خطوة بسيطة تقي طفلك من أمراض القلب.. قياس الخصر هو الحل

مع تزايد معدلات السمنة بين الأطفال، يواصل الباحثون إجراء دراسات متعمقة لفهم تأثير زيادة الوزن المبكرة على الصحة على المدى الطويل.
تشير دراسة حديثة إلى أن وزن الطفل وحده لا يكفي لتحديد خطر إصابته بأمراض القلب عند سن العاشرة، بل إن مكان تراكم هذا الوزن يلعب دورًا مهمًا أيضًا.
تفاصيل الدراسة
وقد أظهرت الدراسة الأحدث، التي عُرضت هذا العام في المؤتمر الأوروبي للسمنة الذي أُقيم في إسبانيا، أن مراقبة نسبة الخصر إلى الطول لدى الأطفال، وهو مؤشر رئيسي لدهون البطن، يمكن أن يُعطي إنذارًا مبكرًا حول مخاطر الأمراض القلبية والتمثيل الغذائي قبل بلوغ سن العاشرة.
وفي بيان صحفي، أشار الدكتور ديفيد هورنر، الباحث الرئيسي في الدراسة، إلى أن مع ارتفاع معدلات السمنة بين الأطفال عالميًا، من الضروري فهم كيف أن السمنة المركزية في مرحلة الطفولة مرتبطة markersً بالعلامات المبكرة لتدهور التمثيل الغذائي، مثل ارتفاع ضغط الدم والمؤشرات الحيوية المرتبطة بأمراض القلب والتمثيل الغذائي المستقبلي.

ولدراسة العلاقة بين أنماط تراكم الدهون في جسم الأطفال وصحتهم القلبية، اعتمد الباحثون على بيانات 700 طفل من دراسات كوبنهاغن الاستشرافية حول الربو في الطفولة، وهي دراسة طويلة الأمد تتابع الأطفال منذ الولادة.
خلال 14 فحصًا من عمر أسبوع واحد وحتى سن العاشرة، راقب الفريق مؤشرات صحية رئيسية مثل مستويات الكوليسترول، والدهون في الدم، والجلوكوز، ومقاومة الأنسولين، وضغط الدم المعدل حسب الطول.
وأظهرت النتائج وجود ثلاثة أنماط نمو لنسبة الخصر إلى الطول بين الأطفال: وهي مجموعة مرجعية مستقرة، ومجموعة ذات خصر يرتفع مبكرًا قبل أن يستقر، وأخرى "بطيئة الارتفاع" تظهر زيادة تدريجية مع التقدم في العمر.
وتبين أن الأطفال في فئة "بطيئة الارتفاع" لنسبة الخصر إلى الطول أظهروا علامات واضحة على تدهور صحة القلب والأيض بحلول سن العاشرة، حيث سجلوا مخاطر أعلى بكثير من أقرانهم، بما يشمل ارتفاع ضغط الدم، وانخفاض الكوليسترول الجيد (HDL)، وعلامات مقاومة الأنسولين، وزيادة الالتهاب، وكلها اعتبارات تظهر ارتباطها بمخاطر مستقبلية مثل السكري من النوع الثاني وأمراض القلب.
وفي المقارنة مع المجموعة المرجعية، أظهرت مجموعة الأطفال التي حدث لديها ارتفاع ثم استقرار في الخصر إلى الطول حالة صحية مختلطة، حيث انخفض مستوى الهيموغلوبين السكري (HbA1c)، مما يدل على تحسن في إدارة السكر، لكن مع ارتفاع بسيط في مستويات البروتين الدهني ب (ApoB)، وهو بروتين مرتبط بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
وعند النظر في كمية دهون البطن لدى الأطفال عند سن العاشرة، تبين أن هذا المقياس يفسر غالبية الفوارق في المخاطر الصحية بين المجموعتين.
وفي النهاية، أكد الدكتور هورنر على أن ارتفاع نسبة الخصر إلى الطول في عمر العاشرة يُعد مؤشرًا سريريًا رئيسيًا للخطر المستقبلي لأمراض القلب والأوعية الدموية، مما يعزز أهمية مراقبة السمنة المركزية ضمن الرعاية الصحية الروتينية، بحيث لا يُقتصر الأمر على تتبع الوزن فقط، بل يشمل قياسات السمنة المركزية كجزء من التقييمات الصحية الدورية.