الخميس 26 ديسمبر 2024 الموافق 25 جمادى الثانية 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

نتائج واعدة لـ علاج الورم الأرومي الدبقي

الأحد 01/ديسمبر/2024 - 03:00 ص
 الورم الأرومي الدبقي
الورم الأرومي الدبقي


نجح باحثون في تحديد جزيء صغير يسمى الجليوسيدين يقتل خلايا الورم الأرومي الدبقي دون الإضرار بالخلايا السليمة، وهو ما قد يوفر طريقا علاجيا جديدا لهذا الورم الدماغي العدواني.

الورم الأرومي الدبقي

يظل الورم الأرومي الدبقي أحد أكثر أورام المخ الأولية فتكًا، حيث تفشل العلاجات الحالية في تحسين معدلات بقاء المرضى بشكل كبير.

يصعب علاج الورم الأرومي الدبقي لعدة أسباب.

يتكون الورم من العديد من أنواع الخلايا المختلفة، مما يجعل من الصعب على العلاجات استهدافها جميعًا بشكل فعال.

إن التغيرات الجينية في السرطان قليلة بحيث لا يمكن للأدوية استهدافها، كما أن الورم يخلق بيئة تضعف استجابة الجسم المناعية ضده، وحتى وضع الأدوية بالقرب من الأهداف في الدماغ يشكل تحديًا كبيرًا لأن الحاجز الدموي الدماغي الواقي يمنع دخول معظم العلاجات الدوائية المحتملة.

في دراسة نشرت في مجلة Nature بعنوان "الجليوسيدين هو دواء أولي يحاكي النيكوتيناميد ويستهدف الورم الأرومي الدبقي"، أجرى الفريق فحصًا عالي الإنتاجية لأكثر من 200000 مركب كيميائي لتحديد إمكانات العلاج في خلايا الورم الأرومي الدبقي النموذجية للفأر.

ظهر الجليوسيدين كمركب سام بشكل انتقائي لخلايا الورم الأرومي الدبقي مع تجنيب الخلايا السليمة.

للتحقق من آلية عمل الجليوسيدين، أجرى الباحثون فحصًا لإلغاء جين CRISPR-Cas9 على مستوى الجينوم لتحديد الجينات التي تؤثر على فعالية الجليوسيدين ضد خلايا الورم الأرومي الدبقي.

اكتشف الباحثون أن الجليوسيدين يستغل ضعفًا معينًا في الآلية الجزيئية للورم الأرومي الدبقي عن طريق منع إنزيم يُعرف باسم إينوزين مونوفوسفات ديهيدروجينيز 2 (IMPDH2) بشكل غير مباشر. يؤدي هذا التثبيط إلى تقليل مستويات نوكليوتيدات الجوانين داخل الخلايا، مما يتسبب في اختلال توازن النوكليوتيدات، وإجهاد تكرار الحمض النووي، وفي النهاية يؤدي إلى موت الخلايا السرطانية.

يبدأ الجليوسيدين كمادة أولية غير نشطة يحولها الجسم إلى شكلها النشط، جليوسيدين أدينين ثنائي النوكليوتيد (GAD)، باستخدام إنزيم نيكوتيناميد نوكليوتيد أدينيل ترانسفيراز 1 (NMNAT1). بمجرد تنشيطه، يرتبط GAD بـ IMPDH2، مما يغير شكله ويمنع نشاطه التفاعلي المعتاد.

وقد أظهرت التجارب التي أجريت على الفئران داخل الجسم الحي أن الجليوسيدين قادر على اختراق حاجز الدم في المخ، وإبطاء نمو الورم بشكل فعال، وإطالة عمر الفئران، وعند الجمع بينه وبين عقار العلاج الكيميائي تيموزولوميد (الذي يحفز التعبير عن NMNAT1)، أدى العلاج إلى تحسين معدلات البقاء على قيد الحياة بشكل ملحوظ.

ولم تفقد الفئران المعالجة أي وزن، ولم تكشف اختبارات الدم وفحوصات الأعضاء الرئيسية عن أي مشاكل كبيرة، وظلت الأنظمة المناعية للفئران سليمة.

يقدم العلاج الآمن والفعال في الفئران الجليوسيدين كدواء أولي واعد مع القدرة على تحسين نتائج البقاء على قيد الحياة للمرضى الذين يعانون من الورم الأرومي الدبقي، مما يجعله مرشحًا واضحًا للتجارب السريرية المستقبلية.