الأربعاء 05 فبراير 2025 الموافق 06 شعبان 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

ما العلاقة بين الكوليسترول الحميد وخطر الجلوكوما؟.. نتائج مثيرة للدهشة!

الأربعاء 05/فبراير/2025 - 05:30 م
الجلوكوما.. أرشيفية
الجلوكوما.. أرشيفية


تشير نتائج دراسة مراقبة كبيرة نُشرت عبر الإنترنت في المجلة البريطانية لطب العيون إلى أن الكوليسترول "الجيد" (HDL)، والذي يُعتبر عادةً مفيدًا للصحة، قد يكون مرتبطًا بارتفاع خطر الإصابة بحالة العين الخطيرة، الجلوكوما - على الأقل بين الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 55 عامًا.

الكوليسترول وعلاقته بالجلوكوما

ومن عجيب المفارقات أن الكوليسترول "الضار" (LDL)، والذي يُعتبر عادةً ضارًا بالصحة، قد يكون مرتبطًا بانخفاض خطر الإصابة بالجلوكوما، وهي حالة تلحق الضرر بالعصب البصري، مما قد يؤدي إلى فقدان البصر بشكل لا رجعة فيه أو العمى التام.

تتحدى النتائج الحكمة الموروثة حول ما قد يساعد ويعرقل صحة العين، وتشير إلى أنه قد تكون هناك حاجة إلى إعادة التفكير في كيفية علاج المرضى الذين يعانون من ارتفاع الدهون في الدم والذين هم معرضون لخطر الجلوكوما، كما يقول الباحثون.

وقد ارتبطت مستويات عالية بشكل غير طبيعي من الدهون المتداولة (الدهون) في مجرى الدم بأمراض العين، مثل الضمور البقعي واعتلال الشبكية السكري. 

كما أشارت الأبحاث المنشورة مؤخرًا إلى وجود صلة بالجلوكوما، لكن النتائج كانت غير متسقة، وليس من الواضح أي نوع من الدهون قد يكون الأكثر تأثيرًا، كما أضافوا.

لتعزيز قاعدة الأدلة، استعان الباحثون بـ 400229 مشاركًا تتراوح أعمارهم بين 40 و69 عامًا في دراسة البنك الحيوي في المملكة المتحدة.

وقد ملأوا جميعًا استبيانًا، وأُجريت معهم مقابلات، وخضعوا لمجموعة قياسية من اختبارات الدم، بما في ذلك تلك لقياس الدهون في الدم.

تم تتبع صحتهم لمدة 14 عامًا في المتوسط، وخلال هذه الفترة أصيب 6868 (حوالي 2٪) منهم بالجلوكوما.

وبالمقارنة مع المشاركين الذين لم يصابوا بالجلوكوما، فإن أولئك الذين أصيبوا بالجلوكوما كانوا يميلون إلى أن يكونوا أكبر سنًا، ومن عرق غير أبيض. 

وكان لديهم مستويات أعلى من الكوليسترول الحميد، ولكن مستويات أقل من الكوليسترول الضار، ونسبة أعلى من الخصر إلى الورك (مؤشر على السمنة المركزية).

وكانوا أيضًا أكثر عرضة للتدخين السابق، وتناول الستاتينات، وكان لديهم انتشار أعلى لمرض السكري، وارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب والأوعية الدموية.

لكن تحليل نتائج فحص الدم أظهر أن المستويات الأعلى من الكوليسترول الحميد كانت مرتبطة بارتفاع خطر الإصابة بالجلوكوما، في حين ارتبطت المستويات الأعلى من الكوليسترول الضار، والكوليسترول الكلي، والدهون الثلاثية بانخفاض الخطر.

كان أولئك الذين لديهم أعلى مستوى من الكوليسترول الحميد في مجرى الدم أكثر عرضة للإصابة بالجلوكوما بنسبة 10٪ من أولئك الذين لديهم أدنى مستوى، مع كل زيادة (انحراف معياري) مرتبطة بخطر أعلى بنسبة 5٪.

وبالمثل، كان المشاركون الذين لديهم أعلى مستويات من الكوليسترول الضار والدهون الثلاثية أقل عرضة للإصابة بالجلوكوما بنسبة 8٪ و14٪ على التوالي من أولئك الذين لديهم أدنى المستويات.

وقد أدى كل زيادة (انحراف معياري) في كوليسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة، والكوليسترول الكلي، والدهون الثلاثية إلى خفض المخاطر بنسبة 4%، و3%، و4% على التوالي.

ولكن هذه الارتباطات الملحوظة استمرت فقط بين أولئك الذين تزيد أعمارهم عن 55 عامًا، ولم يُلاحظ أي ارتباط كبير بين أولئك الذين تتراوح أعمارهم بين 40 و55 عامًا؛ كما تأثرت النتائج بالجنس ونوع الجلوكوما.

وضع الباحثون درجة مخاطر متعددة الجينات - وهو رقم يوفر مقياسًا شخصيًا للحساسية الوراثية للأمراض من خلال الجمع بين معلومات المخاطر الجينية من جميع أنحاء الجينوم.

أظهر هذا أن كل خطر وراثي إضافي كان مرتبطًا بزيادة احتمالات الإصابة بالجلوكوما بنسبة 5%. ولكن لم تكن هناك ارتباطات فردية كبيرة بين كوليسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة، أو الكوليسترول الكلي، أو الدهون الثلاثية والجلوكوما.

هذه دراسة مراقبة، وبالتالي، لا يمكن استخلاص استنتاجات قاطعة حول السبب والنتيجة، ويعترف الباحثون بالعديد من القيود على نتائجهم، بما في ذلك عدم أخذ عينات الدم بعد الصيام وفي نقطة زمنية واحدة فقط.

ولكنهم يشيرون إلى أن هذه النتائج تتحدى النماذج الحالية حول الكوليسترول "الجيد" و"الضار" فيما يتعلق بصحة العين، وقد يدفع هذا إلى إعادة تقييم استراتيجيات إدارة الدهون لدى المرضى المعرضين لخطر الإصابة بالجلوكوما".

ويخلصون إلى أن كوليسترول البروتين الدهني مرتفع الكثافة كان يُنظر إليه على أنه "الكوليسترول الجيد" لمدة سبعة عقود. 

ومع ذلك، توضح هذه الدراسة أن المستويات العالية منه لا ترتبط باستمرار بنتيجة تشخيصية مواتية، وهناك حاجة إلى مزيد من الدراسات للتحقيق في الآليات وراء هذه الارتباطات.