الإثنين 10 فبراير 2025 الموافق 11 شعبان 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

اكتشاف آلية في المخ تساعد في التغلب على الخوف.. كيف هذا؟

الإثنين 10/فبراير/2025 - 12:00 ص
الخوف
الخوف


كشف باحثون في مركز سينسبري ويلكوم، بجامعة كوليدج لندن، عن الآليات الدماغية الدقيقة التي تمكن الحيوانات من التغلب على المخاوف الغريزية.

قد يكون للدراسة التي أجريت على الفئران، والتي نُشرت في مجلة ساينس، آثار على تطوير علاجات للاضطرابات المرتبطة بالخوف مثل الرهاب والقلق واضطراب ما بعد الصدمة (PTSD).

قام فريق البحث، بقيادة الدكتورة سارة ميدروس والأستاذة سونيا هوفر، برسم خريطة لكيفية تعلم الدماغ قمع الاستجابات للتهديدات المتصورة التي تثبت عدم ضررها بمرور الوقت.

وبحسب موقع ميديكال إكسبريس، يوضح الدكتور ميدروس، زميل الأبحاث في مختبر هوفر: "يولد البشر بردود أفعال خوف غريزية، مثل الاستجابة للأصوات العالية أو الأجسام التي تقترب منهم بسرعة".

وأضاف أنه "مع ذلك، يمكننا التغلب على هذه الاستجابات الغريزية من خلال الخبرة، مثل الأطفال الذين يتعلمون الاستمتاع بالألعاب النارية بدلًا من الخوف من أصواتها الصاخبة، وقد أردنا أن نفهم الآليات الدماغية التي تكمن وراء مثل هذه الأشكال من التعلم".

تفاصيل الدراسة

باستخدام نهج تجريبي مبتكر، درس الفريق الفئران التي تعرضت لظل متوسع من الأعلى يحاكي حيوانًا مفترسًا يقترب من الجو.

في البداية، بحثت الفئران عن مأوى عند مواجهة هذا التهديد البصري.

ومع ذلك، مع التعرض المتكرر وعدم وجود خطر حقيقي، تعلمت الفئران البقاء هادئة بدلًا من الهروب، مما يوفر للباحثين نموذجًا لدراسة قمع استجابات الخوف.

استنادًا إلى العمل السابق في مختبر هوفر، عرف الفريق أن منطقة من الدماغ تسمى النواة الركبية البطنية الجانبية (vLGN) يمكنها قمع ردود الفعل الخوفية عندما تكون نشطة وكانت قادرة على تتبع المعرفة بالتجربة السابقة للتهديد.

تتلقى النواة الركبية البطنية الجانبية أيضًا مدخلات قوية من المناطق البصرية في القشرة المخية، لذلك استكشف الباحثون ما إذا كان لهذا المسار العصبي دور في تعلم عدم الخوف من التهديد البصري.

كشفت الدراسة عن عنصرين رئيسيين في عملية التعلم هذه، هما: مناطق محددة من القشرة البصرية أثبتت أنها ضرورية لعملية التعلم، وبنية في الدماغ تسمى النواة الركبية البطنية الجانبية (vLGN) تخزن هذه الذكريات الناجمة عن التعلم.

وقال الدكتور ميدروس: "لقد وجدنا أن الحيوانات فشلت في تعلم كيفية قمع استجاباتها للخوف عندما تم تعطيل مناطق بصرية محددة في القشرة المخية. ومع ذلك، بمجرد أن تعلمت الحيوانات بالفعل كيفية التوقف عن الهروب، لم تعد القشرة المخية ضرورية".

ويقول البروفيسور هوفر، المؤلف الرئيسي للدراسة: "إن نتائجنا تتحدى وجهات النظر التقليدية حول التعلم والذاكرة".

وأضاف: "في حين اعتُبرت القشرة المخية منذ فترة طويلة المركز الأساسي للتعلم والذاكرة والمرونة السلوكية في الدماغ، فقد وجدنا أن الشبكة العصبية تحت القشرية وليس القشرة البصرية هي التي تخزن هذه الذكريات الحاسمة، ويمكن لهذا المسار العصبي أن يوفر رابطًا بين العمليات الإدراكية القشرية الحديثة والسلوكيات المبرمجة التي تتوسطها جذع الدماغ، مما يمكن الحيوانات من تكييف السلوكيات الغريزية".

كما اكتشف الباحثون الآليات الخلوية والجزيئية وراء هذه العملية.

يحدث التعلم من خلال زيادة النشاط العصبي في الخلايا العصبية المحددة في vLGN، والتي يتم تحفيزها عن طريق إطلاق endocannabinoids - جزيئات الرسائل الداخلية في الدماغ المعروفة بتنظيم الحالة المزاجية والذاكرة.

يؤدي هذا الإصدار إلى تقليل المدخلات المثبطة لخلايا عصبية vLGN، مما يؤدي إلى زيادة النشاط في هذه المنطقة من الدماغ عند مواجهة حافز التهديد البصري، مما يؤدي إلى قمع استجابات الخوف.

وتمتد آثار هذا الاكتشاف إلى ما هو أبعد من المختبر.

ويوضح البروفيسور هوفر: "قد تساعدنا نتائجنا أيضًا في تعزيز فهمنا لما يحدث خطأ في الدماغ عندما يضعف تنظيم استجابة الخوف في حالات مثل الرهاب والقلق واضطراب ما بعد الصدمة، وفي حين أن ردود الفعل الغريزية للخوف من الحيوانات المفترسة قد تكون أقل أهمية بالنسبة للبشر المعاصرين، فإن مسار الدماغ الذي اكتشفناه موجود لدى البشر أيضًا".

وقال: "قد يفتح هذا آفاقًا جديدة لعلاج اضطرابات الخوف من خلال استهداف دوائر vLGN أو أنظمة endocannabinoid الموضعية".

ويخطط فريق البحث الآن للتعاون مع الباحثين السريرييين لدراسة هذه الدوائر الدماغية لدى البشر، على أمل تطوير علاجات جديدة ومستهدفة في يوم من الأيام لاستجابات الخوف غير التكيفية واضطرابات القلق.