مؤشر السائل الشوكي كلمة السر.. كيف يمكن تشخيص مرض باركنسون مبكرا؟

مرض باركنسون اضطراب عصبي تنكسي، يُشخَّص عادةً في مراحله المتأخرة بناءً على الأعراض السريرية، وخاصةً الاضطرابات الحركية.
ومع ذلك، يكون الدماغ قد تضرر بشدة في هذه المرحلة ولا يمكن إصلاحه. علاوة على ذلك، يصعب تشخيص المرض، وغالبًا ما يكون خاطئًا، نظرًا لتعدد أشكاله، وتداخل أعراضه مع اضطرابات أخرى.
اكتشف باحثون من مركز PRODI لتشخيص البروتينات بجامعة الرور في بوخوم بألمانيا، وشركة التكنولوجيا الحيوية betaSENSE، مؤشرًا حيويًا في السائل الشوكي يُسهّل التشخيص الدقيق في مرحلة مبكرة، ويُمكنه تسليط الضوء على تطور المرض وتأثير العلاج.
نُشرت النتائج في مجلة EMBO Molecular Medicine.

حالة لا يمكن إيقافها
يتميز مرض باركنسون بفقدان الخلايا العصبية الدوبامينية في الدماغ، مما يؤدي عادةً إلى تزايد الإعاقات الحركية مع تقدم الأعراض.
يمكن لمكملات الدوبامين تعويض هذا الفقدان وتخفيف الأعراض مؤقتًا.
يلعب سوء طي البروتين الرئيسي ألفا-ساينيوكلين (αSyn) من هياكل حلزونية ألفا إلى هياكل غنية بصفائح بيتا دورًا حاسمًا في تطور مرض باركنسون.
هذه الطيات الخاطئة تجعل البروتين لزجًا، مما يؤدي إلى تكوين معقدات أكبر، تُسمى الأوليجومرات.
تُنتج الأوليجومرات خيوطًا ليفية طويلة، وتتسبب في تجمع هذه الخيوط لتُشكل أجسام لوي كبيرة الحجم في الدماغ، كما يوضح البروفيسور كلاوس جيرويرت.
تكنولوجيا متقدمة
وفي مجموعتين سريريتين مستقلتين بإجمالي 134 مشاركًا، أظهر الباحثون في بوكوم أنه بحساسية وخصوصية تزيد عن 90%، فإن هذا الطي الخاطئ لـ αSyn في سوائل الجسم يعد مؤشرًا حيويًا قابلاً للتطبيق لتشخيص مرض باركنسون.
أُجري البحث باستخدام عينات من السائل النخاعي المأخوذة من بعض المرضى، وأُجريت القياسات باستخدام تقنية iRS (مستشعر الأشعة تحت الحمراء المناعي).
نجح بيتا سينس بالفعل في تطبيق تقنية iRS لتشخيص مرض الزهايمر.
في هذه الحالة، تبيّن أن الخلل في طية العلامة الحيوية Aβ يمكن أن يشير إلى خطر الإصابة بالخرف المرتبط بالزهايمر في مرحلة لاحقة بدقة عالية تصل إلى 17 عامًا قبل التشخيص السريري.
ويؤكد كلاوس جيرويرت: "لقد نقلنا الآن هذا النهج إلى مرض باركنسون لتشخيص الخلل في طية αSyn".
وبالإضافة إلى التطبيقات التشخيصية، يمكن أن تساعد هذه التكنولوجيا أيضًا في تطوير مواد فعالة جديدة وإثبات فعاليتها في التجارب السريرية.