الخلايا الجذعية كلمة السر.. أمل جديد لعلاج السمنة دون فقدان العضلات

نجح باحثون في معهد بكين للخلايا الجذعية والتجديد ومعهد علم الحيوان في فك شفرة جين FTO سيئ السمعة، والتوفيق بين دوره المزدوج في السمنة ونمو العضلات.

قد يؤدي هذا الاكتشاف إلى تحسين علاجات السمنة والسكري، مما قد يوفر بديلًا لمستقبلات GLP-1 الشائعة التي قد تسبب ضمور العضلات غير المرغوب فيه.

نشرت الدراسة في مجلة Nature Communications.

خلل وراثي

وقال الدكتور نج شيه تشانج، المؤلف الرئيسي للدراسة: "لقد حللنا لغزًا قديمًا في علم الوراثة المرتبطة بالسمنة، والآن نفهم كيف يمكن لمتغير وراثي واحد أن يعمل على تسريع نمو العضلات في الشباب ولكنه يعمل أيضًا على تسريع التدهور المرتبط بالشيخوخة في وقت لاحق من الحياة".

وتركز الدراسة على متغير الجين FTO rs9939609-A، وهو خلل وراثي شائع مرتبط بزيادة خطر السمنة لدى حوالي 45% من الأوروبيين، وحوالي 24% من الأفارقة، وحوالي 30% من شرق آسيا، وحوالي 35% من جنوب آسيا.

اكتشف الباحثون أن هذا المتغير A يطلق سلسلة من التفاعلات الخلوية تشمل جينات H19 وIGF2 لتسريع النمو، مما يعزز في البداية نمو العضلات ولكن في النهاية يستنفد الخلايا الجذعية، مما يؤدي إلى الشيخوخة المبكرة.

دور الخلايا الجذعية

وفي تطور مذهل، وجد الفريق أن الخلايا الجذعية التي تحمل هذا المتغير تحولت بسرعة إلى عضلات هيكلية، ولكنها طورت أيضًا مقاومة الأنسولين بسرعة عند تعرضها لظروف عالية الدهون.

يشير هذا إلى أن العضلات الهيكلية قد تكون أول قطعة دومينو تسقط في تأثير متغير FTO على تسريع النمو والشيخوخة.

يقول الدكتور نج شيه تشانج: "تعمل هذه الدراسة على إعادة صياغة فهمنا لكيفية تطور مرض السكري من النوع الثاني".

وأضاف: "لقد علمنا أن انخفاض تصفية الجلوكوز وارتفاع مستويات الأنسولين تظهر قبل عقود من تشخيص مرض السكري من النوع 2، والآن باستخدام تحرير جينوم CRISPR، لدينا نموذج جديد للأنسجة البشرية يشرح كيف يبدأ كل شيء في العضلات لدى البشر باستخدام rs9939609-A".

إن هذا البحث الذي يغير النموذج المعرفي لا يعمل على تعميق فهمنا لعلم الوراثة المرتبطة بالسمنة فحسب، بل يوفر أيضًا منصة للبحث عن أدوية أفضل تعتمد على CRISPR أو جزيئات صغيرة للملايين الذين يعانون من مشاكل زيادة الوزن وهزال العضلات بسبب العلاجات الحالية.

ومع تكثيف السباق نحو إيجاد علاجات أفضل للسمنة، فإن هذا الاختراق قد يكون المفتاح لاكتشاف استراتيجيات علاجية جديدة تتحكم بدقة في FTO لتقليل الدهون مع تعزيز نمو العضلات.