الأحد 18 مايو 2025 الموافق 20 ذو القعدة 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

استخدام الستيرويدات الفموية والمستنشقة.. ما علاقته بقصور الغدة الكظرية؟

الإثنين 12/مايو/2025 - 03:35 م
قصور الغدة الكظرية
قصور الغدة الكظرية


وفقًا لبحث جديد، فإن الأفراد الذين يتناولون أقراص الستيرويد لأكثر من 3 أشهر أكثر عرضة للإصابة بقصور الغدة الكظرية بـ6 مرات مقارنةً بمن يتلقون العلاج بمضادات الالتهاب غير الستيرويدية.

بالإضافة إلى ذلك، فإنهم أكثر عرضة لخطر دخول المستشفى بسبب قصور الغدة الكظرية، بينما يزداد خطر الإصابة بقصور الغدة الكظرية لدى مستخدمي الستيرويدات المستنشقة لفترات طويلة، ولكن دون أي زيادة في عدد حالات الدخول إلى المستشفى.

تُبرز هذه النتائج أهمية استخدام علاج بديل مناسب، مثل الهيدروكورتيزون، للوقاية من الإصابة بقصور الغدة الكظرية.

ما هي الستيرويدات؟

الستيرويدات، المعروفة أيضًا باسم الكورتيكوستيرويدات، هي أدوية مضادة للالتهابات تُستخدم لعلاج حالات مختلفة مثل الربو، ومرض الانسداد الرئوي المزمن، والحساسية، والتهاب المفاصل، وأمراض المناعة الذاتية.

عند تناول هذه الأدوية الموصوفة على نطاق واسع، مثل بريدنيزولون، لأكثر من 3 أسابيع، يجب تقليل الجرعة تدريجيًا، لأن التوقف المفاجئ عنها قد يؤدي إلى توقف الغدة الكظرية عن إنتاج هرمون التوتر الكورتيزول، وهي حالة تُعرف بقصور الغدة الكظرية.

في هذه الدراسة، فحصت الدكتورة باتريشيا فادوفا وزملاؤها من فرنسا 558667 شخصًا استخدموا أقراص الستيرويد أو الستيرويدات المستنشقة لمدة تراوحت بين 3 أشهر و5 سنوات، وقارنوا حالتهم بأشخاص عولجوا فقط بمضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs).

وجد الباحثون أن من استخدموا أقراص الستيرويد لأكثر من 3 أشهر كانوا أكثر عرضة للإصابة بقصور الغدة الكظرية بـ6 مرات، وأكثر عرضة للدخول إلى المستشفى بسببه بثلاث مرات، مقارنةً بمن استخدموا مضادات الالتهاب غير الستيرويدية فقط.

وبالمثل، كان من تناولوا الستيرويدات المستنشقة أكثر عرضة للإصابة بقصور الغدة الكظرية بنسبة 55%، ولكن لم يكن لديهم خطر متزايد للدخول إلى المستشفى بسبب نفس الحالة.

قالت الدكتورة باتريشيا فادوفا، المؤلفة الرئيسية للدراسة: "دراستنا الواقعية هي الأكبر من نوعها للتحقيق في العلاقة بين استخدام الكورتيكوستيرويد على المدى الطويل وقصور الغدة الكظرية".

وأضافت: "لقد تمت دراسة تأثير الكورتيكوستيرويدات على الغدة النخامية - الموجودة في الدماغ والتي تنظم إفراز الكورتيزول من الغدة الكظرية - من قبل، ولكن الدراسات حول حدوث قصور الغدة الكظرية بعد الاستخدام المزمن للكورتيكوستيرويدات عن طريق الفم والاستنشاق غير موجودة عمليًا."

وتابعت: "تُظهر نتائجنا أن حتى الجرعات المنخفضة من الستيرويدات المُستنشقة قد تُؤدي إلى قصور الغدة الكظرية، على عكس ما كان يُعتقد حتى الآن. يجب نشر هذه المعلومات على نطاق واسع في المجتمع الطبي".

إن وجود الكورتيكوستيرويدات الاصطناعية في الدم قد يُدخل الغدد الكظرية في حالة "شبه نعاس"، حيث تُقلل أو تتوقف عن إنتاج الكورتيزول، لذلك، عند التوقف المفاجئ عن العلاج بالكورتيكوستيرويدات طويلة الأمد، يلزم علاج بديل بستيرويد طبيعي مثل الهيدروكورتيزون لتجنب قصور الغدة الكظرية وعواقبه المحتملة المهددة للحياة. هذا سيضمن سلامة المرضى ويجنبهم دخول المستشفى مرات عديدة، كما قالت الدكتورة فادوفا.