السبت 08 فبراير 2025 الموافق 09 شعبان 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

اختبار دم جديد لتشخيص عدوى العفن الغازية

السبت 08/فبراير/2025 - 09:00 ص
اختبار دم
اختبار دم


بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، فإن العفن الشائع الكامن في البيئة، في التربة، أو على طول الجدران الرطبة، يمكن أن يسبب عدوى خطيرة في أعماق الجسم.

يمكن أن تصبح عدوى العفن الغازية هذه قاتلة بسرعة دون علاج، ومع ذلك يصعب تشخيصها دون إجراءات جراحية مثل خزعة الأنسجة.

اختبار دم لتشخيص العفن الغازي

الآن، يقدم اختبار دم تم تطويره في كلية طب ستانفورد طريقة أكثر أمانًا وسرعة لتشخيص مرض العفن الغازي.

في دراسة جديدة نُشرت في مجلة Clinical Infectious Diseases، وجد الباحثون أن اختبار الدم، الذي يكتشف المادة الوراثية من العفن، يمكن أن يحل محل الاختبارات الغازية في معظم الحالات.

قال الدكتور نياز بانايي، المؤلف الرئيسي للدراسة: "نحن جميعًا نستنشق بضعة آلاف من جراثيم العفن يوميًا، وبينما تكون أنظمتنا المناعية سليمة، لا يحدث لنا أي شيء".

عندما تضعف دفاعات المناعة، كما هو الحال في المرضى الذين خضعوا لعمليات زرع أعضاء ويتناولون أدوية مثبطة للمناعة والمرضى الذين يخضعون للعلاج الكيميائي، فإن العفن يمكن أن يستقر داخل الجسم، وفي أغلب الأحيان في الرئتين.

ويقدر بانايي أن 5% إلى 10% من هؤلاء المرضى يصابون بمرض العفن الغازي.

تظهر هذه العدوى سريعة التطور غالبًا على شكل آفات في التصوير المقطعي المحوسب.

طرق التشخيص

تتطلب الطريقة التقليدية لتشخيص هذه العدوى الحصول على عينة من العفن، إما من خزعة الأنسجة أو غسل القصبات الهوائية، حيث يتم إدخال منظار إلى الرئتين لغسل مجاري الهواء بمحلول ملحي، ثم يتم التعرف على عينة العفن في المختبر لتحديد الأدوية المضادة للفطريات المناسبة.

وقال بانايي: "إن العديد من المرضى الذين يعانون من ضعف المناعة ليسوا في حالة مستقرة بما يكفي للخضوع لهذه الإجراءات الجراحية، وبالتالي لا يمكنهم الحصول على تشخيص دقيق". وهذا قد يعني تأخير العلاج الفعال".

الكشف عن الحمض النووي للعفن

على مدى سنوات، عمل بانايي وزملاؤه على تطوير بديل غير جراحي، وهو اختبار دم يمكنه الكشف عن شظايا صغيرة من الحمض النووي للعفن التي تسربت إلى مجرى الدم.

وقد أظهرت التقنية الأساسية، المعروفة باسم تفاعل البوليميراز المتسلسل للحمض النووي الخالي من الخلايا، والتي يشار إليها أحيانًا باسم الخزعة السائلة، نتائج واعدة في الكشف عن أنواع أخرى من العدوى، فضلًا عن السرطان.

تم إطلاق اختبار الدم الجديد لعدوى العفن في Stanford Health Care في أواخر عام 2020.

حسّن الباحثون البروتوكولات لجمع عينات الدم واستخراج الحمض النووي والكشف بدقة عن مجموعة من أنواع العفن الشائعة، ثم أصبح الاختبار جاهزًا للمقارنة المباشرة مع الاختبارات التقليدية.

وفي الدراسة الجديدة، استعرض فريق البحث 506 حالات خضع فيها مريض يشتبه في إصابته بمرض العفن لاختبار الدم واختبار جراحي في غضون أسبوع تقريبًا، وكان أغلب المرضى يعانون من ضعف المناعة.

عندما تم تقييم نتائج الاختبار على أساس معايير التشخيص القياسية لمرض العفن الغازي، أعطى كلا الاختبارين نفس التشخيص بنسبة 88.5٪ من الوقت.

وقال بانايي: "إن هذه الدراسة دليل على أنك لست بحاجة إلى متابعة الاختبار الجراحي، ففي الغالبية العظمى من الأحيان، يمكنك أن تتوقع أن تكون النتيجتان متطابقتين"، وهذا يعني أنه يمكن تجنيب معظم المرضى خطر الإجراء الجراحي.

وقال إن اختبار الدم كان أكثر عرضة لتفويت اكتشاف عدوى العفن في الجيوب الأنفية أو في الأطراف، لذا فإن العدوى المشتبه بها في هذه المواقع لا تزال تستحق إجراء خزعة الأنسجة.

ومن الأهمية بمكان أن الاختبار الجديد يسمح بتشخيص وعلاج أسرع، وهو ما ثبت أنه يحسن نتائج المرضى.

فالوقت المستغرق لإجراء فحص الدم هو يوم واحد، في حين أن الإجراءات الجراحية تستغرق عادة عدة أيام إلى أسابيع لتحديد موعد وإرجاع النتائج.