دراسة: انقطاع الطمث المبكر يزيد خطر الإصابة بمرض الكبد الدهني والاضطرابات الأيضية

أظهرت أبحاث حديثة أُعرضت في المؤتمر المشترك الأول للجمعية الأوروبية لطب الغدد الصماء عند الأطفال والجمعية الأوروبية لطب الغدد الصماء، أن النساء اللواتي يواجهن انقطاع الطمث المبكر قبل سن الخمسين، وخصوصًا قبل سن 45، يُعتبرن أكثر عرضة لتطوير مرض الكبد الدهني وعوامل الخطر الأيضية المرتبطة به خلال سنة واحدة بعد انقطاع الطمث.
تفاصيل الدراسة
وتُعد هذه الدراسة الأكبر من نوعها على مدى خمس سنوات، وتسلط الضوء على ضرورة أخذ سن انقطاع الطمث في الاعتبار ضمن تقييم مخاطر أمراض القلب والأيض لدى النساء.
عادةً، يمر النساء بانقطاع الطمث بين سن 45 و55 بشكل طبيعي مع تقدمهن في العمر البيولوجي.
بعد هذه المرحلة، تزداد احتمالية الإصابات بمشاكل صحية طويلة الأمد، مثل مرض الكبد الدهني المرتبط بخلل التمثيل الغذائي (MASLD)، الذي ينجم عن تراكم الدهون في الكبد.
وعلى الرغم من أن العلاقة بين سن اليأس وحدوث MASLD لم تكن واضحة سابقًا، إلا أن زيادة خطر MASLD يبرز مع اقتراب سن اليأس.
قام باحثون من المركز الطبي هداسا والجامعة العبرية في القدس، بدراسة شملت 89,474 امرأة، وصنَّفوا أعمارهن عند سن اليأس إلى ثلاث فئات: 40-44 سنة، 45-49 سنة، واللواتي لم يدخلن سن اليأس بعد، وما زلن دون سن الخمسين.

نتائج الدراسة
وأظهرت النتائج أن النساء اللاتي مررن بانقطاع الطمث في عمر 40-44 سنة، يُعَدن من ضمن الفئة ذات الخطر الأعلى، حيث زاد احتمال إصابتهن بمرض الكبد الدهني بنسبة 46% خلال السنة التالية لانقطاع الطمث.
كما وُجد أن انقطاع الطمث المبكر مرتبط بزيادة احتمالية الإصابة بمقدمات السكري والسمنة بنسبة 11%، وارتفاع ضغط الدم بنسبة 14%، وخلل الدهون في الدم بنسبة 13%.
أما النساء بين 45 و49 سنة، اللاتي دخلن سن اليأس، فكن أكثر عرضة لمرض الكبد الدهني بنسبة 30%، ولمرحلة ما قبل السكري بنسبة 16%، مقارنة بمن لم يدخلن سن اليأس.
على مستوى سابق، لم تكن الدراسات تربط توقيت سن اليأس مباشرة بالعمر المتوقع أو MASLD بشكل واضح، لكن نتائج الدراسة الحالية تؤكد أن النساء اللواتي يسبقن سن 45 عامًا في انقطاع الطمث يكن أكثر عرضة لأمراض الكبد وعوامل الخطر الأيضية المرتبطة، مثل ارتفاع ضغط الدم والسمنة.
وصرَّح الدكتور جوشوا ستوكار، الباحث الرئيسي، أن الأبحاث السابقة كانت محدودة بسبب قصر مدة المتابعة وعدد المشاركات، بينما توفر دراستنا أكبر قاعدة بيانات على مدى خمس سنوات، وتدعم فكرة أن انقطاع الطمث المبكر يُعد عامل خطر مهدد للصحة.
وفي ختام الدراسة، يعتزم الباحثون تقييم أثر العلاج الهرموني البديل (HRT) على هذه الفئة، خاصة وأن النتائج تشير إلى أن النساء اللاتي يعانين من انقطاع الطمث المبكر أكثر عرضة لاضطرابات التمثيل الغذائي.
ويؤكد الدكتور ستوكار أن إجراء تجارب سريرية للتحقق من قدرة العلاج الهرموني على تقليل هذا الخطر يُعد أمرًا منطقيًا، خاصة مع تزايد شيخوخة السكان وانتشار السمنة، ما قد يُساعد في تخفيف عبء أمراض القلب والأوعية الدموية على النساء بعد انقطاع الطمث المبكر.