الأحد 18 مايو 2025 الموافق 20 ذو القعدة 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

ما مدى فعالية العلاج الإشعاعي لـ سرطان البروستاتا؟

الثلاثاء 06/مايو/2025 - 02:36 م
 سرطان البروستاتا
سرطان البروستاتا


يُعد سرطان البروستاتا أكثر أنواع السرطان شيوعًا بين الرجال حول العالم، حيث يُسجل أكثر من 1.4 مليون حالة جديدة سنويًا.

يُعد العلاج الإشعاعي خيارًا علاجيًا أساسيًا للعديد من المرضى، حيث يُقدم نتائج تُضاهي نتائج الجراحة، خاصةً في حالات المرض الموضعي.

كإجراء يُجرى للمرضى الخارجيين، يسمح هذا العلاج للرجال بالحفاظ على جزء كبير من روتينهم اليومي أثناء العلاج.

ومع ذلك، عادةً ما تمتد جداول العلاج الإشعاعي التقليدية لعدة أسابيع، مما قد يُثقل كاهل المرضى ويُسبب ضغطًا على هياكل الرعاية الصحية وطاقة العلاج الإشعاعي.

أظهرت تجربة سريرية كبرى (HYPO-RT-PC) أن دورة أقصر بكثير من العلاج الإشعاعي لسرطان البروستاتا الموضعي آمنة وفعالة مثل الجدول التقليدي الذي يستغرق ثمانية أسابيع - حتى بعد 10 سنوات من العلاج.

تُعطي النتائج، التي عُرضت في مؤتمر ESTRO 2025 السنوي للجمعية الأوروبية للعلاج الإشعاعي وعلم الأورام، ثقةً أكبر للمرضى والأطباء في اختيار هذا النهج قصير الأمد، المعروف أيضًا باسم "العلاج الإشعاعي فائق التجزئة".

نُشرت الدراسة أيضًا في مجلة العلاج الإشعاعي وعلم الأورام.

وجدت الدراسة، التي أجراها باحثون في السويد، أن تقديم العلاج الإشعاعي الدقيق خلال أسبوعين ونصف فقط يُحقق نجاحًا مماثلًا في التغلب على سرطان البروستاتا مقارنةً بالعلاج التقليدي الذي يستغرق ثمانية أسابيع.

وبعد عقد من العلاج، حقق كلا الخيارين معدلات مماثلة في السيطرة على المرض ونسب بقاء على قيد الحياة.

ويختتم الأستاذان المساعدان بير نيلسون، كبير فيزيائيي الإشعاع، وأدالستين جونلاوجسون، أخصائي الأورام الإشعاعية، اللذان قادا تحليل النتائج لمدة 10 سنوات لتجربة HYPO-RT-PC، في مستشفى جامعة سكاني وجامعة لوند في السويد، قائلاً: "تؤكد هذه النتائج طويلة الأمد نتائج السنوات الخمس السابقة من التجربة ، مما يدل على أن تقديم جرعات أقل وأعلى خلال فترة زمنية أقصر يعمل بنفس كفاءة النهج القياسي - ليس فقط من الناحية النظرية، ولكن في الممارسة السريرية في العالم الحقيقي".

وأضافا: "بالنسبة للمرضى، يعني هذا اضطرابًا أقل في الحياة اليومية وتكاليف رعاية صحية أقل محتملة - دون المساس بالنتائج والسلامة".

شملت هذه التجربة السريرية الكبيرة من المرحلة الثالثة 1200 رجل مصاب بسرطان البروستاتا الموضعي متوسط ​​إلى عالي الخطورة.

وُزِّع المشاركون عشوائيًا لتلقي أحد العلاجين التاليين:

العلاج الإشعاعي قصير المدى: 42.7 جراي (Gy) يتم تقديمه في سبع جلسات على مدى 2.5 أسبوع.

العلاج الإشعاعي القياسي: 78.0 جراي يتم تقديمها في 39 جلسة على مدى 8 أسابيع.

قام الباحثون بتقييم معدلات البقاء على قيد الحياة، وتكرار الإصابة بالسرطان، والآثار الجانبية المرتبطة بالعلاج، بما في ذلك أعراض المسالك البولية والأمعاء.

نتائج واعدة

النتائج الرئيسية بعد 10 سنوات:

البقاء على قيد الحياة دون فشل (عدم عودة السرطان أو الحاجة إلى علاج إضافي): 72% في المجموعة قصيرة العلاج مقابل 65% في المجموعة القياسية.

البقاء على قيد الحياة بشكل عام: 81% للدورة القصيرة مقابل 79% للدورة القياسية.

معدل الوفيات المرتبطة بسرطان البروستاتا: 4% في كلتا المجموعتين.

الآثار الجانبية: كانت أعراض المسالك البولية والأمعاء متشابهة في كلتا المجموعتين، وكانت معظمها خفيفة إلى متوسطة.

وأضافت الدكتورة كاميلا ثيلينبيرج كارلسون: "تؤكد هذه النتائج أن الدورة العلاجية الأقصر لا تزيد من الآثار الجانبية طويلة الأمد وتوفر سيطرة متساوية على السرطان".

وتوضح هذه النتائج كيف يمكن لأساليب العلاج الإشعاعي الحديثة أن تجعل العلاج أكثر كفاءة وسهولة في الوصول إليه وملائمة للمرضى - دون التضحية بالفعالية أو السلامة.

وأضاف البروفيسور ماتياس جوكينبرجر، رئيس الجمعية الأوروبية لعلم الأورام السريري: "إن جداول العلاج الأقصر تعني أن المرضى يمكنهم العودة إلى حياتهم الطبيعية بسرعة أكبر".

وقال: "إن تقليص مدة العلاج إلى أسبوعين ونصف فقط يعد فوزًا كبيرًا للمرضى وأنظمة الرعاية الصحية على حد سواء".