الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

الدكتور خالد منتصر يكتب: القطرة القرآنية وهم ودجل لا علمي

الأحد 16/أكتوبر/2022 - 06:43 م
الدكتور خالد منتصر
الدكتور خالد منتصر


أحدث صفقات بيزنس الطب النبوي التي تنتمي إلى الكوميديا السوداء، شيء عجيب غريب اسمه القطرة القرآنية ينتمي إلى سيرك العبث الطبي الذي نعيشه، يمرح فيه بهلوانات الأعشاب والعطارة، وحواة الحجامة وبول الإبل، ونصابو الموالد وبتوع التلات ورقات والجلا جلا الذين ينتمون إلى أكبر حزب أغلبية في الشارع المصري حزب الخرافة وراسبوتينات وسماسرة التجارة بالدين.

•صاحب اختراع القطرة القرآنية والذي يطلق على نفسه رائد الطب النبوي هو خريج كلية الزراعة، مع احترامنا لخريجي الزراعه إلا أنهم غير مختصين باختراع الأدوية !!، هذا الدكتور الزراعي وجد فيمايسمى بالطب النبوى بابًا للثراء السريع والمكسب السرطانى، فقرر أن يدخل من هذا الباب الواسع منتهزًا فرصة التغييب العقلى الرهيب الذى يعيشه هذا الوطن المنكوب

•استنبط المكتشف رائد الطب النبوي القطرة القرآنية من سورة يوسف آية (93) "اذْهَبُواْ بِقَمِيصِي هَـذَا فَأَلْقُوهُ عَلَى وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيرًا وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ "، كما فسر بياض عين سيدنا يعقوب عليه السلام في قوله تعالى في سورة يوسف:"وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ" بالمياه البيضاء أو الكتاركت، وبناء على ذلك قدم كما يقول براءة إختراع لأوروبا وأمريكا اللتين وافقتا على القطرة القرآنية، وبالطبع تخاطفتها شركات الأدوية، لدرجة أنها غير موجودة إلا فى أوهامه، ومن يجدها فى أى صيدلية فى العالم سواء فى موزمبيق أو الإسكيمو، يتصل بى وسأمنحه مليون جنيه مكافأة، وبالطبع أنا واثق من أننى سأكسب الرهان.

•فكرة عمل قطرة للعين من العرق فكرة خاطئة ووهمية، ولاأساس لها من علم صحيح، وذلك لأسباب بديهية:

 أولًا: محال أن يكون عرق يوسف هو السبب فيما حدث، لأن العرق فى القميص لايكون له أثر بعد عشرة أيام، وهو الوقت الذى إستغرقته القافلة فى الوصول إلى أرض كنعان حيث كان يعيش النبى يعقوب.

 ثانيًا: ليس فى العرق مادة تعيد البصر إذا فقد.

 ثالثًا: القميص ألقى على وجه النبي يعقوب، ولم يلق على عينيه، وحتى لو لامس جفون العين، فإنه لا يتصل بمقلة العين نفسها.

• أما عن رأى أساتذة الرمد الكبار فى مصر وقتها فقد جمعها د.محمد السقا عيد عضو الجمعية الرمدية المصرية أثناء إحدى ندوات ضوابط الإعجاز، قال المرحوم د.سيد سيف أستاذ الرمد بالقصر العينى لاتوجد قطرة تعالج الكتاركت أو المياه البيضاء أو عتامة العدسة، ويقول أيضًا " فوجئت بهذا الكلام عن قطرة من العرق بل ومستوحاة من القرآن الكريم، فهذا كلام غير علمي بالمرة وحتى إثارته لا تكون على صفحات الجرائد العادية لكن له المسارات العلمية المعروفة، لأن عيون الناس أمانة ويجب أن لا نخون الأمانة، أما عن مسألة العرق وما به من مادة البولينا – والكلام مازال على لسان د. سيد سيف - فكنت قد قرأت للدكتور (يورك إلدر) وهو صاحب أكبر موسوعة علمية عن الرمد على مستوى العالم عن إمكانية إذابة عدسة العين في البولينا وبدأ التفكير في عمل أبحاث حول تذويب العدسة كيميائيًا، وقام بها الدكتور مصطفى نصار وثبت أنها تسبب التهابات شديدة في القرنية والقزحية (نني العين) فتوقفنا عن هذه الأبحاث خاصة وأن (الليزر) سوف يحل هذه المسائل.

