الأحد 02 فبراير 2025 الموافق 03 شعبان 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

كيف تعطل الأورام الدبقية وظائف المخ؟

الأحد 02/فبراير/2025 - 01:00 ص
الورم الدبقي
الورم الدبقي


تقدم دراسة رؤى جديدة حول كيفية تسبب الأورام الدبقية، وهي أورام المخ العدوانية، في أعراض عصبية منهكة مثل النوبات والضعف الإدراكي.

الدراسة أجراها مختبر الدكتور بيتر كانول، بالتعاون مع باحثين في المركز الطبي إيرفينج التابع لجامعة كولومبيا، ومعهد زوكرمان، ومعهد إيرفينج لديناميكيات السرطان، إلى جانب العديد من الباحثين الآخرين في جامعات أخرى.

كيفية تسلل الأورام الدبقية

وقد نشرت الدراسة في مجلة Neuron، وتسلط الضوء على كيفية تسلل الأورام الدبقية إلى قشرة الدماغ، وتعطيل وظائف الخلايا العصبية، وتحفيز فرط الاستثارة، كما توضح أيضًا نهجًا علاجيًا سريعًا واعدًا لعكس هذه التأثيرات.

وباستخدام مجموعة من التقنيات والأدوات المتطورة، مثل التصوير ثنائي الفوتون داخل الجسم، قام الفريق بدراسة التغيرات العصبية في نموذج فأر مصاب بالورم الدبقي.

سمح هذا النهج برسم خرائط دقيقة في الوقت الفعلي للنشاط العصبي والتغيرات البنيوية في الدماغ.

وكشفت الدراسة أن الخلايا العصبية المرتبطة بالورم الدبقي تفقد اتصالات مشبكية بالغة الأهمية، وتظهر فرط الاستثارة، وتولد تفريغات صرعية استجابة للمثيرات الحسية الطبيعية.

ومن المثير للدهشة أن البحث أظهر أن عقارًا تجريبيًا، AZD8055، الذي يثبط مسار إشارات mTOR، يمكن أن يعكس هذه الاضطرابات العصبية في غضون 6 ساعات فقط من العلاج.

وقال الدكتور كانول: "لا تسلط هذه الدراسة الضوء على الآليات التي تؤدي إلى الخلل الوظيفي الناجم عن الورم الدبقي فحسب، بل تظهر أيضًا أن الجوانب الرئيسية لهذا الضرر يمكن عكسها بسرعة".

ويضيف الدكتور كانول: "بالإضافة إلى ذلك، يوفر نموذج الفأر التجريبي الجديد الذي طورناه طريقة قوية لدراسة تأثيرات النشاط الناتج عن التحفيز على نمو الورم الدبقي، ويهتم العديد من الباحثين في مجال علم الأعصاب السرطاني بفهم كيفية تأثير النشاط العصبي على نمو الورم، يوفر نموذجنا طريقة فسيولوجية ذات صلة لتحفيز النشاط العصبي بشكل مباشر في الورم ومراقبة التأثير على كل من خلايا الورم والخلايا العصبية".

وفي حين اعتمدت هذه الدراسة على التصوير الفوتوني المزدوج داخل الجسم الحي لتحقيق نتائجها الرائدة، فمن المخطط إجراء أبحاث مستقبلية للاستفادة من الأدوات المتقدمة، بما في ذلك نظام التصوير المقطعي الفوتوني المزدوج المتوفر في معهد زوكرمان ومعهد IICD.

ومن المتوقع أن يوفر هذا النظام، الذي يسمح للباحثين بتصوير عينات الأورام وتوضيح تفاصيلها بدقة عالية، رؤى مهمة حول التغيرات العصبية على الهامش التسللي للأورام.

وقال الدكتور كانول: "تجري الدراسات حاليًا لاستخدام هذه المعدات في الأبحاث المتابعة، حيث نهدف إلى التحقيق في كيفية تفاعل الخلايا السرطانية مع الهياكل العصبية على مستوى أعمق".

وتؤكد النتائج أيضًا على إمكانات مثبطات mTOR كأهداف علاجية وتقدم نموذجًا تجريبيًا جديدًا لدراسة كيفية تأثير النشاط العصبي على تطور الورم، ويعكس هذا العمل القوة التعاونية للبحث متعدد التخصصات، والذي يجمع بين الخبراء في علم الأمراض وجراحة الأعصاب وعلم الأعصاب وعلم الأحياء الأنظمة وتقنيات التصوير المتقدمة.

تمثل الدراسة خطوة مهمة إلى الأمام في فهم ومعالجة المضاعفات العصبية المدمرة للأورام الدبقية، مع إمكانية تحسين العلاجات ونتائج المرضى.