يرفع الجمعة... دراسة تأثير حليب الأم على أطفال الأمهات المصابات بسكري الحمل

أجرى العديد من العلماء والباحثين دراسات عدة في محاولة للتعرف على تأثير حليب الأم على أطفال الأمهات المصابات بسكري الحمل.

في عام 2010، كان الباحث ديفيد فيلدز من جامعة أوكلاهوما، يدرس بيانات بحثية عندما اكتشف شيئًا اعتقد أنه غريب: أظهرت بياناته أنه في عمر 6 أشهر، كان الأطفال الذين يتغذون على الحليب الصناعي والذين ولدوا لأمهات تم تصنيفهن على أنهن يعانين من السمنة المفرطة يزنون حوالي 5% وحدات أقل من الدهون من الأطفال الذين يرضعون رضاعة طبيعية في نفس مجموعة البيانات.

أثار هذا الاكتشاف دهشته ودفعه إلى رحلة بحثية لفهم حليب الأم بشكل أفضل، وهو الآن يدرس العلاقة بين سكري الحمل لدى الأم والرضاعة الطبيعية وصحة الرضيع .

يعد فيلدز جزءًا من فريق البحث الذي يقف وراء دراسة في JAMA Network Open والتي تبحث في آثار حليب الأم على أطفال الأمهات المصابات بسكري الحمل.

سكري الحمل

قال فيلدز، الأستاذ المشارك في طب الأطفال بكلية الطب بجامعة أوكلاهوما: "يُعد سكري الحمل مشكلةً كبيرة، فهو ضارٌّ بالأم، فرغم أنه يزول بعد الولادة، إلا أنه عادةً ما ينذر بإصابة الأم بالسكري لاحقًا في حياتها".

بدأ فيلدز وزملاؤه دراسة أزواج الأمهات والأطفال المصابين بسكري الحمل في عام 2019، كجزء من مشروعه لعام 2015 مع الباحثة إلين ديميرث من جامعة مينيسوتا، والتي أطلق عليها اسم دراسة الأمهات والأطفال المرتبطين بالنمو الصحي (MILK)، وهي واحدة من أكبر وأطول الدراسات حول الرضاعة الطبيعية في البلاد.

في ذلك الوقت، اشتبه فيلدز في أن تركيبة حليب الأم لدى الأمهات المصابات بسكري الحمل تختلف عن تركيبة حليب الأم غير المصابات به. وعندما بدأوا في دراسة الاختلافات في تركيبة حليب الأم لدى الأمهات المصابات بسكري الحمل وغير المصابات به، كشفت النتائج عن قصة غير متوقعة.

بينما وُجدت تسعة اختلافات بين حليب الأم لدى الأمهات المصابات بسكري الحمل وغير المصابات به، ارتبطت ثلاثة منها ارتباطًا وثيقًا بالنمو وتكوين الجسم. وقد أفادت هذه الاختلافات أطفال الأمهات المصابات بسكري الحمل.

كان نمو أطفال الأمهات المصابات بسكري الحمل أسرع: كانوا أطول وأكثر سرعة في النمو. كما كانت نسبة الدهون لديهم أقل خلال فترة تتراوح بين شهر وثلاثة أشهر.

"لم يكتسبوا دهونًا كثيرة، وهو عكس ما كنا نعتقد تمامًا. كنا نعتقد أن هؤلاء الأطفال سيكتسبون المزيد من الدهون، لكنهم لم يفعلوا ذلك"، كما قال فيلدز.

عندما بدأت دراسة حليب الأم، لم تكن هناك سوى معلومات قليلة عن تركيبة حليب الأم.

يقول فيلدز: "لم نكن نعرف سوى القليل عن العناصر الغذائية الكبرى، أي كمية الدهون والبروتين الموجودة في الحليب".

وبينما لا يزال هناك الكثير لنتعلمه عن الاختلافات بين الحليب الصناعي وحليب الأم، وتأثيراتهما على الأطفال، فإن فيلدز وفريقه هم في طليعة تحقيق هذه الاكتشافات.