الإثنين 28 أبريل 2025 الموافق 30 شوال 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

علاج خلوي جديد يظهر نتائج واعدة في أمراض الأورام المتقدمة

الإثنين 28/أبريل/2025 - 02:40 م
الأورام
الأورام


في السنوات الأخيرة، تطورت العلاجات الخلوية إلى جانب العلاج الكيميائي والعلاج المناعي، لتصبح ركيزة أساسية في علاج مرضى سرطان الدم والغدد الليمفاوية.

أما في الأورام الصلبة، مثل سرطان الجلد والرئة والعظام والأنسجة الرخوة (الساركوما)، فلم تثبت هذه العلاجات فعاليتها بعد كطريقة علاجية.

لم يُحقق انكماش الورم إلا في حالات نادرة، إلا أن آثاره الجانبية كانت أشد وطأة. وقد أجرت مجموعة بحثية دولية بقيادة علماء من المركز الوطني لأمراض الأورام (NCT/UCC) في دريسدن تجربة سريرية من المرحلة الأولى لنهج علاجي خلوي جديد يُظهر نتائج واعدة أيضًا في علاج الأورام الصلبة.

نشرت النتائج في مجلة Nature Medicine.

تفاصيل التجربة

في المرحلة الأولى من التجربة، التي شملت 40 مريضًا، بحث فريق البحث في استخدام الخلايا التائية المُعدّلة وراثيًا باستخدام مستقبلات الخلايا التائية (TCR).

وباستخدام تقنيات الهندسة الوراثية، أدرج الباحثون نوعًا من تحديد الأهداف في الخلايا التائية لتمكينها من التعرف على البروتينات الخاصة بالأورام.

يستهدف علاج IMA203 المُختَبَر حديثًا ببتيد PRAME، الذي تُنتَجُه الأورامُ بشكلٍ شبه حصري، وليس الأنسجةُ السليمة.

يُمكِّن هذا الخلايا التائية من مهاجمة الخلايا السرطانية بشكلٍ مُوجَّه دون الإضرار بالخلايا الطبيعية. تُنتَج PRAME من قِبَل العديد من الأورام، مثل الورم الميلانيني، وسرطان المبيض ، والساركوما، وسرطان الرئة.

استجاب للعلاج الجديد ما يقارب نصف الأشخاص الذين خضعوا للعلاج والذين لم يستجيبوا سابقًا للعلاجات التقليدية، بل إن غالبيتهم استجابوا خلال فترة ثمانية أشهر أو عدة سنوات.

مقارنةً بالعلاج الكيميائي، الذي يستمر عادةً من ثلاثة إلى ستة أشهر، يُعدّ هذا تقدمًا كبيرًا في العلاج، كما كان العلاج الخلوي جيدًا.

كانت الآثار الجانبية، كالحمى والطفح الجلدي، خفيفة إلى متوسطة في الغالب، ومؤقتة فقط.

"بناءً على هذه النتائج، يمكننا التحدث عن تحقيق تقدم كبير"، كما يقول البروفيسور مارتن ويرمكي، رئيس ومؤلف الدراسة الأول.

لأول مرة، حققنا استجابةً طويلة الأمد في الأورام الصلبة الشائعة. وتتجاوز فعالية IMA203 بكثير ما يمكننا تحقيقه باستخدام علاجاتنا الكيميائية والمناعية الحالية.

ليس فقط لدينا عدد أكبر بكثير من المرضى الذين يستجيبون للعلاج، بل إن تأثيره يدوم لفترة أطول. لدينا الآن مرضى لم يُعانوا من انتكاسة في مرض الورم بعد أكثر من عامين من تلقيهم IMA203. بل ربما شُفي بعض هؤلاء المرضى نهائيًا من السرطان.

بدأ البروفيسور مارتن بورنهاوزر في إنشاء برنامج العلاج الخلوي في كلية الطب بجامعة دريسدن منذ أكثر من عقدين من الزمن.

وقال: "إن البنية التحتية التي قمنا بتطويرها على مدى سنوات عديدة، في المقام الأول للمرضى الذين يعانون من سرطان الدم والغدد الليمفاوية، سوف تساعدنا في المستقبل على تقديم علاجات خلوية مبتكرة مثل IMA203 لأكبر عدد ممكن من المرضى الذين يعانون من الأورام الصلبة".

في خطوة تالية، يمكن استخدام IMA203 في تجربة أوسع نطاقًا على مرضى الورم الميلانيني الذين لم يستجيبوا للعلاجات المناعية والاستهدافية التقليدية.

ويختبر المركز الوطني للسرطان/مركز جامعة كورك في دريسدن علاجات خلوية أخرى لأنواع أخرى من سرطان الجلد وسرطان الرئة.