هل يؤدي ارتفاع مستويات هرمون الأدرينوميدولين إلى تعزيز مقاومة الأنسولين المرتبطة بالسمنة؟
![مقاومة الأنسولين]( /UploadCache/libfiles/3/9/600x338o/97.jpeg)
يعمل هرمون الأدرينوميدولين (ADM) على تثبيط إشارات الأنسولين في الخلايا البطانية، مما يساهم في مقاومة الأنسولين المرتبطة بالسمنة، وفقًا لبحث أجراه معهد ماكس بلانك لأبحاث القلب والرئة في ألمانيا.
تشير النتائج إلى أن المستويات المرتفعة من الأدرينوميدولين في البلازما تضعف وظيفة مستقبلات الأنسولين في الخلايا البطانية، مما يؤدي إلى انخفاض توصيل الأنسولين الوعائي ومقاومة الأنسولين الجهازية.
![](/Upload/libfiles/4/8/714.jpg)
السمنة والسكري
وذكر موقع ميديكال إكسبريس أن السمنة هي عامل خطر رئيسي لمرض السكري من النوع 2، حيث تلعب مقاومة الأنسولين دورًا محوريًا في تطور المرض.
تعتمد أفعال الأنسولين الأيضية على نقله عبر البطانة، حيث يزيد من تدفق الدم ويسهل امتصاص العناصر الغذائية في الأنسجة المستهدفة.
تظل مقاومة الأنسولين البطانية، التي كانت مرتبطة سابقًا بالسمنة، غير مفهومة تمامًا.
في الدراسة التي نشرت في مجلة Science، "مقاومة الأنسولين البطانية التي يسببها هرمون ADM تتوسط الإصابة بمرض السكري المرتبط بالسمنة"، قام الباحثون بفحص دور هرمون الأدرينوميدولين، وهو هرمون ببتيدي يتميز بمستويات بلازما متزايدة لدى البشر والفئران المصابين بالسمنة.
ارتبطت مستويات هرمون الأدرينوميدولين في البلازما بالسمنة ومرض السكري من النوع 2 لدى كل من البشر والفئران، وباستخدام الخلايا البطانية البشرية، وجدوا أن هرمون الأدرينوميدولين يثبط فسفرة مستقبلات الأنسولين عبر بروتين تيروزين فوسفاتيز 1B، مما يقلل من إشارات الأنسولين.
في الجسم الحي، قام الباحثون بهندسة فئران معطلة خاصة بالخلايا البطانية - إما تفتقر إلى G s (عبر حذف جين Ga s ) أو مستقبل ADM (CALCRL) - وتحدوها بنظام غذائي عالي الدهون.
وبالرغم من إصابتها بالسمنة، أظهرت هذه الفئران الخاضعة لتعديل الجين تحسنات مذهلة في تحمل الجلوكوز وتعزيز إشارات الأنسولين في العضلات الهيكلية والأنسجة الدهنية.
كشفت عمليات إزالة هرمون الأدرينوميدولين المنفصلة في الخلايا الدهنية أن الخلايا الدهنية هي المصدر الرئيسي لارتفاع مستوى الهرمون في البلازما لدى الفئران البدينات.
على المستوى الجزيئي، يحفز هرمون الأدرينوميدولين إشارات مقترنة بـ G s- مما يرفع مستويات cAMP وينشط بروتين كيناز A (PKA)، ثم يقوم PKA بفسفوريل PTP1B على السيرين 205، مما يزيد من نشاط الفوسفاتاز.
تعمل وظيفة الفوسفاتاز المرتفعة هذه على إزالة الفسفرة من مستقبل الأنسولين على بقايا التيروزين الحرجة، مما يقلل من إشارات مستقبل الأنسولين داخل الخلايا البطانية.
وقد أشارت فحوصات الفوسفورية عالية الدقة إلى أن السيرين 205 في PTP1B هو الموقع الرئيسي الذي يتم فسفرته بواسطة PKA.
وقد أدى تحوير هذا الموقع إلى منع قدرة هرمون الأدرينوميدولين على إضعاف إشارات الأنسولين، مما أدى بشكل قاطع إلى إثبات فسفرة S205 باعتبارها المفتاح لهذه العملية.
يرتبط عامل المكمل H، والذي يوجد أيضًا بمستويات مرتفعة في السمنة، بـ هرمون الأدرينوميدولين ويعزز تنشيط مستقبلاته في الخلايا البطانية، مما يزيد من تأثيرات إزالة حساسية الأنسولين.
كما اختبر الباحثون نهجًا دوائيًا عن طريق إعطاء ببتيد مضاد لمستقبلات ADM، ADM(24-50)، لفئران بدينة مقاومة للأنسولين.
وقد نجح هذا العلاج في استعادة حساسية الأنسولين والتحكم في الجلوكوز جزئيًا، مما يسلط الضوء على زاوية علاجية محتملة لخلل التمثيل الغذائي المرتبط بالسمنة.
وبالتوازي مع ذلك، تكشف بيانات المرضى عن مستويات مرتفعة مماثلة من هرمون الأدرينوميدولين وعامل المكمل H في البلازما والتي ترتبط بمؤشر كتلة الجسم، مما يعزز الأهمية الترجمية لهذه النتائج لمقاومة الأنسولين المرتبطة بالسمنة لدى البشر.
حددت الدراسة مقاومة الأنسولين البطانية الناجمة عن هرمون الأدرينوميدولين كآلية تساهم في الإصابة بمرض السكري من النوع 2 المرتبط بالسمنة، وهو ما يمثل اكتشافًا مهمًا في التقدم في الفهم السببي للمرض.
وتوصلت التجارب في إطار البحث إلى أنه من الممكن عكس مقاومة الأنسولين عندما يتم حظر إشارات هرمون الأدرينوميدولين، مما يشير إلى أهداف علاجية محتملة للاضطرابات الأيضية المرتبطة بالسمنة.