اكتشاف مؤشر حيوي لخطر الإصابة بالنقائل في أنواع متعددة من السرطان
اكتشف فريق بقيادة علماء جامعة تكساس الجنوبية الغربية آلية تعزز انتشار السرطان في البنكرياس والثدي وربما أنواع أخرى من السرطان، إلى جانب هدف علاجي جديد يمكن استخدامه لمنع انتشار السرطان.
تمثل النتائج، التي نُشرت في مجلة Science Signaling، تقدمًا مهمًا في تطوير عقاقير جديدة لمنع انتشار الأورام، وهو سبب الوفاة بين معظم مرضى السرطان.
قال الدكتور رولف بريكين، أستاذ الجراحة وعلم الأدوية في مركز هامون لأبحاث الأورام العلاجية في جامعة تكساس ساوث ويسترن، والذي قاد الدراسة: "إن النقائل الناتجة عن العديد من الأورام الصلبة تشكل تحديًا كبيرًا في منعها أو القضاء عليها باستخدام الأدوات الحالية، ويحدد هذا البحث هدفًا جديدًا لمكافحة الأمراض النقيلية".
في حين يمكن السيطرة على الأورام الأولية من خلال الجراحة أو العلاج الإشعاعي، يموت معظم المرضى بسبب الانتشار النقيلي لخلايا الورم إلى مواقع أخرى في الجسم.
ما هي النقائل؟
النقائل هي العملية التي تنفصل بها الخلايا السرطانية عن الورم الأولي وتهاجر إلى مكان آخر في الجسم، لتشكل أورامًا جديدة على مسافة من موقعها الأصلي.
سرطان البنكرياس مميت بشكل خاص لأن النقائل يمكن أن تحدث في وقت مبكر من المرض قبل تشخيص السرطان الأولي.
في الواقع، 12٪ فقط من مرضى سرطان البنكرياس يبقون على قيد الحياة لمدة خمس سنوات بعد التشخيص.
وأوضح الدكتور بريكين أن إحدى السمات الرئيسية للنقائل هي التحول من الخلايا الظهارية إلى الخلايا المتوسطة (EMT)، حيث تتبنى الخلايا السرطانية مظهرًا وسلوكًا يحاكي الخلايا الليفية والخلايا الجذعية التي تهاجر وتغزو الأنسجة الأخرى.
وقد أظهرت الأبحاث السابقة أن تحفيز مستقبل سطح الخلية المسمى AXL يمكن أن يحفز حدوث EMT.
كما يمكن لبروتين آخر في الخلايا السرطانية يسمى TBK1 أن يحفز حدوث EMT ويبدو أنه يتأثر بـ AXL.
ويبدو أن TBK1 نفسه ينشط عائلة بروتينات AKT، التي تضم ثلاثة أعضاء - AKT1 وAKT2 وAKT3، ولكن كيف تعمل هذه البروتينات معًا للتسبب في حدوث EMT كان لغزًا.
ولمعرفة المزيد عن هذه العملية، عمل مختبر بريكن مع جيمس لورينز، أستاذ الطب الحيوي في جامعة بيرجن في النرويج، إلى جانب متعاونين في أماكن أخرى لتحديد الدور الذي يلعبه كل من هذه البروتينات في EMT.
بدأ الباحثون تحقيقاتهم بفحص كيفية ارتباط نهايتي هذا الشلال، AXL وAKT، ببعضهما البعض.
باستخدام قاعدة بيانات وتجاربهم الخاصة، وجدوا أن خلايا سرطان البنكرياس والثدي تميل إلى إنتاج AXL وعضو واحد فقط من عائلة AKT، AKT3، مما يشير إلى أن AKT3 يساهم في EMT.
أظهرت أبحاث أخرى أنه إذا أزالوا AKT3 وراثيًا، فيمكنهم منع الغزو والنقائل بشكل كبير، مما يجعل AKT3 هدفًا علاجيًا محتملًا.
وباستخدام تقنيات متقدمة، تمكن الباحثون النرويجيون في الفريق من تطوير أول مثبط جزيئي خاص بـ AKT3، مما سمح للباحثين بإيقاف عمل AKT3 في نماذج سرطان البنكرياس وسرطان الثدي.
وقد أدى فقدان التعبير عن AKT3 في خلايا سرطان البنكرياس إلى انخفاض كبير في عدد النقائل في الفئران المصابة بأورام البنكرياس، لكنه لم يؤثر على حجم الورم الأساسي.
ومن المهم أن مجموعة UTSW وجدت أن ارتفاع التعبير عن AKT3 يرتبط بالمرض النقيلي ونتائج أسوأ لدى مرضى سرطان الثدي وسرطان البنكرياس.
قال الدكتور بريكين إن هذه النتائج تشير معًا إلى أن AXL وTBK1 وAKT3 يعملون في سلسلة لتثبيت البروتينات في نواة الخلية التي تنظم EMT.
وعلى الرغم من أن AXL وTBK1 قيد التحقيق بالفعل كأهداف لمحاربة النقائل في مجموعة متنوعة من أنواع السرطان، فإن AKT3 يمثل هدفًا جديدًا ضد المرض النقيلي.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يعمل AKT3 في نواة الخلايا السرطانية كعلامة حيوية للمرضى المعرضين لخطر النقائل.