الخميس 15 مايو 2025 الموافق 17 ذو القعدة 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

دراسة: ممارسة الرياضة يمكن أن تقاوم الآثار الضارة لعلاج السرطان

الأربعاء 30/أبريل/2025 - 09:40 ص
ممارسة الرياضة لمرضى
ممارسة الرياضة لمرضى السرطان.. أرشيفية


تشير مراجعة شاملة لتحليلات البيانات الحديثة المنشورة في المجلة البريطانية للطب الرياضي إلى أن ممارسة الرياضة قد تساعد في مواجهة الآثار الضارة لعلاج السرطان، مثل تلف القلب والأعصاب، وضبابية الدماغ. 

تفاصيل الدراسة

ويؤكد الباحثون أن الرياضة تعزز أيضًا الصحة النفسية وجودة الحياة بشكل عام، مما يُشجع على دمجها بشكل روتيني ضمن بروتوكولات علاج المرض.

وعلى الرغم من وجود العديد من الدراسات التي قيّمت تأثير التمارين على النتائج الصحية للمرضى المصابين بالسرطان، إلا أن هناك فجوات كبيرة في فهمنا لهذا المجال. 

حتى الآن، لم يُنشر تقييم شامل لهذه الارتباطات بين ممارسة الرياضة ونتائج العلاج لمجموعة واسعة من أنواع السرطان.

لملء هذه الفجوة، أجرى الباحثون مراجعة موسعة لتحليلات البيانات من التجارب السريرية العشوائية المنشورة بين 2012 ويوليو 2024، حيث شملت 80 مقالًا و485 ارتباطًا، وجميعها كانت ذات جودة متوسطة إلى عالية. 

تنوعت التمارين المدروسة بين تمارين العقل والجسم (مثل التشي تقلّي وتاي تشي واليوغا)، وتمارين الأيروبيك والمقاومة، والتدريب المتقطع عالي الكثافة، وأنواع أخرى.

اُستخدمت تلك الارتباطات لدراسة تأثيرها على مرضى سرطانات متعددة، أبرزها سرطان الثدي والجهاز الهضمي والرئتين والبروستاتا، حيث أظهرت نتائج أن أكثر من نصفها (54%) كانت ذات دلالة إحصائية عالية، مدعومة بأدلة ذات مستوى يقين مرتفع أو متوسط وفقًا لمعايير GRADE.

وكانت التمارين الرياضية فعالة في تقليل الآثار الجانبية المرتبطة بالعلاج، مثل تلف القلب والأعصاب الطرفية، والضبابية الإدراكية، وضيق التنفس، بالإضافة إلى تحسين مكونات الجسم والمؤشرات الفسيولوجية مثل مستويات الأنسولين وعامل النمو الشبيه بالأنسولين والبروتين التفاعلي-سي. 

كما ساهمت في تحسين جودة النوم، والصحة النفسية، ووظائف الجسم، وزيادة التفاعلات الاجتماعية، مما رفع من جودة الحياة بشكل عام.

كما أظهرت الأدلة أن ممارسة التمارين قبل الجراحة أسهمت في تقليل المضاعفات بعد الجراحة، بالإضافة إلى تقليل الألم، وأمد الإقامة في المستشفى، وخطر الوفاة، بدرجات ثقة تتراوح بين عالية ومتوسطة.

مع ذلك، يلفت الباحثون إلى وجود قيود في نتائج الدراسة، منها تباين كبير بين التحليلات من حيث عدد الدراسات ومدى الاعتمادية عليها. 

ويشيرون إلى أن المرضى القادرين على ممارسة الرياضة غالبًا ما يكونون بأحوال صحية أفضل، وأن استجابة الآثار الجانبية للعلاج تختلف حسب نوع السرطان ومرحلته.

وفي الختام، يرون أن إدراج تمارين العقل والجسم ضمن إرشادات التمارين لمرضى السرطان قد يكون ذا قيمة، لكنهم يؤكدون على الحاجة لمزيد من الأبحاث عالية الجودة لاستكشاف الآليات، وتطوير برامج تمارين مخصصة لنوع السرطان، ومرحلة العلاج، والطريقة الشخصية للتمرين، بهدف تصميم تدخلات أكثر دقة وفعالية سريريًا