اكتشاف جين صغير قد يكون مفتاحا لعلاج عدم انتظام ضربات القلب.. ما هو؟

تؤثر اضطرابات نظم القلب على ملايين الأشخاص في جميع أنحاء العالم وهي مسؤولة عن خمس جميع الوفيات في بلدان مثل هولندا.

توجد حاليًا خيارات علاج متعددة، تتراوح من الأدوية مدى الحياة إلى الإجراءات الجراحية التوغلية.

يشكل البحث الذي أجراه مركز أمستردام الطبي وجامعة جونز هوبكنز، والذي نُشر اليوم في مجلة القلب الأوروبية، خطوة مهمة أخرى في البحث عن علاج جيني لمرة واحدة يمكن أن يحسن وظائف القلب ويحمي من اضطرابات نظم القلب.

اضطرابات نظم القلب

يقول جيرارد بوينك، أخصائي أمراض القلب في مستشفى أمستردام الجامعي، والمؤلف المنسق للدراسة: "غالبًا ما تحدث اضطرابات نظم القلب بسبب تباطؤ توصيل النبضات الكهربائية عبر القلب، وهناك حاجة إلى توصيل سريع للنبضات حتى ينبض القلب بإيقاع ثابت، عندما يحدث اضطراب في ذلك، قد يعاني المريض من اضطراب نظم القلب الذي يهدد حياته، ومن بين أمور أخرى، يمكن أن يحدث تباطؤ التوصيل واضطراب نظم القلب لدى المرضى الذين يعانون من نوبة قلبية أو قصور في القلب أو من سبب وراثي".

يهدف فريق البحث إلى حل مشكلة تباطؤ التوصيل لأول مرة من خلال إدخال جين جديد في خلايا عضلة القلب.

يقول بوينك: "إن البحث عن علاج جيني ليس بالأمر الجديد، ولكن حتى الآن واجهنا مشكلة أساسية وهي أن الجينات الفعّالة المحتملة التي حددناها كانت كبيرة للغاية بحيث لا يمكن نقلها عبر ناقل فيروسي إلى خلايا عضلة القلب، ولنتخيل أن هذا الناقل يشبه الحقيبة، فحتى الآن كانت أغلب الجينات ذات الصلة كبيرة للغاية بحيث لا يمكن حملها".

اكتشف باحثون من قسم الأحياء الطبية في مركز أمستردام الطبي مؤخرا جينًا (SCN10a-short، S10s)، وهو صغير بما يكفي ليناسب ناقل AAV، وهو منصة توصيل الجينات الأكثر كفاءة للقلب.

يقول فيل بارنيت، الذي يعمل باحثًا أول في قسم الأحياء الطبية: "إن العثور على جين صغير بما يكفي كان بالطبع خطوة أولى حاسمة وفي S10s وجدنا أيضًا جينًا قد يكون قادرًا على عكس تباطؤ التوصيل والسماح للقلب بالنبض بإيقاعه المنتظم".

أظهر فريق البحث لأول مرة في الدراسة الحالية أنه من الممكن إدخال S10s إلى القلب باستخدام ناقل AAV وأن هذا يؤدي إلى توصيل أسرع وبالتالي علاج محتمل للوقاية من عدم انتظام ضربات القلب.

وقد تم إثبات ذلك في نماذج حيوانية مختلفة، ولكن أيضًا في خلايا عضلة القلب البشرية المشتقة من الخلايا الجذعية ونموذج حسابي للقلب البشري.

وقال بوينك: "إنها خطوات مبكرة رائعة ولكننا الآن بحاجة إلى مواصلة أبحاثنا من أجل معرفة ما إذا كان هذا النهج سيترجم حقًا إلى الممارسة السريرية، وإذا حدث ذلك، فيجب أن نكون قادرين على الحد بشكل كبير من حدوث عدم انتظام ضربات القلب وإحداث تأثير ملموس على معدل وفيات المرضى".