تعديل نظام المناعة في الدماغ.. هل يحد من الضرر في مرض الزهايمر؟

تشير أبحاث جديدة إلى أن تهدئة الخلايا المناعية في الدماغ قد يمنع أو يخفف الالتهاب الضار المصاحب لمرض الزهايمر، وتشير الدراسة إلى الدور الرئيسي لهرمون وناقل عصبي يُسمى النورإبينفرين.
قد يُمهد هذا الفهم الجديد الطريق لعلاجات أكثر تركيزًا تبدأ مبكرًا وتُصمم خصيصًا لتلبية احتياجات كل شخص.

النورإبينفرين
وقالت الدكتورة أنيا ماجوسكا، المؤلفة الرئيسية للدراسة: "يُعد النورإبينفرين عامل إشارة رئيسي في الدماغ، ويؤثر على جميع أنواع الخلايا تقريبًا، وفي سياق الأمراض العصبية التنكسية مثل مرض الزهايمر، فقد ثبت أنه مضاد للالتهابات".
في هذه الدراسة، نصف كيف يمكن لتعزيز تأثير النورإبينفرين على الخلايا الدبقية الصغيرة أن يخفف من التغيرات الالتهابية المبكرة والإصابة العصبية في نماذج الزهايمر.
نُشرت الدراسة في مجلة Brain, Behavior, and Immunity.
المواد الكيميائية في الدماغ والخلايا المناعية
أُجري البحث على الفئران، وشاركت فيه فرق من مختبرين، يجمعون برامج بحثية تدرس الدور المعقد للجهاز المناعي في الدماغ ودور الالتهاب في مرض الزهايمر.
ركز الباحثون، بقيادة الدكتورة لينه لي، طالبة الدراسات العليا في كلا المختبرين، على النورإبينفرين، وهو مادة كيميائية في الدماغ تساعد في السيطرة على الالتهاب.
في أدمغتنا، عادةً ما تساعد الخلايا المناعية، المعروفة باسم الخلايا الدبقية الصغيرة، في الحفاظ على توازنها.
تحتوي الخلايا الدبقية الصغيرة على مستقبل يُسمى β2AR، يعمل كمفتاح، ويوجه الخلايا للاستجابة للنورإبينفرين وتهدئة الالتهاب.
في مرض الزهايمر ومع التقدم في السن، يقل نشاط هذا المفتاح المُهدئ، خاصةً في مناطق الدماغ التي تتراكم فيها كتل بروتينية ضارة تُسمى لويحات الأميلويد.
مع تكوّن هذه اللويحات، تفقد الخلايا الدبقية الصغيرة المجاورة المزيد من مستقبلات بيتا 2 أر، مما يُصعّب عليها مُقاومة الالتهاب.
عندما أزال العلماء المُستقبِل أو حجبوه، تفاقم تلف الدماغ: المزيد من اللويحات، وزيادة الالتهاب، وتضرر خلايا الدماغ.
من ناحية أخرى، عندما حفّزوا المُستقبِل أو "شغّلوه"، انخفضت الآثار الضارة.
من المثير للاهتمام أن النتائج بدت معتمدة على عوامل مثل جنس الحيوان ومتى بدأ العلاج مبكرًا.
أهداف جديدة للعلاج
تقليديًا، يُنظر إلى مرض الزهايمر على أنه مشكلة تلف خلايا الدماغ نتيجة تراكم اللويحات.
تُظهر هذه الدراسة أن فقدان التأثير المهدئ للنورإبينفرين على الخلايا الدبقية الصغيرة قد يكون عاملًا رئيسيًا في تفاقم المرض، حتى قبل حدوث تلف كبير في الخلايا العصبية.
كما تشير النتائج إلى أن مشاكل مستقبلات بيتا 2 آر قد تبدأ في مرحلة مبكرة جدًا من تطور المرض، مما يعني أن العلاجات المستقبلية قد تكون أكثر فعالية إذا بدأت مبكرًا.
بما أن تنشيط مستقبلات بيتا 2 أر في الخلايا الدبقية الصغيرة يُقلل من تراكم اللويحات والالتهاب، فقد تُصمم أدوية مستقبلية تستهدف هذا المستقبل تحديدًا.
ومن خلال مساعدة الخلايا الدبقية الصغيرة على الحفاظ على استجابتها المضادة للالتهابات، قد تُبطئ هذه العلاجات مسار المرض أو تُغيره.
كما يُشير البحث إلى أن هذه العلاجات قد تحتاج إلى تصميم مُخصص لكل مريض، لأن التأثيرات قد تختلف بناءً على عوامل مثل الجنس البيولوجي ومرحلة المرض.