[وعن إمكانية استخدام العرق لعلاج المياه البيضاء بديلًا عن العمليات الجراحية، يسأل الأستاذ الدكتور طه الشيوى أستاذ الرمد بطب قصر العيني ثلاثة أسئلة منطقية مفحمة لرائد الطب النبوي هى:

1- هذه المواد التي يخرجها الجسم أدخلها في صورة عرق أو غيره هي مواد سامة يتخلص منها الجسم... فكيف أدخلها له مرة أخرى؟

2-  كيف تدخل القطرة العدسة الداخلية للعين وبالتركيز المطلوب؟

3- حتى إذا فرض أننا أذبنا الجزء المعتم من العدسة هل لن تتأثر الشبكية ؟؟ وأين ستذهب الأجزاء المذابة ؟ كما أن الخلايا المتبقية ستكبر مرة أخرى.

•د معتز المرزوقي مستشار الرمد وعضو المجلس الأعلى بالشئون الإسلامية يواصل تحليل الموضوع من الناحية المنطقية والطبية ويقول:من الناحية المنطقية:ليس من المعقول أن يظل عرق سيدنا يوسف موجودًا بالقميص طوال هذه الرحلة من مصر إلى الشام، وحتى لو فرض أن القميص مملوء بالعرق فهل دخل العرق كله في عين سيدنا يعقوب ؟ ثم يقول:ليس هناك أي قطرة تضيع أي مرض في لحظة إطلاقًا، فالمريض يعالج أسبوعًا أو عشرة أيام أو ثلاثة أيام على الأقل حتى تؤدى إلى أي تأثير علمي أو تأثير كيماوي أو حيوي، كما أن أكثر البلاد إصابة بالمياه البيضاء هي البلاد الحارة والمفروض أن العرق في أعينهم طوال النهار

• ومن الممكن تفسير إبصار النبى يعقوب كما قال بعض الأطباء أنه عندما حزن على سيدنا يوسف فقد الإبصار لأسباب نفسية وليست عضوية، ويتماشى هذا مع تعبير "إبيضت عيناه" لأنه من الممكن أن يعنى أنه أصبح يري بياضًا فقط وليس أن عينيه أصبح لونها أبيض، وهذا يحدث في الصدمات النفسية أيضًا، وهذا مايؤكده د. ممتاز حجازي أستاذ طب وجراحة العيون بقصر العيني، بقوله "إن القول بأن عرق سيدنا يوسف الذي كان بقميصه هو الذي شفى عيني أبيه يعقوب عليه السلام عندما ألقاه على وجهه قول فيه سذاجة شديدة ويتعارض مع العقل والمنطق، لأنه ليس بالضرورة في قوله تعالى "وابيضت عيناه" أن تكون قد أصيبت بالمياه البيضاء فقد يكون تعبيرًا مجازيًا يفيد الكف عن الإبصار، كما أن الكف عن الإبصار قد يحدث نتيجة الحزن أو الصدمات العصبية"، ثم يتساءل د. ممتاز حجازي: ومن أين جاء الافتراض بأن القميص كان به عرق ؟ أو أن العرق ظل طوال هذه الرحلة ؟ وكيف لامس القميص العين بدون أن تغلق الجفون ودون أن تصاب العين بقرحة إصابية ؟ وأي مدة ظل فيها القميص ملامسًاَ للعين حتى يصل إلى العدسة الداخلية للعين وبالتركيز الكافي ؟، أما د. وحيد غالب أستاذ الفارماكولوجى والعالم الكبير، فيقول أنه عرض عليه منذ فترة عمل مستحضر طبي كقطرة من العرق بصفته مستشارًا لإحدى شركات الأدوية ولكنه لم يقتنع ورفض هذا الأمر لأنه - كما يقول - من عظمة خلق الله أن تلك المواد السامة التي يتخلص منها الجسم لا يعاد امتصاصها، فكيف يُمتص مركب اليوريا كقطرة من خلال أغشية العين وهى نفاية تخلص منها الجسم ؟ إن هذه المواد تسبب إحتقان وإلتهاب للقرنية

•أرجوكم ارحموا الإسلام من ممارسات المسلمين، أرجوكم أنقذوا الدين من تجار الدين، أرجوكم ارفعوا أيديكم عن النبي ولا تنسبوا إليه زورًا وبهتانًا خرافات تحت اسم الطب النبوى، والنبي والدين والإنسانية من كل ما تفعلون براء، للأسف أكبر أعداء الدين هم من أبنائه الذين يلطخون صورته ويشوهون عقلانيته، ويمارسون البيزنس والنصب والدجل وأحط السلوكيات السمسارية متلفعين بأسمى الشعارات الدينية.