اختبار دم لتحديد مرض باركنسون قبل ظهور الأعراض

نجح باحثون في تطوير اختبار دم بسيط وفعال من حيث التكلفة قادر على اكتشاف مرض باركنسون قبل وقت طويل من ظهور أعراضه.
يقوم الاختبار بقياس كمية أجزاء محددة من الحمض النووي الريبوزي (RNA) في الدم، مع التركيز على تسلسل الحمض النووي الريبوزي المتكرر الذي يتراكم لدى مرضى باركنسون والانحدار الموازي في الحمض النووي الريبوزي للميتوكوندريا، والذي يتدهور مع تقدم المرض.
ومن خلال قياس النسبة بين هذه المؤشرات الحيوية، يقدم الاختبار أداة تشخيصية دقيقة للغاية وغير جراحية وسريعة وبأسعار معقولة، مما يوفر الأمل للتدخلات والعلاجات المبكرة التي يمكن أن تغير مسار المرض.

تشخيص الأمراض العصبية التنكسية
إن تشخيص الأمراض العصبية التنكسية في هذه الأيام هو على نفس المستوى الذي كان عليه تشخيص السرطان قبل خمسين عامًا: يتم تحديد المرض عندما تموت معظم الخلايا العصبية ذات الصلة بالفعل، وبالتالي يكون الأوان قد فات للعلاج.
ولمعالجة هذه المشكلة، كشف باحثون في الجامعة العبرية في القدس عن فحص دم يمكن أن يحدث ثورة في التشخيص المبكر لمرض باركنسون (PD)، مما يمهد الطريق للتدخلات في الوقت المناسب وتحسين نتائج المرضى.
وتقدم الدراسة، التي نشرت في مجلة Nature Aging ، نهجًا جديدًا للكشف عن مرض باركنسون في مراحله المبكرة من خلال تحليل شظايا الحمض النووي الريبوزي الناقل (tRFs).
تعد جزيئات نقل الحمض النووي الريبوزي (tRFs) جزيئات صغيرة من الحمض النووي الريبوزي لها القدرة على الكشف عن تغييرات كبيرة في الجسم مرتبطة بالتنكس العصبي، وهو أمر يتم تجاهله تقليديًا في أبحاث مرض باركنسون.
قام الباحثون، بتحديد اثنين من المؤشرات الحيوية الرئيسية - زيادة في tRFs الخاصة بمرض باركنسون والتي تحمل نمط تسلسل محفوظ (RGTTCRA-tRFs) وانخفاض في tRFs للميتوكوندريا (MT-tRFs).
ومن خلال قياس النسبة بين هذه المؤشرات الحيوية، يمكن للاختبار الجديد التمييز بين مرضى باركنسون الذين لم تظهر عليهم أعراض المرض من الأشخاص الأصحاء بدقة تتجاوز دقة أدوات التشخيص السريري الموجودة.
قالت البروفيسورة هيرمونا سوريك: "يمثل هذا الاكتشاف تقدمًا كبيرًا في فهمنا لمرض باركنسون، ويوفر فحص دم بسيطًا وغير جراحي كأداة للتشخيص المبكر".
وأضافت: "بتركيزنا على عوامل نقل البروتين، فتحنا آفاقًا جديدة على التغيرات الجزيئية التي تحدث في المراحل المبكرة من المرض".
يستخدم الاختبار اختبار qPCR مزدوجًا ومباشرًا، يقيس النسبة بين النمط القصير المتكرر وتسلسل الميتوكوندريا النموذجي، مما يجعله فعالاً من حيث التكلفة ومتاحًا للاستخدام في مجموعة واسعة من إعدادات الرعاية الصحية.
في تجارب شملت عينات من مجموعات دولية متعددة، بما في ذلك مبادرة علامات تطور مرض باركنسون، حقق الاختبار دقة تشخيصية بلغت 86%، متفوقًا بشكل ملحوظ على أساليب التقييم السريرية التقليدية.
علاوة على ذلك، وجدت الدراسة أن مستويات RGTTCRA-tRF تنخفض بعد التحفيز العميق للدماغ ، مما يزيد من ارتباط شظايا الحمض النووي الريبوزي هذه بآليات المرض واستجابات العلاج.
أكد الباحثون على أهمية الكشف المبكر، مشيرًا إلى أن مرض باركنسون لا يُشخَّص غالبًا إلا بعد حدوث تلف دماغي كبير.
وقال الباحثون: "يُمكن لهذا الاختبار أن يُخفف من حيرة المرضى والأطباء، إذ يُوفر طريقة موثوقة وسريعة لتشخيص المرض في مراحله الأولى".