دراسة: مقاومة الأنسولين مرتبطة بـ31 مرضا والوفاة المبكرة لدى النساء
ترتبط مقاومة الأنسولين بنحو 31 مرضًا مختلفًا، كما أنها ترتبط لدى النساء بارتفاع احتمالات الوفاة المبكرة.
جاء ذلك وفقًا لدراسة أجريت على بيانات مئات الآلاف من الأشخاص في المملكة المتحدة وتم تقديمها في الاجتماع السنوي للجمعية الأوروبية لدراسة مرض السكري (EASD) في مدريد، إسبانيا.
وسيستمع المؤتمر إلى أدلة دامغة على وجود ارتباط بين مقاومة الأنسولين وحالات متنوعة مثل مرض باركنسون والنقرس وعرق النسا، وفق ما نشره موقع ميديكال إكسبريس.
مقاومة الإنسولين
مقاومة الأنسولين، عندما لا تستجيب خلايا الجسم للأنسولين بشكل صحيح ولا تستطيع امتصاص الجلوكوز بسهولة من الدم، هي سمة أساسية لمرض السكري من النوع 2.
لم يتم فهم أسباب مقاومة الأنسولين بشكل كامل ولكن يُعتقد أن الوزن الزائد وقلة النشاط البدني هما العاملان الرئيسيان المساهمان.
كما أن مقاومة الأنسولين تشكل عامل خطر للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
ومع ذلك، لا يُعرف الكثير عن تأثيرها الأوسع على الصحة.
ولمعرفة المزيد، قامت جينج وو، من قسم الغدد الصماء في مستشفى مقاطعة شاندونج، كلية تشيلو للطب، جامعة شاندونج، جينان، الصين، وزملاؤها بتحليل البيانات من البنك الحيوي البريطاني، الذي يحتفظ بالمعلومات الوراثية والطبية ونمط الحياة المقدمة من أكثر من 500 ألف شخص في المملكة المتحدة.
شملت الدراسة 429،159 مشاركًا (231،033 امرأة و198،126 رجلًا) تتراوح أعمارهم بين 40 و69 عامًا. واستُخدمت مستويات السكر والدهون في الدم، بما في ذلك الكوليسترول، لحساب مؤشر TyG لكل مشارك - وهو مقياس لمقاومة الأنسولين.
تراوحت درجات مؤشر TyG من 5.87 إلى 12.46 وحدة، بمتوسط قراءة 8.71 وحدة، وكان المشاركون الذين حصلوا على درجة TyG أعلى، وبالتالي درجة أعلى من مقاومة الأنسولين في بداية الدراسة، يميلون إلى أن يكونوا من الرجال، وكبار السن، وأقل نشاطًا، ومدخنين، ويعانون من السمنة.
ومن خلال متابعة صحة المشاركين لمدة متوسطة تصل إلى 13 عاما، تمكن الباحثون من ربط مقاومة الأنسولين بـ31 مرضا.
مقاومة الإنسولين مرتبطة ببعض الأمراض
ارتبطت مقاومة الأنسولين بارتفاع خطر الإصابة بـ 26 من هذه الأمراض، بما في ذلك اضطرابات النوم، والالتهابات البكتيرية، والتهاب البنكرياس، مع ارتباط الدرجة الأعلى من مقاومة الأنسولين بارتفاع احتمالية الإصابة بهذه الحالة.
وعلى وجه التحديد، ارتبطت كل زيادة بمقدار وحدة واحدة في مقاومة الأنسولين بزيادة خطر الإصابة باضطرابات النوم بنسبة 18%، وزيادة خطر الإصابة بالعدوى البكتيرية بنسبة 8%، وزيادة خطر الإصابة بالتهاب البنكرياس بنسبة 31%.
كما ارتبطت مقاومة الأنسولين بانخفاض خطر الإصابة بخمسة أمراض، بما في ذلك فقر الدم (انخفاض في الخطر بنسبة 6٪)، ومرض باركنسون (-16٪)، وهشاشة العظام (-13٪). (تشير جميع النسب المئوية لخطر الإصابة بالأمراض إلى التغير في الخطر المرتبط بزيادة وحدة واحدة في مقاومة الأنسولين.)
وكانت العلاقة بين مقاومة الأنسولين ومرض السكري (+166% أو 2.66 مرة أعلى من المخاطر)، والنقرس وخلل شحميات الدم (مستويات غير صحية من الدهون في الدم، +61%) والاضطرابات ذات الصلة قوية بشكل خاص.
وقد تم توثيق بعض الارتباطات، مثل تلك الموجودة بين مقاومة الأنسولين وارتفاع خطر الإصابة بالسمنة (ارتفاع الخطر بنسبة 7٪) وارتفاع ضغط الدم (+ 21٪) ومرض القلب الإقفاري (+ 24٪)، من قبل.
وكانت الارتباطات الأخرى، مثل تلك الموجودة بين مقاومة الأنسولين والنقرس، ومرض باركنسون والعرق النسا، جديدة على العلم.
وتقول وو: "لقد وجدنا أن كل وحدة زيادة في مقاومة الأنسولين تزيد من خطر الإصابة بالنقرس بنسبة 65% ولكنها تقلل من خطر الإصابة بمرض باركنسون بنسبة 16%، بالإضافة إلى ذلك، فإن كل وحدة زيادة في مقاومة الأنسولين ترتبط بزيادة احتمال الإصابة بعرق النسا بنسبة 10%".
مقاومة الإنسولين والوفاة
ثم نظر الباحثون إلى العلاقة بين مقاومة الأنسولين والوفاة لأي سبب.
وفي هذا التحليل، نظروا إلى الذكور والإناث بشكل منفصل.
وأظهر هذا أن مقاومة الأنسولين مرتبطة بالوفاة لأي سبب لدى الإناث، ولم يتم العثور على أي ارتباط لدى الذكور.
أما بالنسبة للإناث، فقد ارتبطت كل وحدة زيادة في مقاومة الأنسولين بزيادة خطر الوفاة بنسبة 11% خلال فترة الدراسة.
وأكد تحليل البيانات في الدراسات الموجودة والتي تضمنت بيانات عن مقاومة الأنسولين والصحة هذه النتائج.
وتقول وو: "لقد أظهرنا أنه من خلال تقييم درجة مقاومة الأنسولين، من الممكن تحديد الأفراد المعرضين لخطر الإصابة بالسمنة وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والنقرس وعرق النسا وبعض الأمراض الأخرى، وهذا يوفر الأساس لتدابير التدخل المبكر للحد من خطر الإصابة بالمرض، كما يقدم أفكارًا جديدة للوقاية من الأمراض وعلاجها".
وأضافت: "إن رفع مستوى الوعي العام بهذه العوامل القابلة للتعديل أمر مهم، لأنه يمكّن الأفراد من اتخاذ خطوات استباقية نحو صحة أيضية أفضل".
وتابعت: "في حين أننا لم ننظر إلى طرق تحسين مقاومة الأنسولين، فقد أظهرت الأبحاث السابقة أن تعديلات نمط الحياة، مثل ممارسة التمارين الرياضية بانتظام واتباع نظام غذائي متوازن منخفض السكريات المضافة والكربوهيدرات المكررة، يمكن أن تساعد في تقليل خطر مقاومة الأنسولين".