حقنة إطالة العمر.. جرعة واحدة قد تُطيل العمر 16 عامًا

يتسابق العلماء حول العالم لاكتشاف أسرار لـ إطالة العمر وأكثر صحة، بدءًا من تشجيع ممارسة الرياضة والنوم الجيد وصولًا إلى استكشاف أنظمة غذائية تُعزز طول العمر، حددوا مجموعة من الاستراتيجيات التي قد تُساعد في إبطاء عملية الشيخوخة.
والآن، تُشير دراسة جديدة رائدة أُجريت على الفئران إلى أن سر إطالة العمر قد يكمن في أمر بسيط كحقنة يُمكن أن تُضيف ما يعادل 16 عامًا إلى عمر الإنسان.
تُشير أحدث دراسة من جامعة برشلونة إلى أن بروتينًا يُسمى "كلوثو" قد يكون عاملًا حاسمًا في طول العمر.
تفاصيل الدراسة حول حقنة إطالة العمر
وجد الباحثون أن الفئران التي حُقنت بالكلوثو عاشت أطول بنسبة 20% تقريبًا من أقرانها غير المُعالجة، مما أدى إلى تحسين عمرها من 26.3 شهرًا إلى 31.5 شهرًا مقارنةً بفئران المجموعة الضابطة، وللتوضيح، يُمكن ترجمة ذلك إلى إضافة ما يصل إلى 16 عامًا إلى عمر إنسان يبلغ من العمر 80 عامًا.
لم يُحسّن البروتين العمر فحسب، بل بدا أيضًا أنه يُبطئ العديد من جوانب الشيخوخة، بما في ذلك تراجع قوة العضلات وكثافة العظام ووظائف الدماغ.
استخدم الباحثون العلاج الجيني لإيصال نوع من بروتين كلوثو، المعروف باسم s-KL، إلى فئران في مرحلتين عمريتين مختلفتين، إما عند عمر 6 أشهر (ما يعادل تقريبًا مرحلة الشباب لدى البشر) أو عند عمر 12 شهرًا (ما يعادل منتصف العمر لدى البشر).

شهدت الفئران الذكور المعالجة ببروتين s-KL عند عمر 12 شهرًا زيادة في متوسط العمر الإجمالي بنسبة 19.7% مقارنةً بالمجموعة الضابطة غير المعالجة.
كما أظهرت الفئران المعالجة بهذا البروتين قوة عضلية وعظامية أفضل، مع انخفاض احتمالية الإصابة بالتليف (تندب العضلات)، وتجددًا أفضل، مقارنةً بالفئران التي لم تتلقَّ العلاج.
على الرغم من أن كلًا من الفئران الذكور والإناث المعالجة في هذه المرحلة العمرية المتوسطة أظهرت تحسنًا ملحوظًا في الأداء البدني، إلا أن مدى التأثيرات المفيدة تفاوت بين الجنسين.
فبينما أظهرت الفئران الإناث تحسنًا أكبر في صحة العضلات والعظام، إلا أن أعمارها لم تتجاوز أعمار نظيراتها الذكور باستمرار، وقد يُعزى ذلك إلى مضاعفات صحية غير ذات صلة أثرت على نتائج طول العمر.
على الرغم من أن النتائج المنشورة في مجلة "العلاج الجزيئي" تبدو واعدة، إلا أن تطبيقها على البشر قد يتطلب مزيدًا من الوقت واختبارات سريرية دقيقة.
اقتصر نطاق الدراسة الحالية على الفئران، وقد تختلف خصائصها البيولوجية اختلافًا كبيرًا بين الأنواع، كذلك، قبل النظر في تطبيق أي علاج قائم على الكلوثو على البشر، يجب تقييمه من حيث السلامة والجرعة والآثار طويلة المدى.