السبت 01 فبراير 2025 الموافق 02 شعبان 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

هل مضاعفات الحمل هي الإنذار المبكر لإصابة الطفل بالتوحد؟.. دارسة تكشف الحقيقة

السبت 01/فبراير/2025 - 02:16 م
مضاعفات الحمل وإصابة
مضاعفات الحمل وإصابة الطفل بالتوحد.. أرشيفية


في حين أشارت العديد من الدراسات إلى وجود صلة بين الحالة الصحية للأم أثناء الحمل وخطر إصابة طفلها بـ التوحد، تظهر دراسة جديدة أن كل هذه "الارتباطات" تقريبًا يمكن تفسيرها بخلاف ذلك بعوامل مثل الجينات والتعرض للتلوث والوصول إلى الرعاية الصحية.

أظهرت الدراسة التي أجراها باحثون في مركز لانجون الصحي بجامعة نيويورك أن الحالات القليلة المرتبطة بالتوحد كانت في الواقع مضاعفات للجنين، مما دفع المؤلفين إلى الاعتقاد بأن هذه الأعراض كانت علامات مبكرة للتوحد لدى الطفل وليست سببًا له.

تفاصيل الدراسة

نُشرت الدراسة الجديدة في مجلة Nature Medicine على الإنترنت في 31 يناير، وتضمنت تحليلًا للتاريخ الطبي لأكثر من 1.1 مليون حالة حمل (من بين 600 ألف أم) من سجل وطني في الدنمارك.

على عكس السجلات الطبية في الولايات المتحدة، والتي غالبًا ما تكون متناثرة بين العديد من مقدمي الخدمات الطبية المختلفين الذين يراهم الفرد خلال حياته، في الدنمارك يتم توحيد جميع السجلات الصحية للفرد تحت رقم واحد صادر عن الحكومة، مما مكّن الباحثين من التحقق من كل امرأة لأكثر من 1700 تشخيص مميز كما هو محدد بالمعايير الدولية، والمعروفة باسم رموز ICD-10.

من هذه، ركز الباحثون تحليلهم على أولئك الذين تم تشخيصهم في 0.1٪ على الأقل من حالات الحمل (236 تشخيصًا).

بالنسبة للدراسة، قام الباحثون بتصحيح العوامل التي يمكن أن تربك، أو تقدم تفسيرًا بديلًا، للرابط بين التشخيص الذي تلقته المرأة وتشخيص إصابة الطفل بالتوحد.

وتشمل هذه العوامل الحالة الاجتماعية والديموغرافية وعمر الأم أثناء الحمل، حيث أن أطفال الأمهات الأكبر سنًا هم أكثر عرضة للإصابة بالتوحد، كما أن أمهاتهم أكثر عرضة لتلقي تشخيصات معينة، مثل ارتفاع ضغط الدم، مقارنة بنظيراتهن الأصغر سنًا.

بعد مراعاة هذه العوامل المربكة، فضلًا عن التشخيصات المتزامنة، كان هناك 30 عاملًا لا يزالون مرتبطين إحصائيًا بالتوحد لدى الطفل.

لتحديد ما إذا كانت هذه العوامل قد حدثت جنبًا إلى جنب مع التوحد بدلًا من التسبب فيه، أدرج الباحثون بعد ذلك أشقاء الأطفال المصابين بالتوحد في التحليل.

إذا تم تشخيص الأم بنفس الحالة أثناء حمل الأطفال المصابين بالتوحد وغير المصابين به، فإن هذا يشير إلى أن عوامل أخرى غير تشخيصها كانت تؤثر على الارتباط بالتوحد. 

وقد أدت هذه الخطوة إلى فصل الظروف التي يمكن أن تُعزى إلى عوامل عائلية، مثل الجينات والتعرض البيئي للتلوث، عن تلك التي قد تسبب التوحد.

يقول الباحثون إن الجينات هي عامل عائلي قوي (تفسير معقول) للتوحد، كما أن بعض الجينات التي تزيد من خطر إصابة شخص ما بالاكتئاب ترتبط ارتباطًا وثيقًا بإصابته بالتوحد.

إذا عانت امرأة من نوبة اكتئاب أثناء الحمل وكان طفلها مصابًا بالتوحد، فمن المرجح أن تشترك الأم والطفل في الجينات التي تسبب كلتا الحالتين، بدلًا من أن تكون التأثيرات الكيميائية للاكتئاب قد أثرت بطريقة ما على الجنين وتسبب التوحد أثناء النمو.

كما حلل الباحثون التاريخ الطبي للآباء، ومن المرجح أن يكون أي ارتباط بين تشخيص الأب والتوحد ناتجًا عن عوامل عائلية، لأن التأثيرات المباشرة للأب على الجنين بعد الحمل من المرجح أن تكون محدودة للغاية. 

في الواقع، لاحظ الباحثون أن الكثير من التشخيصات الأبوية مرتبطة بالتوحد عند الأطفال تمامًا مثل التشخيصات الأمومية.

بعد مراعاة العوامل العائلية، كان التشخيص الأمومي الوحيد الذي لا يزال مرتبطًا إحصائيًا بقوة بالتوحد هو مضاعفات الحمل المتعلقة بالجنين.