اعتلال الدماغ الناجم عن نقص الأكسجين.. ما هو؟
تشكل إصابات الدماغ أحد الأسباب الرئيسية للوفاة والإعاقة طويلة الأمد لدى الرضع، ومن بين أكثرها شيوعًا اعتلال الدماغ الناجم عن نقص الأكسجين والإقفار لدى حديثي الولادة.
يصيب اعتلال الدماغ الناجم عن نقص الأكسجين والإقفار واحدًا إلى 3 من كل 1000 ولادة حية سنويًا ويمثل 22% من وفيات الرضع في جميع أنحاء العالم.
السكتة الدماغية الإقفارية الشريانية أثناء الولادة أقل شيوعًا بقليل.
يمكن أن تؤثر كلتا الحالتين على الجهاز العصبي المركزي، مما يؤدي إلى إصابة الدماغ ونوبات الصرع بعد الولادة ويسبب مشاكل عصبية وتنموية في سنوات من حياة الطفل.
في حين أن اعتلال الدماغ الناجم عن نقص الأكسجين والإقفار والسكتة الدماغية الإقفارية الشريانية أثناء الولادة قد يبدوان متشابهين على الورق، يشير الباحثون وراء دراسة نُشرت في مجلة Pediatric Research إلى أن آلياتهما الأساسية مختلفة تمامًا.
يحدث اعتلال الدماغ الناجم عن نقص الأكسجين بسبب انخفاض عالمي في تدفق الدم والأكسجين في الدماغ، بينما تحدث السكتة الدماغية الإقفارية الشريانية أثناء الولادة بسبب جلطة تنتقل إلى أحد الأوعية الشريانية الرئيسية في الدماغ.
المعيار الحالي للرعاية لـ اعتلال الدماغ الناجم عن نقص الأكسجين هو عملية تبريد الدماغ العلاجية التي تهدف إلى إبطاء الضرر الخلوي والجزيئي والالتهاب الناجم عن نقص الأكسجين.
وباستخدام بيانات من تجربة سريرية كبيرة متعددة المراكز تبحث في التقدم المحرز في علاج نقص الأكسجين في الدم، شرع باحثون من العديد من مستشفيات الأطفال في الولايات المتحدة، بما في ذلك جيسيكا ويسنوفسكي، في استكشاف مدى تكرار حدوث نقص الأكسجين في الدم لدى الرضع الذين تم تشخيصهم بنقص الأكسجين في الدم.
كما سعوا أيضًا إلى ربط وجود السكتة الدماغية الإقفارية الشريانية أثناء الولادة بالخصائص السريرية مثل خطر الإصابة بالنوبات ومعدل الاعتلال الدماغي بعد إعادة تدفئة الدماغ ونتائج النمو العصبي في عمر السنتين.
تفاصيل الدراسة وأبرز النتائج
شملت بيانات الدراسة 473 رضيعًا تم تشخيص إصابتهم بـ اعتلال الدماغ الناجم عن نقص الأكسجين المعتدل أو الشديد في غضون ست ساعات من الولادة، والذين تم تسجيلهم في تجربة HEAL وتلقوا تصويرًا بالرنين المغناطيسي للدماغ.
توصل الباحثون إلى ما يلي:
أظهر 4% من الأطفال المصابين بـ اعتلال الدماغ الناجم عن نقص الأكسجين المتوسطة إلى الشديدة أدلة على وجود السكتة الدماغية الإقفارية الشريانية أثناء الولادة في صور الرنين المغناطيسي.
ثلاثة من أربعة أطفال مصابين بمتلازمة السكتة الدماغية الإقفارية الشريانية أثناء الولادة أصيبوا أيضًا بإصابة دماغية من نمط اعتلال الدماغ الناجم عن نقص الأكسجين وعانوا من مضاعفات أكثر شدة من أولئك الذين لا يعانون من متلازمة السكتة الدماغية الإقفارية الشريانية أثناء الولادة.
كانت النوبات أكثر شيوعًا عند الرضع المصابين بـ السكتة الدماغية الإقفارية الشريانية أثناء الولادة.
كان الأطفال الذين يعانون من السكتة الدماغية الإقفارية الشريانية أثناء الولادة أكثر عرضة للإصابة باعتلال دماغي مستمر متوسط أو شديد بعد خمسة أيام من العلاج مقارنة بالأطفال الذين لا يعانون من السكتة الدماغية الإقفارية الشريانية أثناء الولادة.
وعلى الرغم من العدد الكبير من الرضع المصابين بـ اعتلال الدماغ الناجم عن نقص الأكسجين، فإن 21 فقط منهم أصيبوا بـ السكتة الدماغية الإقفارية الشريانية أثناء الولادة، مما يحد من قدرة الباحثين على اكتشاف فروق ذات دلالة إحصائية في النتائج على مدى عامين.
وفي حين أحرز الباحثون تقدمًا في فهم المعدل الذي يحدث به كل من السكتة الدماغية الإقفارية الشريانية أثناء الولادة واعتلال الدماغ الناجم عن نقص الأكسجين معًا، إلا أن هناك حاجة إلى مزيد من البحث لفهم التوقيت الدقيق والسبب وراء حدوث هاتين الإصابتين المختلفتين في الدماغ عند الأطفال حديثي الولادة.
تتضمن التفسيرات المحتملة ما يلي:
تتشارك اعتلال الدماغ الناجم عن نقص الأكسجين والسكتة الدماغية الإقفارية الشريانية أثناء الولادة في عوامل الخطر المماثلة مثل التهاب المشيمة والسلى وأمراض المشيمة.
قد يتطلب اعتلال الدماغ الناجم عن نقص الأكسجين العلاج باستخدام ECMO، وهو في حد ذاته عامل خطر للإصابة بالسكتة الدماغية، وهو أكثر شيوعًا عند الرضع المصابين بـ السكتة الدماغية الإقفارية الشريانية أثناء الولادة.
قد يؤدي حدوث السكتة الدماغية الإقفارية الشريانية أثناء الولادة أثناء المخاض والولادة إلى ولادة أكثر صعوبة وإطالة أمدها، مما قد يزيد من خطر الإصابة بـ اعتلال الدماغ الناجم عن نقص الأكسجين.
وتظهر النتائج أهمية الدراسات واسعة النطاق في المساعدة على تحسين التدخلات الخاصة بإصابات الدماغ عند الأطفال حديثي الولادة.
يقول الدكتور ويسنوفسكي: " تؤكد هذه الدراسة على أهمية تصوير الدماغ بالرنين المغناطيسي في تحديد جميع أسباب إصابة الدماغ لدى الرضع الذين يخضعون لخفض حرارة الجسم العلاجي بسبب نقص الأكسجين في الدم، ونأمل أن يساعد هذا البحث في توجيه التشخيص والتقدم في العلاج لهذه الأسباب الرئيسية لوفاة الرضع والإعاقة طويلة الأمد".