبية التي تحرم الخصيتين من الأكسجين، مثل توقف التنفس أثناء النوم، قد تسهم في انخفاض الخصوبة لدى الذكور الذي لوحظ على مدى السنوات الخمسين الماضية.
نُشرت المراجعة الأدبية في مجلة Nature Reviews Urology، وتستكشف كيف تؤثر عوامل مثل توقف التنفس أثناء النوم، ودوالي الخصية، والتعرض لارتفاعات عالية على جودة الحيوانات المنوية والصحة الإنجابية بشكل عام لدى الرجال.
تمت المراجعة بقيادة الدكتورة تيسا لورد، أخصائية علم الأحياء الإنجابية، وهي محاضرة أولى في جامعة نيوكاسل وعضو في برنامج أبحاث العقم والإنجاب في معهد HMRI.
وقالت لورد: "إن الحالات الطبية مثل دوالي الخصية وانقطاع النفس أثناء النوم تؤدي إلى خفض مستوى الدم المؤكسج في الخصية - وهي ظاهرة تعرف باسم نقص الأكسجين في الخصية".
وأضافت:"نعلم من الأبحاث الموجودة أن نقص الأكسجين في الخصية يمكن أن يؤثر سلبًا على عدد الحيوانات المنوية وجودتها من خلال تعطيل إنتاج الهرمونات والتعبير الجيني".
تهديد الخصوبة لفترات طويلة
تناولت المراجعة نتائج دراسات متعددة لالتقاط أسباب وتأثيرات نقص الأكسجين في الخصية بشكل شامل في سيناريوهات مختلفة.
وقالت الدكتورة لورد إنه عندما يكون نقص الأكسجين في الخصيتين ناتجًا عن حالات طبية مزمنة، مثل توقف التنفس أثناء النوم أو دوالي الخصية، فإن ذلك يشكل تهديدًا مستمرًا للصحة الإنجابية.
وأضافت: "الدوالي، أو تضخم الأوردة في كيس الصفن، هي حالة شاذة شائعة يتم تشخيصها كسبب للعقم في ما يصل إلى 45% من الرجال الذين يكافحون من أجل الإنجاب».
وتابعت: "يعتبر انقطاع التنفس الانسدادي أثناء النوم أكثر اضطرابات التنفس المرتبطة بالنوم شيوعًا، ويؤثر على ما بين 13% و30% من السكان الذكور، ويتزايد هذا العدد مع كون السمنة أحد عوامل الخطر الرئيسية".
وأظهرت دراسات عديدة وجود علاقة بين انقطاع التنفس أثناء النوم والعقم عند الذكور، لكن الدكتورة لورد قال إننا بحاجة ماسة إلى المزيد من الأبحاث لفهم التأثيرات المباشرة على إنتاج الحيوانات المنوية وجودتها.
وأوضحت الدكتورة لورد أنه في حين أن الأنشطة التي تتم على ارتفاعات عالية مثل المشي لمسافات طويلة يمكن أن تسبب نقص الأكسجين في الخصية، أو نقص الأكسجين، فإن التأثيرات على الخصوبة عادة ما تكون مؤقتة فقط.
وأشارت إلى أن "الخبر السار للمتنزهين هو أن ضعف الخصوبة الناجم عن الارتفاعات العالية يمكن عكسه بشكل عام بمجرد استعادة المزيد من الأكسجين في الجسم".
وقالت: "قد يستغرق حل هذه المشكلة بضعة أشهر"
ودعت الدكتورة لورد إلى زيادة الوعي العام والسريري بشأن المخاطر الإنجابية المرتبطة بنقص الأكسجين المستمر في الخصيتين.
وقالت: "إن الإدارة السريعة لحالات مثل دوالي الخصية وانقطاع النفس أثناء النوم قد تساعد في التخفيف من مخاطر الخصوبة المرتبطة بها، وهناك أدلة واعدة على أن ضعف الخصوبة الناجم عن نقص الأكسجين يمكن علاجه إذا تمت معالجة المشكلة الأساسية".
عند الرجال، يتم تعريف العقم على أنه الفشل في تحقيق الحمل لدى زوجاتهن بعد 12 شهرًا أو أكثر من ممارسة الجنس غير المحمي بشكل منتظم، في حين يمثل ضعف الخصوبة تأثيرًا أقل حدة ولكنه مع ذلك يمكن أن يقلل من احتمالية الحمل.
إن الارتفاع في انتشار حالات مثل انقطاع التنفس أثناء النوم، إلى جانب التأثيرات المحتملة بين الأجيال، يجعل نقص الأكسجين في الخصيتين قضية بالغة الأهمية في فهم اتجاهات الخصوبة عند الذكور.
وقالت الدكتورة لورد: "نعلم أن خصوبة الذكور انخفضت بشكل كبير على مدى السنوات الخمسين الماضية، وتشير الأدلة الناشئة إلى أن نقص الأكسجين في الخصيتين لدى الآباء قد يؤدي إلى ولادة أجنة تعاني من مشاكل في النمو، وقد يكبر هؤلاء الأطفال ليواجهوا مشاكل في الخصوبة بأنفسهم".
وعلى الرغم من التقدم المحرز في فهم العلاقة بين نقص الأكسجين والخصوبة، قالت الدكتورة لورد إن هناك فجوات معرفية كبيرة في العلوم لا تزال قائمة.
وأضافت: "لم نتوصل بعد إلى جميع الإجابات، وخاصة فيما يتصل بتأثير نقص الأكسجين في الخصية على جودة الحيوانات المنوية، وعلى نحو مماثل، هناك حاجة إلى مزيد من البحث لفهم المدى الكامل للتأثير على الأجيال".
وحثت الدكتورة لورد على إجراء المزيد من الأبحاث لفهم التأثيرات الأوسع لهذه النتائج بشكل كامل وتطوير تدخلات فعالة.
وقالت: "نحن بحاجة إلى تحسين نتائج الخصوبة اليوم وكذلك المساعدة في حماية الصحة الإنجابية للأجيال القادمة".