إعادة برمجة الخلايا المناعية الضعيفة لمحاربة السرطان
نجح باحثون في جامعة نورث ويسترن ميديسن في تطوير طريقة جديدة لإعادة برمجة الخلايا المناعية الضعيفة للعمل ضد الأورام، وذلك وفقًا لدراسة نُشرت في مجلة Science Advances.
كانت الدكتورة شانا كيلي، أستاذة الكيمياء والهندسة الطبية الحيوية والكيمياء الحيوية وعلم الوراثة الجزيئية في مركز نينا ب. شوارتز، المؤلفة الرئيسية للدراسة.
وبحسب موقع ميديكال إكسبريس، كشفت الأبحاث السابقة في مختبر كيلي أن مقاومة الأورام للعلاج في المراحل المتأخرة من السرطان تزداد عندما تفرز المزيد من بروتين VISTA، الذي ينظم نشاط الخلايا المناعية.
من خلال زيادة التعبير عن VISTA، "اختطفت" الأورام الخلايا البلعمية، وهي نوع من خلايا الدم البيضاء المسؤولة عن قتل وإزالة الخلايا الميتة، وجندتها لدعم نمو الأورام.
تعديل الخلايا البلعمية
وقال عبد الله عبد ربه، المؤلف الأول للدراسة: "الشيء المثير للاهتمام حول البروتين هو أنه يعمل على تعديل الخلايا البلعمية داخل بيئة الورم وبدلًا من أن تكون مضادة للورم كما ينبغي أن تكون، فإنها تصبح أكثر داعمة للورم".
وفي الدراسة الحالية، سعى الباحثون إلى فهم هذه العملية بشكل أفضل واختبار طرق تحويل الخلايا البلعمية إلى خلايا مضادة للأورام سليمة.
أولًا، أجرى الباحثون فحصًا لإلغاء جين CRISPR على مستوى الجينوم لتحديد البروتينات التي تنظم مستويات VISTA؛ ووجد الفريق أن وجود البروتينات AhR وIRAK1 بدا وكأنه كان له تأثير على مستويات VISTA.
بعد ذلك، استخدم العلماء تقنية تحرير الجينات CRISPR-Cas9 لإزالة AhR وIRAK1 من عينات خلايا الدم البشرية. وبدون البروتينات، انخفضت مستويات VISTA.
وأخيرا، قام الباحثون بتثبيط AhR وIRAK1 في الفئران المصابة بأورام في مراحلها المتأخرة ووجدوا أن العلاج المركب أدى إلى زيادة كبيرة في معدلات البقاء على قيد الحياة وإبطاء تقدم الورم.
وقال عبد ربه إن النتائج تسلط الضوء على مسار محتمل للمضي قدمًا في علاج الأورام في مراحلها المتأخرة والتي أصبحت مقاومة للعلاجات الحالية.
وأضاف عبد ربه: "إن أغلب استراتيجيات العلاج المناعي في الوقت الحالي تحاول إزالة العوائق، على سبيل المثال، العلاج بحصار نقاط التفتيش المناعية، ونحن لا نزيل العوائق في حد ذاتها، لكننا نحاول إعادة برمجة الخلايا التي نجح السرطان في تجنيدها لتصبح مضادة للورم مرة أخرى".
وأشار إلى أن الباحثين سيعملون في المستقبل على اختبار العلاج في نماذج أخرى للسرطان ودراسة التأثيرات طويلة الأمد.
وقال: "نحن متحمسون للغاية للنتائج، ولكننا في الوقت نفسه ندرك أن السرطان مرض معقد، ونحن ننظر إلى كل سرطان باعتباره مرضًا منفصلًا وسنستمر في البحث عن تقنيات جديدة لتشريح كل سرطان على حدة".