استراتيجية جديدة قد تمكن من مراقبة السرطان من خلال اختبارات الدم

أظهرت دراسة أن طريقة جديدة، مُصحَّحة الأخطاء، للكشف عن السرطان من عينات الدم، أكثر حساسية ودقة من الطرق السابقة، وقد تكون مفيدة في مراقبة حالة المرض لدى المرضى بعد العلاج.
تمثل هذه الطريقة، القائمة على تسلسل الجينوم الكامل للحمض النووي، خطوة مهمة نحو تحقيق هدف الفحص الروتيني القائم على فحوصات الدم للكشف المبكر عن السرطان.

تفاصيل الدراسة
في الدراسة، التي نُشرت في مجلة Nature Methods، قارن الباحثون أداء منصة تسلسل جينوميات تجارية جديدة من شركة Ultima Genomics في الكشف عن السرطان.
وأثبت الباحثون أن منصة منخفضة التكلفة كهذه تُتيح تغطيةً عاليةً جدًا، وهو مقياسٌ لجودة بيانات التسلسل، مما يُمكّن الباحثين من اكتشاف تركيزاتٍ منخفضةٍ للغاية من الحمض النووي للورم الدائر . وقد حسّنت إضافة طريقة تصحيح الأخطاء دقةَ هذه التقنية بشكلٍ كبير.
قال الدكتور دان لاندو، المؤلف الرئيسي للدراسة: "نحن ندخل الآن عصر تسلسل الحمض النووي منخفض التكلفة، وفي هذه الدراسة، استفدنا من ذلك لتطبيق تقنيات تسلسل الجينوم الكامل التي كانت في الماضي تعتبر غير عملية إلى حد كبير".
يمكن لتقنية "خزعة السائل" القائمة على فحص الدم للكشف المبكر عن السرطان ومراقبة عبء السرطان لدى المرضى أن تُحدث ثورة في رعاية مرضى السرطان.
ومع ذلك، فإن التحديد الدقيق والحساس للبصمات الطفرية للسرطان، من خلال تركيزات ضئيلة من الحمض النووي للورم في عينات الدم، قد واجه تحديات كبيرة.
وقد عمل مختبر لانداو، على مدار معظم العقد الماضي، على التغلب على هذه التحديات باستخدام أساليب تعتمد على تسلسل الجينوم الكامل، وليس فقط التسلسل المُستهدف لأجزاء من الحمض النووي حيث يُتوقع حدوث طفرات.
في دراسة نُشرت العام الماضي، أظهروا قدرتهم على الكشف بشكل موثوق عن سرطان الجلد المتقدم وسرطان الرئة من عينات دم المرضى، حتى دون الوصول إلى بيانات التسلسل من عينات الأورام.
في الدراسة الجديدة، ذهبوا بنهجهم خطوةً أبعد.
أولاً، أظهروا أن التكلفة المنخفضة لمنصة تسلسل جديدة تُمكّن من تسلسل الجينوم الكامل بعمق، وهو ما كان سيكلف مبالغ باهظة للغاية باستخدام التقنيات القديمة.
باستخدام هذه المنصة وحدها، وبالاعتماد على الأنماط الطفرية المعروفة في أورام المرضى كدليل، تمكنوا من اكتشاف الحمض النووي للورم في عينات دم المرضى بتركيزات في نطاق جزء في المليون.
جُمعت جميع العينات في الدراسة بعد الحصول على موافقة مستنيرة من المرضى.
بعد ذلك، عزز الفريق دقة هذا النهج باستخدام طريقة تصحيح الأخطاء التي تستفيد من المعلومات المكررة في الحمض النووي الطبيعي ثنائي السلسلة، وأظهروا أن هذه التقنية المدمجة تتميز بمعدلات خطأ منخفضة للغاية، مما يجعلها قابلة للتطبيق من حيث المبدأ على عينات الدم دون الحاجة إلى الوصول إلى أورام المرضى.
وبالتعاون مع فرق بحثية أخرى، أظهر الباحثون إمكانات هذا النهج عالي الحساسية ومنخفض الخطأ من خلال استخدامه لاكتشاف وتقييم مستويات السرطان المنخفضة للغاية لدى المرضى المصابين بسرطان المثانة وسرطان الجلد من عينات الدم وحدها.
قال الدكتور بيشوي م. فالتاس، كبير مسؤولي الأبحاث في معهد إنجلاندر للطب الدقيق وأستاذ مشارك في الطب وعلم الأحياء الخلوية والنمو في كلية طب وايل كورنيل: "سمح لنا هذا التعاون بتحليل الحمض النووي للورم المنتشر لدى مرضى سرطان المثانة، وتحديد البصمات الطفرية المميزة التي درسها مختبري على نطاق واسع".
وقال المؤلف الأول الدكتور ألكسندر تشنج: "لقد تمكنا، على سبيل المثال، من رؤية زيادة في مستويات الحمض النووي للورم المتداول بعد العلاج لدى المرضى الذين يعانون من سرطانات تقدمت أو تكررت، وانخفاض في تلك المستويات لدى المرضى الذين استجابت سرطاناتهم بشكل كامل أو جزئي".