الخلايا البائية كلمة السر.. هدف جديد للعلاج المناعي للسرطان

اكتشف علماء مجموعة فرعية جديدة من الخلايا المناعية المقاومة للسرطان والتي توجد خارج حيها الطبيعي، المعروف باسم البنية الليمفاوية الثلاثية.

تصبح هذه الخلايا مختلة وظيفيا بشكل محبط عندما تكون على اتصال وثيق بالأورام.

وقد تم وصف هذا الاكتشاف في مجلة Science Translational Medicine، حيث يمنح علماء الأورام هدفًا جديدًا لتطوير العلاجات المناعية: الخلايا البائية ذات الذاكرة السلبية المزدوجة، والتي تسمى بهذا الاسم لأنها سلبية لعلامتين موجودتين على سطح نظيراتها الأكثر شيوعًا. وقد تكون أيضًا علامة تشخيصية مفيدة عند وضع خطط العلاج.

قالت الدكتورة توليا برونو، المؤلفة الرئيسية للدراسة: "إن استجابة الخلايا البائية تشكل جزءًا مهمًا في ما إذا كان المريض المصاب بالسرطان يتعافى أم لا".

وأضافت: "من خلال فهم أفضل لأنواع مختلفة من الخلايا البائية وموقعها، يمكننا أن نعمل على تنشيطها وإطلاق العنان لإمكاناتها المضادة للأورام".

الخلايا البائية

الخلايا البائية هي خلايا دم بيضاء، يتم إنتاجها في نخاع العظم، تعمل على تحييد مسببات الأمراض، مثل البكتيريا والفيروسات والخلايا السرطانية، ووضع علامات عليها لإزالتها من الجسم.

تتميز الخلايا البائية بالذاكرة وطول عمرها بشكل خاص و"تذكر" مسببات الأمراض، مما يهيئ الجهاز المناعي للاستجابة بسرعة إذا واجه مسببات الأمراض مرة أخرى.

عندما يصاب شخص ما بالسرطان أو بعدوى مزمنة، قد يتشكل في جسمه هياكل ليمفاوية ثالثية بالقرب من السرطان أو داخله.

تحتوي هذه الهياكل على خلايا مناعية - في الغالب خلايا B - ويميل المرضى الذين لديهم هذه الهياكل إلى الحصول على نتائج أفضل.

أثناء قيامها بعملها في برنامج علم الأحياء الدقيقة والمناعة في جامعة بيتسبرغ، لاحظت المؤلفة المشاركة الدكتورة أيانا روفين أن خلايا الذاكرة البائية كانت وفيرة في دم مرضى سرطان الرأس والرقبة، وخاصة أولئك الذين يتمتعون بصحة جيدة.

وبدافع الفضول، قامت بدراسة الأبحاث الموجودة ووجدت أنه في حين تم تحديد الخلايا البائية ذات الذاكرة السلبية المزدوجة بشكل جيد في الدراسات المتعلقة بالعدوى المزمنة والمناعة الذاتية، إلا أنه لم يكن معروفًا سوى القليل عن دورها في السرطان.

وانتقلت من عينات الدم إلى عينات الأورام ووجدت هناك أيضًا خلايا ذاكرة سلبية مزدوجة - ولكنها كانت أكثر اختلالًا وظيفيًا، وتظهر عليها علامات الإرهاق.

إن الإرهاق هو أحد الأشياء التي ركز عليها علماء المناعة في مجال السرطان فيما يتعلق بالخلايا التائية، وهي الخلايا المناعية التي تدمر مسببات الأمراض، مثل السرطان.

لكن روفين كان من أوائل من لاحظوا هذا الإرهاق في الخلايا البائية الذاكرة في الأورام وبالقرب منها، خارج بنية الغدد الليمفاوية الثلاثية.